صفحة الكاتب : احمد عداي

شروق العدل الالهي
احمد عداي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تمر علينا هذه الأيام ذكرى ولادة سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، يوم أنار الله الأرض بنور هذا الرجل العظيم البشير النذير الذي أنقذ الانسانية جمعاء والعرب خاصة من الجهل والظلم والفساد؛ وبنى في قلب الصحراء دولةً خضعت لها الرقاب طوعاً و كرهاً، لا لتجبره ولكن لعدله الذي جعل القبائل تهوي اليه حبا له ورغما عن حلفاءهم السابقون الذين كانوا لا يعرفون سوى منطق القوة؛ ومنهم من جاء خوفا على نفسه ومصالحه من الضرر؛ فكانت اكبر وأعظم دولة قامت على التسامح والعدل والحياة المدنية بعيداً عن أي عنصرية أو طائفية.

 
اليوم يحتفل جميع المسلمين بهذه المناسبة، مفتخرين على الأمم بانتماء سيد الرسل لهم دون غيرهم؛ لكن هل فخرنا واعتزازنا ينتهي عند المناسبات فقط؟! وهل نقدر تضحيات رسولنا الكريم في سبيل وضع عجلتنا على المسار الصحيح.
للأسف باع الكثير منا قضيته وتناسى التزاماته كإنسان أولاً وكمسلم ثانياً؛ و تاه في دنياه؛ شهوةٌ تجره، وطمعٌ يدفعه؛ كأنه نسي أن ديننا هو الأخلاق، وأن لا منجى له إلا بالعمل الصالح ونقاء النفس؛ يوم يقف بين يدي من لايُخشى الا عدله.
المآساة هي أن الأمر تعدى الأشخاص ليصبح توجهاً للحكومات؛ حيث توغلت حكوماتنا في حياكة المؤآمرات لبعضها البعض؛ كأنها نسيت أنها إمتداد للدولة الاسلامية، ويجب أن تكون نواة حكومة العدل الالهي التي تأتي في آخر الزمان.
كل ما سبق قد يندرج في سياق الأطماع  الشخصية، و حب السلطة والتوسع على حساب الغير وان كانت تجمعه معه مصالح مشتركة؛ شأنهم في ذلك شأن الورثة الذين يضيعون حقوقهم ومصالحهم المشتركة في نزاعاتهم على الميراث؛ فلا هم اغتنوا ولاهم حافظوا على أصول الميراث للمنفعة  المشتركة؛ لكن عندما يصل الأمر لأن تتحالف دول إسلامية - أو تدعي نفسها كذلك - مع جهات واضحة العداء للإسلام، ولن تقبل يوماً بأن تنفع الإسلام حتى بكلمة حق؛ فهذا الغباء بعينه؛ حيث أن الخصم المسلم مهما زادت عداوته فهناك حدود يقف عندها خوفاً على دينه وحباً بالإسلام؛ والجهات الخارجية مهما كانت ودودة فلن تسمح لها مصالحها، ولا اعتقاداتها الدينية، ولا تاريخها الحافل بالكراهية للإسلام أن تقدم منفعة حقيقية لأي دولة مسلمة.
 
وتستمر المؤامرات على بَعضِنا البعض بتحريك من قبل أعداء الإسلام؛ ويظل كل قوم بما لديهم فرحون؛ حتى نسينا أننا اتباع دين واحد، وتحت راية نبي واحد، ونطلب الرحمة من رب واحد.
 
ترى هل يأتي يوم نستيقظ به من غفلتنا؟ أم سنكون أول المعادين لدولة العدل الالهي في آخر الزمان التي -بدون شك- ستحارب كل الاطماع وترفض كل السياسات المنحرفة في بناء الدول؟!!. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عداي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/13


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • معركة التسقيط  (قضية راي عام )

    • التسوية أمر واقع  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : شروق العدل الالهي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net