السيد (بوش) الابن / الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية (أنا أدعوك للاسلام)
راسم المرواني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تحية طيبة ... وبعـد :-
لأنك كذبت علينا وعلى العالم بأسره مجموعة من الأكاذيب ، كوجود أسلحة الدمار الشامل ، وتحقيق حلم العدالة والديمقراطية في العراق ، وكبح جماح الظلم والديكتاتورية ، ونحن صدقناها بسبب عفويتنا ، وقلة ثقافتنا ، أو ربما لأننا كنا منعزلين عن العالم من حولنا ، أو ربما لأننا كنا على درجة عالية من الجهوزية لقبول أي ذريعة تنفذنا من ظلم الديكتاتورية المقبورة ، فصدقنا أكاذيبكم بحثاً عن الخلاص والانعتاق ، ثم اتخذت - أنت - من هذه الكذبة ذريعة لغزو العراق ، وإعادته إلى ما قبل الثورة الصناعية ، فمن حقي أن (أكذب) عليك كذبة ، هي أيضاً من الأكاذيب التي انطلت علينا - نحن المسلمين من أتباع الشريعة المحمدية - منذ ما ينيف على ألف وثلاثمئة من الأعوام .
والحقيقة أن هناك تشابه موضوعي من حيث (الكذب) ، فكلانا - أنت وأنا - يكذب الكذبة وهو يعلم أنها (كذبة) ، ولكني أختلف عنك في نقطتين مهمتين ، أولهما كوني أرمي عليك (كذبة) لستُ أنا من صنعها ، بل توارثتها كابراً عن كابر ، بيد أنك قد رميتنا بكذبة أنت كنت صانعها ، وأما الثانية ، فكوني سأكشف لك عن ماهية (الكذبة) قبل أن أكذبها عليك ، ولا يهمني بعد ذلك إن صدقتها أنت أو لم تصدقها .
الكذبة التي سأكذبها عليك ، تتلخص في إن الأقدمين - سامحهم الله - قالوا لنا بأن :- (الاسلام .. يَجُبُّ ما قبله) ، وأفهمونا بأن الدخول إلى الإسلام يمحو كل جرائم الانسان ، ويخرجه من خطاياه كيوم ولدته أمه ، حتى لو كانت جرائمه تتعلق بالدماء ، وإزهاق أرواح الأبرياء ، وانتهاك أعراض الشرفاء ، وسلب أموال الفقراء ، واستعباد المساكين والبسطاء .
ولكني ، هنا سأكشف لك عن (ماهية) هذه الكذبة وأصلها ، والمراد منها .
فحين كبرت ، وكبر عقلي ، وتوسعت مداركي ، وأصبحت حراً في تفكيري كما أمرني الله في (القرآن) ، فهمت أخيراً أن حقيقة مقولة (الاسلام يجب ما قبله) ، تعني أن الدخول إلى الاسلام يمحو عن الانسان خطاياه (الفكرية) الناتجة عن (الجهل) أو سوء الفهم أو ضيق الإدراك ، مثل الاشراك بالله ، وعبادة ما لا يستحق العبادة ، وينقيه من تبعة الأفكار الخاطئة التي تتعلق بقدسية الخالق سبحانه ، ويمحو عنه ظلمه لنفسه فقط ، ويغسل عنه آثار (سلوكه) الذي لا يتعلق بالمجتمع ، ولا علاقة للدخول بالاسلام بظلم الانسان للانسان ، أو سفكه لدمائهم ، أو هتكه لحرماتهم ، أو سلبه لأموالهم ، لأن هذه الجرائم لا تمحوها (التوبة) ، ولا يغسلها مجرد (الدخول للاسلام) ، إلا بعد أن تعاد للآخرين حقوقهم قبل الموت .
