يا داخل بين البصلة وقشرتها ( مثل مصري )
رضا السيد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رضا السيد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدوا إننا في الكثير من المقالات التي نكتبها نستشهد بالأمثال الشعبية سواءا العراقية منها أو العربية وحتى الغربية اذا تطلب الأمر ، لكون تلك الأمثال تشكل علامة مميزة في توضيح خفايا أي موضوع مرتبط بذلك المثل . وبالتالي فان جمالية الموضوع وحلاوته ممكن إن تكون أكثر باستخدام وتوظيف الأمثال الشعبية ، لان تأثيرها على فهم الموضوع يكون أكثر . وأما سبب استخدامي لهذا المثل الذي جعلت منه عنوانا لمقالي ( وهو مثل مصري شائع ) يطلق على من يتدخل في شؤون غيره ، فانه سوف يلاقي ما يزعجه ويعكر صفو مزاجه لان المثل بشكله الكامل يقول ( يا داخل بين البصلة وقشرتها .. ما ينوبك الا ريحتها ) كناية إلى رائحة البصل النفاذة والمزعجة . وهو يقابل المثل العربي القائل ( من تدخل في ما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه ) . فما يدور في بعض الأروقة السياسية الان في العراق هو تماما ما يقوله المثل . اذ إن اغلب المناصب الحكومية والحساسة منها على وجه الخصوص ، وكذلك الدرجات الخاصة والمناصب التي لها تأثير على مصادر القرار وكذلك الوظائف ذات الدخل المادي الكبير ، ومسؤولي ومديري بعض الدوائر المهمة هي حكرا على بعض المسؤولين الحكوميين وذويهم ومتعلقيهم ومتزلفيهم وأبنائهم وإخوانهم وأنسابهم وإخوان زوجاتهم وغير ذلك من العلاقات الاجتماعية التي تربط بعض هؤلاء بالمسؤولين الحكوميين الكبار..؟! بحيث ليس هناك نصيب ولو معشار العشر لأي عراقي في إن يكون له مكان بين هؤلاء . ومن ثم فان أي شخص يمكن إن يحاول الدخول بين هؤلاء فان مصيره كما يقول المثل . والحكومة العراقية تزخر بمثل هذه الأمور واليك عزيزي القارئ البعض القليل مما نتحدث عنه ( محمد علاوي وزير الاتصالات الحالي برز اسمه مرات عديدة كمرشح تسوية عن القائمة العراقية لرئاسة الوزراء قبل أكثر من عام بدلا من عمه رئيس الكتلة، وكان هذا البروز وصلة القرابة شفيعان بحصوله على منصب وزاري. أما ابتهال كاصد الزيدي وزيرة المرأة فلم تبرز صلة قرابتها مع مستشار رئيس الوزراء العراقي حسن السنيد والقيادي البارز في حزب الدعوة إلا قبل شهور حينما اكتشف مقربون من الزيدي ان السنيد هو ابن خالتها. بعض السياسيين نال المتاعب وتلقى تهما ناتجة عن أعمال قام بها أقرباؤه. فنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لم يتخلص حتى اليوم من مخلفات قضية ابن شقيقته اسعد الهاشمي الشيخ المعمم الذي خلع زيه الديني بعد تنصيبه وزيرا للثقافة في حكومة ابراهيم الجعفري، قبل أن يثبت تورطه لاحقا في اغتيال ابني النائب السابق مثال الآلوسي ويغادر العراق سرا. احد المصادر المطلعة في أمانة مجلس الوزراء أكد أن التنقيب في العلاقات التي تربط السياسيين وبعض موظفي الدولة هو أمر شائك ومعقد أكثر من التنقيب في العلاقات العائلية فيما بين السياسيين أنفسهم. وطبقا للمصدر فإن ما لا يقل عن 90 في المائة من العاملين مع أي وزير أو مسؤول أو سياسي تربطهم صلات قرابة من الدرجة الأولى أو الثانية أو صلة نسب بالمسؤول المذكور . فالمالكي على سبيل المثال، وبعد فوزه بالولاية الأولى لرئاسة الوزراء أرسل كتبا رسمية إلى جميع وحدات الجيش وطالبها بترشيح حمايات خاصة له من الجنود الساكنين قضاء طويريج الذي تقطنه عشيرته في محافظة كربلاء مسقط رأسه، وبالذات قرية جناجة التي بات العراقيون يطلقون عليها تهكماً (عوجة كربلاء)، وهكذا والحديث طويل وما خفي كان أعظم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat