صفحة الكاتب : عمار العامري

حقيقة الصراع الفكري في العراق
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   أخذ الصراع الفكري في العراق, يتوسع وتزداد هوته يوماً بعد يوم, نتيجة لتبني أطرافه مواقف متشددة, بناءً على أسس أطروحاتهم, هذا ما جعل الساحة الفكرية تحتقن من جديد, بموضوعات "وجود الله, كيف وجد؟ ما آليات اختيار الأنبياء" وغيرها, مما تبناها الالحاديون سابقاً, بمسمى "الشيوعية", فيما عاد من جديد بمسمى "المدنية".
   الحديث عن النظرية الإلحاد, لابد أن يناقش تطبيقاتها العملية, وتعاد للذاكرة أمجادها التي يتغنون فيها أنصارها, عبر عقود خلت, كان لرائحة الدم, ولونه الأحمر طعم خاص, بعدما رفعوه شعار, بدون أن يخبروا الذين صفقوا لهم, "بوطن حر وشعب سعيد", وتسابقوا للانضمام لمنظماتهم "أنصار السلام والسلم والتضامن" بحقيقته,  فلم ينتبهوا إن المعنى الحقيقي, للون الاحمر هو "الدم" أو "الموت الأحمر " القتل.
   المدنية سابقاً؛ تدعو لأنكر وجود الله سبحانه وتعالى, وأنكار التعامل مع كل القوى المعنوية, أرجعوا كل الكون الى صيرورات الطبيعة, فاطلقوا الاكاذيب باحترافية عالية, بعيد عن كل الضوابط والقيم والمعايير, رفضوا ممارسة الظلم الاجتماعي الذي يمارس "باسم الدين", بينما تجاربهم في القرن الماضي عامرة بالدماء, والظلم الاجتماعي, وإنتاج الأنظمة الديكتاتورية, فلم يرسموا السعادة على قلوب المواطنين, بالعكس سلبوها من القلوب.
   الهدف الذي جاؤوا فيه لبناء الشخصية الانسانية, هو أبعاد الناس عن الدين, وإباحة المحرمات لهم, مما خلق تفكيكاً للمجتمع, وانحلال لتركيبته الاسرية, حيث يفرغ الانسان من الحالة الروحية, للاستعاضة عن ذلك, بتعاطي المخدرات والمشروبات الروحية, ما جعل المجتمعات تبني نفسها على أساس الصراع والتنافر والحروب, وبذل الاموال الطائلة من أجل التسليح, والسلم لديهم التهريج القائم, بالاعتداء على الاخرين بالسب وتشهير.
   المشكلة التي حدثت بالعراق؛ تكمن بالتجربة السياسية الحالية, والتي تصدى لها الشيعة بعنوان الإسلام السياسي, هذا التقديم كواجهات, كان خدعة كبيرة, أنطلت على الكثير, وتم تعويم إخطاء الشخص والشخصين فيها, وتحويلها الى أخطاء المجموع, وحمل هذا على التشييع, رغم أنها صورة خداعة لصورة التشييع الحقيقية, ولا تمثل الحالة الدينية, بقدر تمثيلها للمدنية المتأسلمه, وبشهادات الكثيرة من رموز الاسلام السياسي المدني.
   فيما تحدث الإسلام عن التعاون على البر والتقوى, هذا هو مشروعه النظري, فالحضارة الاسلامية؛ بنية على أساس روح التعاون والتكاتف, والثقافة الاسلامية تتحدث عن هدف الارتباط مع قائد الحقيقي للمجتمعات كافة, بناءً على قوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" لذا فالأطروحة الاسلامية؛ ستقدم تطوراً تكنولوجياً بالغاً في التقدم والازدهار, لان المشروع القادم للبشرية لن يكون, الا المشروع الاسلامي الحقيقي.
   مما نعتقد فيه جازمين؛ إن الدولة العراقية الجديدة, كانت وما زالت بيد الالحاديون والطائفيون والبعثيون, الذين يمثلون أدواتها الحقيقية, وبأيديهم مقاليد إدارة الدولة العميقة, رغم إقرار التشريعات الجديدة, وإن التوافق على مبدأ "البقاء للأقوى", جعل الاسلاميون لقمة سائغة للمدنيين, الذين يسيطرون على مؤسسات الدولة, بينما الإسلام السياسي يسيطر شكلياً فقط.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/27



كتابة تعليق لموضوع : حقيقة الصراع الفكري في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net