صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

تراث شيعي بعيون صدام حسين
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لمرات ومرات كنت أقف عند باب كلية المأمون الجامعة التي أنهيت دراستي فيها وهي في جانب الكرخ من بغداد، وكان الراحل إسماعيل فتاح الترك يمر بسيارته الخاصة ليقل إبنته الى المنزل بعد نهاية الدوام في الكلية، زرت نصب الشهيد عندما كنت صغيرا في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وكان مذهلا حيث تعلو القبة المنفلقة الى قسمين لمسافة 40 مترا الى السماء، وتنفتح عن علم يرتفع الى السماء، وترمز الى روح الشهيد التي ترتقي الى الأعلى.

النصب الشهير في جانب الرصافة من بغداد شيد على مساحة من الأرض مفتوحة حيث لم تكن بغداد بهذا الحجم من الإتساع كما هي عليه اليوم من عمران، وكانت الحدائق تحيط به من جهاته الأربع، وقامت شركة يابانية بإنشائه بعد أن وقع الإختيار على التصميم المقدم من الفنانين التشكيليين سامان أسعد كمال وإسماعيل فتاح الترك لكن النصب إلتصق بإسم الترك لأنه هو من صمم القبة المنفلقة المستوحاة من قبة ضريح العباس بن علي شقيق الحسين الذي قتل في كربلاء رفقة أخيه الأكبر، ويقال إن الترك إستوحى التصميم من قبة مرقد شيعي في محافظة بابل جنوب بغداد حين رأى أشعة الشمس وهي تسقط على تلك القبة.

النصب من المعالم التي لم تتم إزالتها من ضمن النصب والتماثيل الى ترمز الى حقبة البعث، وهو شاخص الى الآن، وقد بدأت الحياة تعود إليه رويدا، وصار الناس يعودون الى زيارته، وتقام في قاعاته مؤتمرات وندوات كان آخرها مؤتمر للحشد الشعبي أقيم يوم 15 نيسان 2017 ويضم النصب قاعات كبيرة، ومرافق خدمية، ومتاحف وصالات عرض فنية إضافة الى الحدائق الممتدة والخضرة وبحيرات مائية وأنواع من الأشجار والمزروعات، ومايزال يحتفظ برونقه برغم مرور أكثر من 33 عاما على إنشائه، لكنه يحتاج الى صيانة مستمرة وإدارة فاعلة.

مثل هذه التحف الفنية العالمية تحتاج الى الرعاية، وإذا كانت تمثل جزءا من حقبة سياسية دكتاتورية فلابأس في إبقائها للدلالة على تلك الحقبة والإعتبار بها، لاتدميرها، وقد حاول البعض التأثير على جمال عبد الناصر ليؤذي الفنانة أم كلثوم بدعوى أنها كانت تغني في العهد الملكي، لكنه وصفها بالهرم، وقال، إنه لايستطيع تدمير الهرم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/17



كتابة تعليق لموضوع : تراث شيعي بعيون صدام حسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net