صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

النجيفي وتركيا والتلاعب بالقرار السياسي العراقي !
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حكى لي احد الأصدقاء طريفة عن أحد الأشخاص، الذي تقدم لخطبة فتاة، فسأله أبو البنت، وقال له ماهي مؤهلاتك؟ فكانت الإجابة الصادمة ( جارنا ضابط في الجيش )! ومحافظ نينوى السابق المطلوب للقانون، وهو أحد أعمدة سقوط الموصل بيد الدواعش، يخرج بين فترة وأخرى على وسائل الإعلام، أو بواسطة شبكة التواصل، أنه قادر على تحرير الموصل بكاملها! ويحوط به مجموعة من الممثلين، يرتدون ملابس عسكرية، ويتدربون على السلاح، ويقول أن الجارة تركيا تساعدنا بتدريب المقاتلين لنحرر بها الموصل !. 
 
اللعبة القذرة التي لعبتها تركيا، بتوريد المقاتلين سواء منهم العرب أو الأجانب، لا يمكن إغفالها، والدور الخبيث بإيهام الرأي العالمي، بتوجيه أصابع الإتهام بالضد منها، وحرف الحقيقة، وتزييف الوقائع، وفبركة الأفلام، وتوجيهها بطريقة ماكرة! وفي أول توافد للإرهابيين للعراق، جعلتنا نَتَّهِمْ سوريا! وإن كانت تغمض العين للتخلص من هؤلاء الإرهابيين، في سبيل حراسة أمنها الداخلي، لكن المُوَرّدْ لهؤلاء بقي في الكواليس، ولم يتهمه أحد! ولمّا جاء الدور على سوريا، بانت الحقيقة وظهر المكشوف! وماهي الأساليب التي يتبعها اردوغان .
أثيل النجيفي لا يمثل في الوقت الحاضر سوى نفسه، كونه ليس من ضمن العملية السياسية، ويستعمل ثِقَلَ أخيه أسامة في التأثير على المجتمع الموصلي، والتصريحات التي تصدر منه ليست سوى أحلام وردية، يريد صياغتها بشكل مطرز، بواسطة الأموال التي يملكوها، ومعظمها أموال العراقيين، التي ساعدتهم الضروف بالإستيلاء عليها، ضامنا الجانب التركي الذي يقف معه بكل قوة، وتبجحات منهم بأنهم قد طُلِبَ منهم تدريب القوات العسكرية، ولا أعرف من أين تُصرَف هذه الأموال! أو هل هي بعلم الحكومة الإتحادية ؟.
 
أظهرت وسائل الإعلام زيارة وفد تركي للعراق، والتقائهم مسؤولين عراقيين، وعلى رأسهم السيد العبادي، ترافقها التصريحات التركية بأنهم لن ينسحبوا من الأراضي العراقية1 إلا بعد الإنتهاء من داعش، وهذا بالطبع ليس بطلب من الحكومة العراقية، يعني بين قوسين تدخل سافر بالشأن العراقي! وهذا لا يجوز وفق الأعراف الدولية والجوار، وكان المفروض من الجانب العراقي، رفض تلك الزيارة، ويمكنهم زيارة العراق بعد سحب قواتهم، وحماية الحدود ومنع تدفق الإرهابيين، الذين يستعملون الأراضي التركية، والدخول بتسهيلات المخابرات التركية للعراق وسوريا .
 
بعد أن كان أردوغان بالأمس محطة لتجنيد الإرهابيين، اليوم وبقدرة قادر أصبح يحارب الإرهاب! ولكن لم يقل للعالم عن الكيفية التي سيحاربهم بها، وماهو مصير الأسلحة والاعتدة التي كانت الدولة التركية، وبكل السبل والممكنات توصلها للإرهابيين بأوامر أمريكية، ومن هي الفصائل المصنفة دوليا بقائمة الإرهاب، ومن مع الدولة! وهل لتركيا فصائل مسلحة تقاتل في العراق وسوريا، وماهو مصير حزب العمال الكردستاني؟ الذي يحميه مسعود بارزاني، وماهو الدور الملقى على الحزب؟ ولمصلحة من بقاء هذا الفصيل متواجد على الأراضي العراقية! سيما أن الجانب التركي يقوم بين فترة وأخرى، بقصف مناطق عراقية .
 
اليوم الحكومة العراقية مطالبة أكثر من ذي قبل، بالوقوف بوجه الجانب التركي، وإيقاف تدخله بكل الممكنات، وتقديم شكوى ضده لدى الأمم المتحدة، والمطالبة بقرار يقضي بعدم تدخلهم اليوم ومستقبلاً، والا نريد تفسيرا حول العقوبات التي يرضخ لها العراق، جراء غزو العراق للكويت ويطبقون كل مايحلوا لهم ضدنا، فلا نكن مطية لكل من هب ودب، سيما ونحن مقبلون على فترة مابعد داعش، وكيفية بناء الدول وفق الأسس الصحيحة، التي تضمن حياة حرة وكريمة للمواطن العراقي، وكفى سكوتا على التدخل الإقليمي، من كل دول الجوار التي أنقذت ساحاتها، وجعلوا العراق ساحة تصفياتهم .  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/16



كتابة تعليق لموضوع : النجيفي وتركيا والتلاعب بالقرار السياسي العراقي !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net