ولأنك من المافيا التي مكنت (صدام) ، واتخذتموه (كلباً للحراسة) في المنطقة ، وجعلتموه وسيلة من وسائل (استفزاز وابتزاز) دول (الخليج الخادر) ، ومطية ركبتموها لتحقيق تواجدكم في المنطقة ، وصنعتم منه (فارساً) لينال شرف (تغيير مسار) الصراع (العربي - الصهيوني) إلى صراع (عربي - عربي) بامتياز ، ثم وجدتم بأنه قد آن الآوان لتنقلبوا عليه ، بعد انتهاء دوره ، واحتراق أوراقه ، فاتخذتموه ذريعة لغزو العراق وتحقيق الديموقراطية المزعومة .
ولأنك من نفس العصابة التي أنتجت تنظيم القاعدة ، وجرذان (داعش) ، فأكيداً بأنك تعرف - ولو قليلاً - من ثقافة وموروثات (الإرهاب الإسلاموي الداعشي) الذي سخرتموه أيما تسخير لتشويه سمعة الاسلام من جهة ، ولتتخذوه (ذريعة) لضرب المسلمين من جهة أخرى ، ولتستعدوا العالم ضد الاسلام من جهة ثالثة ، ولتثيروا النعرات (الطائفية) بين المسلمين ، واشغالهم بأمنهم وأنفسهم ، لضمان بناء الأمن القومي الاسرائيلي ، ولضمان تمدد دولة إسرائيل على حساب انهيار الدول العربية والاسلامية تحت مظلة (الربيع السلفي) الذي تسمونه بــ (الربيع العربي) .
ولأنني ضامن بأن سيادتكم يمتلك معلومات عن موروثنا (الداعشي) الذي دخل إلى الإسلام خلسه ، فلهذا قلت في بداية رسالتي بأنني سأكذب عليك كذبة أنت تعرفها .
أنا أدعوك لدخول الاسلام (الذي يجب ما قبله) ، لكي تتخلص من جرائمك التي اقترفتها بحق الانسانية ، وتتخلص من الدماء التي سفكتها في الأرض ، ولكي تنجو من تبعة دموع اليتامى والأرامل والثواكل في العراق ، وتغسل عنك خطايا قتلى الجنود الأمريكان ، وحزن أمهاتهم عليهم ، ولتمسح عنك أخطاء وجرائم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية (الديموقراطية - الرأسمالية) ، والتي تقوم على مرتكزاتكم النظرية ، بدءاً بصراع الحضارات ، ومروراً بنهاية التأريخ ، وانتهاءً بالفوضى الخلاقة .
كل ذنوبك ستصبح تحت قدميك إذا صدقت هذه الكذبة ، فأنت لست بأسوأ من رجال عرب أجلاف ، مجرمين ، سود القلوب ، موتى المشاعر ، عديمي الضمير والانسانية ، قاموا قبل الاسلام - بكل قسوة ودم بارد - بدفن (بناتهم الصغار) في التراب ، الواحدة تلو الأخرى ، وهن أحياء ، ثم دخلوا الاسلام ، ونطقوا الشهادتين ، ليصبحوا - بعدها - خطوطاً حمراء ، ورموزاً للملايين من المسلمين .
أنا أعرف بأنك قد تكون رمزاً ليعض مواطني الولايات المتحدة الأمريكية ، وبعض الأفراد من دول أخرى ، ولكن ، هنا فرصتك (الذهبية) لتصبح (رمزاً) إسلاموياً ، ولتصبح من الخطوط الحمراء التي يتعبد بقدسيتها (الاسلاميون) لمجرد أن تدخل (الاسلام) وتنطق الشهادتين .
سألبس (عمامة) إسلاموية ، من العمائم التي تلفونها في مختبرات الــ (C.I.A) والموساد الصهيوني ، وسأرسم على وجهي ملامح التقوى والخشوع ، وسأدعوك للاسلام ، وسأسلمك (صك الغفران) بيدي ، وأضمن لك الجنة بعد مماتك ، لأن (الاسلام .. يجب ما قبله ) ... بكل بساطة .
العراق - عاصمة العالم المحتلة
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
راسم المرواني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat