صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

عداء ترامب للمسلمين ... هل يعكس بالضروة موقف الشعب الأمريكي !؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تزامناً مع استمرارالتصريحات العنصرية لدونالد ترامب ضد الإسلام والمسلمين، والذي حظي بثقة غالبية المواطنيين الأمريكان بانتخابات الرئاسة الأمريكية الاخيرة،وهذا ما يؤكد ان هناك نسبة ليست بقليلة من المجتمع الأمريكي والنخب السياسية بواشنطن تنظر للإسلام والمسلمين بنظرة عنصرية متطرفة، فهذه التصريحات العنصرية ليست بجديدة، ولن ننسى كيف أن بوش الأب قد صرح بنفسه ومباشرة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي كحلف كان يقف في مواجهة حلف الناتو الغربي بقيادة أمريكا حينها، حيث قال بالحرف ‘العدو الآن هو الإسلام والعرب ويجب إسقاط إسلام العرب”، فأمريكا ترى في الإسلام في الوطن العربي المانع الوحيد الذي يحول بينها وبين السيطرة على أمة العرب والمسلمين فوق الكرة الأرضية واستلاب ثرواتها الطبيعية، وتاريخياً العالم كله يعلم أن أمريكا قامت كدولة وفق خطة إحلال شعب مكان آخر، إحلال المهاجرين الغربيين بديلاً عن شعب الهنود الحمر، السكان الأصليين في أمريكا وأصحابها وملاكها، وبمقارنة سريعة مع كيفية قيام الكيان الصهيوني المسخ ‘إسرائيل” فوق أرض فلسطين سنجد أن الأسلوب في أمريكا وفي فلسطين واحد، وأنه قد خرج من بوتقة الغرب نفسه، تدمير شعب وقتله وإحلال شعب بديل غريب وإقامة وطن وكيان آخر مكانه.

 

 

بدوره، أبدع الراحل ‘محمود درويش” عندما أسقط كل توصيفات وتشبيهات حرب أمريكا على العرب في قصيدة ‘مديح الظل العالي” فقال: ‘أمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية، ياهيروشيما العاشق العربي أمريكا هي الطاعون – والطاعون أمريكا، نعسنا أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا، وأمريكا لأمريكا، نفتح علبة السردين تقصفها المدافع، تحتمي بستارة الشباك تهتز البناية تقفز الأبواب أمريكا، وراء الباب أمريكا، ونمشي في الشوارع باحثين عن السلامة من سيدفننا إذا متنا، عرايا نحن لا أفق يغطينا ولا قبر يوارينا ويا يوم بيروت المكسر في الظهيرة عجل قليلا عجل لنعرف أين صرختنا الأخيرة ‘، هذه الكلمات تعكس إلى حد كبير معاناة العرب مع أمريكا، فسياسة الحكومات الأمريكية المتعاقبة ودس أنفها في كل صغيرة وكبيرة، وخاصة في ما يتعلق بالصراع العربي مع الكيان الصهيوني المسخ / إسرائيل وتزويدها لإسرائيل” الصهيونية ‘بكل مقومات الحياة، والكيل بميزان أعوج دائماً الكفة الراجحة فيه تميل لصالح إسرائيل، فنحن العرب نكره أمريكا لأنها تغلغلت فيها الصهيونية والمسيحية ‘المتطرفة” وأصبح نصف موظفي البيت الأبيض تابعين لجماعات التأثير الصهيونية أو ما يسمى باللوبي الصهيوني في أمريكا المعادي للإسلام وللعرب بمختلف انتماءاتهم الدينية وتنوع حضاراتهم.

 

ولنضع الأمور هنا في منظور أوضح فإذا كان هناك أمامك شخص عربي يكره أمريكا وسألته عن سبب هذا الكره ؟؟ فالإجابة على الأغلب هي كالتالي، اكره أمريكا التي تساعد إسرائيل، اكره أمريكا التي تحب الهيمنة والتفرقة بين الشعوب، وغالباً شعوب منطقتنا العربية والإسلامية يتفقون على هذه الإجابات، وأنا أتفق مع كل هذه الأسباب، فيجب أن نكره سياسة أمريكا الخارجية، لأنها سياسة كاذبة مضللة، لأنها استعمارية فى الأساس لا تنظر إلا للمصالح الأمريكية.

