صفحة الكاتب : راسم المرواني

واعِيـَــــةُ الإوَزِّ
راسم المرواني


قصيدة رثاء
في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (ع)

غزاني الشيبُ – وَيكِ سُليمُ – قَسْـرا
  وَحَمَّلَــني غَـــداةَ الغَــــزوِ إصــــــــرا

وأَبْــدَلَـــــني بُعَــــــيْدَ السَعْـــــــدِ حُــــزْنَـــاً
  كمـا أبْدَلتِـــــــنيْ بالوَصــــــلِ هَجْــــــــرا

  
رويــــداً – يا سُليــــمُ – فَلَــــيسَ عَـــدلاً
  مَجيــــئُكِ والــزمــانُ علـــيَّ نِــــفْرا

فــــــــــــإني قَـــــدْ تَداركني خُطـــــــوبٌ
  يُريـــنَ النجـــــمَ في الآفـــــــاقِ ظُـــــهرا

  
فَخَطْبٌ جــــاءَ في (رَمَضانَ) يَسعى
  أبــــاحَ الدَمْــــعَ والأحــــزانَ طُـــــــرّا

لِوَقْـــــعِ رَزيّــــــةٍ ســــاقَتْ رزايــــــــــا
  وراحتْ إثْــــــرَها الوَيـــــلاتُ تَــــــــتْرى

  
عَشيّــــةَ (حيـــــدرٍ) يَــــرمي بِطَـــــرْفٍ
  الى كَبِــدِ السَمـــاءِ ، يُجيــــــلُ فِكـْــرا

يَـــرى شُــــعَّ النُجـــــومِ غَـــدَونَ عُتْـــمَاً
  وأُلْبِسْنَ الحُلــــوكَ ، وَكُــــنَّ كِـــــدْرا

  
فَغَــضَّ بِطَــــرْفِــهِ غَضّـــــاً رَقيــــــقــاً
  وَقــــالَ ، وَقَـــدْ أَحَـسَّ بِــذاكَ أمْـــــرا

((هيَّ اللَيـــــلاءُ أنبــــأني حَبــــــيبي
  رســــولُ اللهِ)) والحَـــدَقــــاتُ عَبْـــــــرا

  
وَمـا أنْ جــــازَ صَحْــنَ الـــــــدارِ حتّى
  تَلَـــــقّاهُ (الإوَزُّ) يَصيــــحُ جَهْــــــرا

يُشَيّـــــعُهُ بِلَــــحْنٍ مِنْ نَشيــــــــــــــجٍ
  كـ (واعيـــةِ النِــسا) ، يَلْـدِمْنَ صَــــــدرا

  
كأني بالإوَزِّ يَصيــــــــحُ شَجْــــــــــــواً
  وَأُفْهِــــــــمَ أنْ عليَّ اليـــــــومَ يُبـــــــــرا

وما فَـــتَـــــأ الإوَزُّ يَســــوقُ لَحْــــــــناً

  كَلَحْــــنِ النــاعيـــــاتِ ، شَربْــنَ مُـــــرّا

  
فَســـاقَ الهــــــازمُ الأحـــــزابِ حَمْــــداً
  لِــــرَبِّ الذاريــــــاتِ ، وَســـــاقَ شُكْرا

وَرَدَّد موقِـــــناً :- ((هـــذا صيـــــــاحٌ
  سَيَتْبَــــــعُهُ النُــــــواحُ اليـــــــومَ فَجْـــــــرا))

  
وَعالَـــجَ (أُكـــرةً) بالبـــــابِ تَــــــــــأبى
  سَمـــاحاً للـــــوصيِّ بـــأنْ يَمُــــــــرّا

وَحُلـَّـــتْ عُقْــــــدَةٌ نَظَــــمَتْ حِـزامــــاً
  بِأوْسَـــــطِهِ ، فَأوْجَـــــسَ مِنْــــهُ شَـــــرّا

  
فَمــــالَ يَشُــــــدُّ حَيــزَمَــــهُ بِصَمْتٍ
  ويُصْلِــــحُهُ ، وَيـــوجـــزُ فيــــــهِ شِـــــــعْـرا

بأنْ ((شُــــــدِّ الحيـــــــازِمَ ، إنَّ مَــــــوتاً
  أتى ناديــْـــكَ ، فاستَقْبِــــــلْهُ حُــــــــرّا))

  
وَتـــــاقَ الفـــــارسُ الضــرغــامِ ليـــــــلاً
  لِمِحْـــرابِ الصـــلاةِ ، وكانَ طُــــــهْــرا

ومـا أثْنــــــاهُ أنَّ المـَــــــــــوتَ آتٍ
  ومـــا زَجَـــــــرَ الإمــــــامُ بِـذاكَ طَيـــــــرا

  
فَــــوا حُــــزْني على بَطَــــــــلٍ مَهــــــيبٍ
  يُثـــــــــيرُ الأرضَ عِنـــــدَ النَقْـــــعِ جَمْــــــرا

يُباغِــــــتُهُ لَقيــــــطٌ مِنْ (مُــــــــــــــرادٍ)
  بِبَـــــــــيتِ اللهِ ، يَطْــــــلِبُ منــــهُ ثـــــــــأرا

  
فَيَكْــمِنُ تَحْتَ مُحْتَـــــــلَكِ الليــــــاليْ
  يَضُــــمُّ السَيـــفَ تَحْت الجُنْـــــحِ سَــــترا

وَيُمْهِــــلُهُ لِيَــرْفَــــعَ مِنْ رُكـــــــــــوعٍ
  لِيَعْـــــلوَهُ بِسيــــفِ الِحِــــــقْدِ غَـــــــدْرا

  
فَيَشْــــدَخَ هامَــــةً ، وَيَســـــيلُ قـــــــانٍ
  فَتُصْبِــــحُ تَيْـــنَكُ الشيــــباتِ حُمْـــرا

وَيهـــــويْ حَيـــــدرٌ لــــلأرض ضَعْــــــــفاً
   وُيُمْسِــكُ رأسَـــــهُ ، ويَقــــولُ :- صَبْـرا

  
فمـــاجَ النــــاسُ في هَلَــــعٍ وَخَـــــوفٍ
  وَحُــــزْنٍ في الصُـــــدُرِ قَـــــدْ اِسْتَـــــقَـرّا

وَصــاحَتْ (زَينَبٌ) ، وَبَكى (حُسَينٌ)
  وأوْجَـسَ (شُـــــبّـرٌ) إذ ذاكَ شَــــــــرّا

  
مُهَيــــــلاً – يـــا عليُّ – فـــــإن صَبــــريْ
  تَـــداعى ، فـالْتَــــمِـسْ ليْ مِنْكَ عُــــذْرا

أرى جَـــزَعاً يُؤجِّـــــجُ نــــارَ صَدريْ
  وَيُحْـــرِقُـــنيْ ، وَلَـــسْتُ أقــولُ هَجـْـرا

  
أَ شَدْخٌ – سَيّديْ – يُـــرديكَ حَقـــــــاً ؟
  وَيَجْــــعَلُ وَجْنَتَـــيكَ النُـــــضرَ صُـــــفْـرا

وإنِّي قَــــدْ عَهَــــــدّتُكَ في لَظـــاهــــــــا
  تَدوسُ المَــــوتَ ، تَرقُــبُ مِنْـــهُ أُخْــــرى

  
بِسَيفٍ يَشْــــرَحُ الرحمـــــن فــــــيهِ
  لأحمَــــدَ مِنْ ذوات الفـَــــغْــرِ صَــــــدْرا

وَكَـــم وَضَــــعَ الإلــــهُ بِذيْ فَقــــــــــارٍ
  وَصـــاحِـــبهِ عَنْ (المَحـــمودِ) وِزرا ؟

  
وناصَفْتَ السُـــيوفَ بيـــــومِ (بَــــــدرٍ)
  رقــابَ الشِــــركِ ، فاسْتَـــحوذْتَ شَطْـرا

وإذْ فَـــــرَّ الرجــــالُ بيـــــوم (أُحْـــــــــدٍ)
  بحَـــــربٍ قَهْــــقَرَتْ زيــــــداً وعَــــــمـرا

  
و (أُصْــــعِدَ) كُلُّـــــهُمْ ، خَـــوفَ المنــــايا
  فــَلا يَلـــــوونَ ، بَــلْ يولــــونَ دُبــــــرا

هُـــــنا ، أثْبَتًّ إنّـــــكَ مِثـــــلَ طَــــــودٍ
   وَحــاشــــا – يـــــا عليُّ – بــــأنْ تَفـــــِرّا

  
كَعَـــــهدِ النــاسِ فيـكَ - أبـــــا تُــرابٍ -  تُكــــــيلُ الحَــــربَ ثَبْــــــتَاً ، ثُــمَّ كَــرّا

قَريبــــاً مِنْ رَســــولِ الله ، حــــــتّى
  يِخـــــالِكُـــما العِـــــدا لَحْــــمَاً وَظُـــــفْرا

  
تُــزيــــحُ بسيفِـــكَ البتّـــــارِ لَيــــــــــلاً
  وَتَقْــــمَعُ فِتْــــنةً ، وَتُزيـــــلُ صَخْـــرا

فَيَحْـسَبُ مَنْ يَــــــراكَ بِـــــــأُمِ عَــــينٍ
  إلى عُــــرْسٍ طَفَــــقْتَ تَـلُـــــــزُّ مُهْــرا

  
وَيـــومُ الزَحْــــفِ والأحـــــزابُ جــائتْ
  كَســــيلٍ ، مَـــدَّ نَحْـــوَ الأفْـــقِ جِسـرا

أبــو سُفـــــيانَ أنفَــــرَهــا لِحَــــربٍ
  وَحـــــاكَ نَســـيجَـــها جَـــــهْـراً ، وسِــرّا

  
وإذْ بَلَــــغَت قُلـــــوبُ القَــــــومِ خــَــوفـــاً
  حناجِــــرَهُم ْ ، وَضـــاقَ الرَحْبُ قَــــهْـرا

هُـــــناكَ ، نَهَــــضْتَ – يا كــــرارُ – فيـها
  لِوَحــــدِكَ ، تـَــرتَقيْ مَجْــــداً وفَــــخْرا
 
  
فــــأردَيتَ (ابــنَ وَدٍ) في لَظــــاها
  وأنــــأيتَ الكُـــروبَ ، وَسُــــقْتَ نَصــرا

فَنــــوديَ (لا فـَـــــتى إلاّ علــــــــــــيٌّ
  ولا سيفٌ سوى الفَقّـــارِ) حَصـرا

  
فَأنّى قَــــدْ أُصَــــدِّقُ بَـعْــــدَ هـــــــذا
  بأنَّ الشَـــدْخَ يَتـــــرُكُ فيــــكَ إثْـــــرا

وَهَــــلْ ليْ أنْ أُصَـــــدِّقَ أَنَّ سَيفَــــــــــاً
  سَيَـــجرؤُ أنْ يُحيـــــلَ المَـــدَّ جَـــــزرا

  
فَـــلا واللهِ ، إن العَقْــــــلَ يَـــــــأبى
  بيــــومِكَ أن يُصَـــــدِّقَ فيــــهِ خُبـــــــْرا

فإنْ قيــلَ المنــــــايا ، قُلْتُ :- حَسبيْ
  فــــأُذعِـــنُ ، لا مَنـــــاصَ ولا مَفَـــــرّا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


راسم المرواني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/23



كتابة تعليق لموضوع : واعِيـَــــةُ الإوَزِّ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net