صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

المَزلقة الفادحة!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأنظمة العربية من أسهل أنظمة مجتمعات الدنيا  إنزلاقا وإنحدارا للقيعان , فلا حلم ولا روية ولا حكمة , ولا مشاورة وتقدير مواقف وحسابات نتائج وتطورات وما خفي في بطون المنزلقات , وإنما سلوك مبني على منطوق "شيّم العُربي وخذ عباته"!!
فما أسهل التلاعب بعواطف الأنظمة ودحرجتها بالإتجاهات المطلوبة لتحقيق المصالح والمشاريع المرسومة , وجميعها وجدت نفسها في مواقف مصيرية يصح فيها القول دوما " سبقَ السيفُ العَذل"!!
فما حصل للعراق , وسوريا وليبيا وغيرها ينضوي تحت هذا السلوك الإندفاعي الإنفعالي , الذي يوهم العقل ويدفعه لتسويغ القفز إلى ميادين سقر!!
وما يحصل للسعودية ينضوي تحت الإرادة الإنزلاقية المهلكة للأمم والشعوب , بعد أن تم التسويغ والتغرير والتمرير والخداع والتضليل , والعمل على التصديق بأن المصير على " كف عفريت" , إن لم يتحقق الإنزلاق الذي يتم تزويقه على أنه سيحسم الموقف ببضعة أيام , والخطة تقضي بدوامه لعدة أعوام.
وهذا يعني أن السعودية قد تورطت في حرب إستنزافية محسوبة لتجفيف قدراتها المالية , وأخذ ما عندها من النفط والثروات , فالمنزلق الذي هي فيه يكلفها ما يقرب من ربع مليار دولار يوميا , أو ما يعادل مئة مليار سنويا,  والكلفة ستزداد لإبتزاز شركات السلاح التي ستضاعف الأسعار , وتديم المنزلق حتى تتخلص من أسلحتها المنتهية الصلاحية , والتي بدلا من إتلافها , تبيعها للمتورطين والمنزلقين بأتون النيران.
ولو أن نصف هذه المليارات أستثمرت بمشاريع إقتصادية في مصر والسودان , وغيرها من الدول العربية , لتغيرت الأحوال نحو الأحسن ولتنعم الناس بالحياة الأفضل.
وأخذ الهمّ والقلق يبدو واضحا على السعوديين عندما تلتقي بهم , فهم يدركون أن المنزلق خطير , وأنه أخذ يؤثر على واقعهم الحياتي ومفردات أيامهم , كتقليل الرواتب , وربما السعي لسياسة التقشف لسد نفقات الورطة الكبيرة.
بل أن البعض يرى أن السعودية ربما تسير في منحدر العراق وسوريا , وسيمتد إليها ما في اليمن , كما إمتد ما في سوريا إلى العراق , وفي هذا وعيد ومصير أليم , قد يتطور ليدمر جوهر الوجود الإسلامي , الذي بدأت علائمه تلوح وتتحقق هنا وهناك!!
فهل كان سيحصل أسوأ مما حصل لو أن الأحوال في اليمن مضت وفقا لمشيئة اليمنين , الذين يعرفون أنفسهم ويتقاتلون فيما بينهم , ويقيمون نظاما كما يرغبون , حرا أو تابعا؟!
إن النيران تأكل نفسها , ولو تُرك اليمنيون بنيرانهم التي أوقدوها , لتآكلت نيرانهم وإنطفأت , لكن منزلق تسعيرها قد أسهم في تأجيجها وإطعامها بالوقود , ودفع الآخرين للسقوط في أحضان القوى الأخرى , إقليمة أو عالمية.
ويبدو أن من الحكمة أن يُترك اليمنيون يحلون مشكلتهم بأنفسهم , وعلى القِوى المنزلقة أن تتوقف قبل فوات الأوان , ووقوعها في أتون النيران , التي يُراد لها أن تحيلها إلى رماد ودخان.
فأهل اليمن أدرى بأمورها , وأهل مكة أدرى بشعابها , ودع الذي يدري لِما يدري ,  ولا تتوهم بأنه لا يدري!! 
د-صادق السامرائي
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/24



كتابة تعليق لموضوع : المَزلقة الفادحة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net