 

يجب أن نرى بوضوح ونكره أمريكا ومساندتها العمياء لإسرائيل ودعمها لعمليات إبادة الفلسطينيين بل والوقوف ضد أي قرار يقترح فكر إدانة هذه الهمجية الصهيونية، يجب أن نتذكر حروبها الحالية على سوريا وقبلها ليبيا والعراق وإيران وقبلها لبنان والملايين من ضحاياها الأبرياء، ومساندة أمريكا لأي حرب إسرائيلية مع العرب منذ عام 1948م وللآن والتاريخ يكتب كل ذلك وهو الشاهد الوحيد على كل هذا، وعلينا أن نكره أمريكا لأنها تقتل الحرية، بالحقيقة أن المصالح العربية تقتضي أن نكره أمريكا وسياستها الخارجية وهمجيتها ضد العرب والمسلمين، إن قصة الكره العربي لسياسات أمريكا هو قديم من قدم ظهور أمريكا كقطب أوحد بهذا العالم، فهناك اليوم الكثير من أبناء الشعوب العربية يرددون مقولة ‘إن الهزيمة العربية اسمها وسببها أمريكا” فقصة الكره هذه عميقة بعمق حجم الهجمة الغربية على حضارة وديانات والموقع الجيو سياسي للوطن العربي والإقليم ككل.

 

وأكرر هنا أن لا علاقة بين الشعوب وسياسات حكوماتهم، فالشعوب العربية والإسلامية بمعظمها تحترم إلى حد ما الشعب الأمريكي ولكن السياسة التي تتبعها الحكومات الأمريكية وخاصة في السنوات والعقود الثلاث الأخيرة، وتبنيها سياسة متطرفة ومعادية للإسلام والعرب وبصورة علنية مما زاد الكراهية للحكومات الأمريكية المتعاقبة، وبنفس الوقت أؤكد أن علاقة العرب والمسلمين بأي شعب آخر ليست علاقة عدائية بالأساس، ولكن من باب المعاملة بالمثل، فعندما يقف الأمريكان ضد أي قرار من شأنه أن يدين إسرائيل ‘الصهيونية”، وتراهم في نفس الوقت متحمسين لأي قرار من شأنه أن يدين العرب والمسلمين، من فلسطين إلى العراق إلى سوريا إلى السودان، وليست قضية دارفور ببعيدة، فالقيادات الأمريكية قد وضعت الشعب الأمريكي في مستنقع آسن مليء بالدم في جميع أنحاء الوطن العربي، فضلاً عن جميع دول العالم.

 

ختاماً: علينا أن لا ننسى من احتضن الإرهاب و دعمه ومن يدعم الكيان الصهيوني المسخ بكافة الإمكانيات والوسائل ومن احتل أفغانستان والعراق مدعياً الديمقراطية والحرية، ومن تدخل سابقاً في فيتنام وبنما وكوبا والصومال، وضم جزر هاواي بالقوة، ومن يحاول التدخل حالياً في الشؤون الداخلية لسورية واليمن وإيران ووو.. إلخ، وهنا أؤكد أننا لا نكره أمريكا كشعب فهو شعب إلى حد ما يحظى باحترام جميع الشعوب العربية والإسلامية، إنما نكره سياسة حكومة أمريكا ‘الماسونية – الصهيونية”، وصدق الراحل محمود درويش عندما قال: ‘أمريكا هي الطاعون … والطاعون هو أمريكا”.

 

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.

hesham.habeshan@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/16



كتابة تعليق لموضوع : عداء ترامب للمسلمين ... هل يعكس بالضروة موقف الشعب الأمريكي !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net