صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

هل عَجّزت ذي قار الحضارة أن تلد رجالاً يمثلونها؟!
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعد محافظة ذي قار، رابع أكبر محافظة عراقية من حيث عدد السكان، وهي غنية بتراثها الفكري والحضاري، وتعد مهد لحضارة سومر وحضارات جنوب العراق، عانت طوال عقود من الظلم والإهمال الحكومي الرسمي، سواء في عهد النظام السابق، أو خلال هذه المرحلة الجديدة،

 مايلفت النظر الآن، أن هذه المحافظة العريقة والكبيرة، ليس لها من يمثلها في الحكومة المركزية، إضافة إلى تصدير المرشحين لها، من محافظات أخرى في أيام الانتخابات، فهل عجزت مهد الحضارة، عن إنجاب رجال دولة يمثلونها، أم إنها سُلبت حقوقها ظلماً لمصالح حزبية؟

شَهدت محافظة ذي قار، خلال الممارسات الانتخابات البرلمانية السابقة، ترشيح أشخاص من محافظات أخرى لأنفسهم فيها، وليس هذا فقط، بل كان هؤلاء هم على رأس قوائمهم الانتخابية، وبالتالي حصدوا أغلب أصوات جماهير تلك الأحزاب في المحافظة، وبالتالي ذهبت أصوات أبناء هذه المدينة، لنواب لاينتمون لمدينتنا، وهذا ما أثر على واقعنا، بسبب عدم تواصل هؤلاء النواب مع ناخبيهم.

هذه الآلية اتبعتها أغلب أحزاب المحافظة، فقد كان النائب حسن الشمري على رأس قائمة حزب الفضيلة، والنائب السابق بهاء الاعرجي على رأس قائمة الأحرار، وكذلك فعلت دولة القانون فقد رشحوا أكثر من مرشح من خارج المحافظة، تيار واحد فقط من القوى الشيعية الكبرى في المحافظة، لم يستخدم هذه الطريقة في الانتخابات، وهو تيار شهيد المحراب، فكل مرشحيه لمحافظة ذي قار، خلال السنين الماضية، كانوا من أبناء المحافظة نفسها.

السؤال الذي يتبادر لكل ذي قاري، هو هل هذه الأحزاب، ليس لديها منتمون وقادة يستطيعون أن يمثلوا محافظتهم؟ أليس من صالح أهلهم ومواطنوهم ومدينتهم، أن تعطى أصواتهم إلى أبنائهم، حتى يتواصلوا معهم ويحلوا مشاكلهم؟ أم أن المصالح الحزبية مقدمة عندهم، على مصالح أهلهم ومدينتهم؟ 

أهل المحافظة وأبنائها، هم أولى بأصوات هذه المحافظة التي حوت كثير من العلماء والقادة، مدينة الثقافة ومهد الكتابة، مدينة الجهاد، ولها حصة الأسد من مجاهدي الحشد الشعبي، يحق لها أن تطالب بحقوقها، وأن تجد من يمثلها في الحكومة والمناصب السيادية، فهي ليس محافظة هامشية أو مستحدثة، لتُسلب حقوقها وتعطى لغيرها، وتبقى مسؤولية المجتمع الذي قاري، هي أن لا ينتخب أي مرشح لاينتمي لمدينته، مهما كان انتماء ذلك المرشح، ومن أي حزب كان، وإلا فإن التأريخ لن يرحمنا؛ بظلمنا لمحافظتنا.

أخشى ما أخشاه، هو أن يأتي زمان وتذكر فيه حقبتنا الزمنية هذه، بأنها ضيّعت حقوقها، وظلمت مدينتها، وجفت أهلها، من أجل مصالح حزبية أو فئوية، فراحت تنتخب الغرباء، وكأنها لاتملك رجال ليمثلونها، في الحكومة وإدارة الدولة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/26



كتابة تعليق لموضوع : هل عَجّزت ذي قار الحضارة أن تلد رجالاً يمثلونها؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net