صفحة الكاتب : فاطمة جواد الثاني

العزلة الاجتماعية
فاطمة جواد الثاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العزلة الاجتماعية موضوع بدأ يتفشى بين أبناء الجيل الجديد حيث بات أثر هذا الجيل بالمجتمع يكاد أن يكون معدوما، فتخلف مجتمعنا إثرى هذا الداء المتفشي بأجزاء المجتمع فياترى ما سبب انتشار هذا الداء؟ وكيف يمكننا علاجه؟
بداية ما العزلة الاجتماعية؟ أشار لمعناها الكثير من علماء الاجتماع أمثال كاشيوبو وزملائه وجان جاك روسو وغيرهم الكثير ولعل التعريف المستخلص من جل التعريفات حسب وجهة نظري هو إنفراد الفرد وتقوقعه حول نفسه مبتعدا بهذا عن مجتمعه وكافة ما يجري به حيث لا يكون له أية اتصال به لأسباب إجبارية قهرية أو لأسباب اختيارية يسهل تغييرها. 
وقد انتشرت هذه الظاهرة بين أبنائنا بسبب ما وصلنا من تقدم تكنلوجي رقمي جعلهم يكتفون بغرفهم وأجهزتهم التي تمكنهم من التحاور وتبادل الأحاديث مع غيرهم عبر الشبكة العنكبوتية العالمية بواسطة برامج للتواصل الاجتماعي دون حاجتهم للقاء المباشر  تاركين وراء ظهورهم ملامسة ما يعاني منه الآخرون خلال رؤيتهم مباشرة وقراءة ما خط على ملامح وجوههم،
والأجهزة والتقدم التكنلوجي كذلك أدى إلى انعدام ما يسمى بجماعة اللعب أي أصبح كل طفل من أبنائنا لا يخرج مع أبناء حيه للعب والتحدث معهم أدى إلى انغراض هذه الجماعة،  فعدم اندماج الفرد  وإحساسه بأبناء  الحي والتقارب الروحي والقلبي معهم يجعله لا يعبأ إن أصيب أحدهم بالمرض أو أبتلي ببلاء كفقد عزيز فلا يفكر مجرد تفكير بأن يخرج  ليواسيه وإن علم بالأمر ونوى أن يبدي إهتمامه أكتفى برسالة يبعثها لجاره عبر برنامج من برامج التواصل.
وكل هذا وأكثر من الأسباب الاختيارية  تؤدي إلى داء العزلة الاجتماعية حيث حينما يولد ويكبر الطفل ليصبح شابا يافع وهو منعزل عن مجتمعه متخذا من جهازه مؤنسا وصديقا وعزوة ورفيقا سيؤدي هذا إلى انعدام ذوبانه في مجتمعه وعدم تمسكه بعادات مجتمعه وتقاليده وأعرافه مما يؤدي إلى تحوله إلى عجينة هشة لينه يسهل للأعداد ومن أصحاب الأفكار المتطرفة تشكيلها بسهولة  كيفما شاءوا، وإن لم يهاجم من الأعداء سيصبح هو والأطفال وكبار السن سواء فلا يد لهم في تحريك عجلة تقدم مجتمعنا وتطوره وتقدمه.
وأحيانا تكون أسباب العزلة إجبارية كفقد عزيز أو الإصابة بداء أو إعاقة تؤدي به إلى إنطوائه وعزلته عن الجميع وهذا النوع لا يمكنا علاجه إلا بالدعم النفسي وتكوين لدى الفرد وازع ديني  وثقة بالنفس كبيرة تمنع خجله من نفسه وما به من ابتلاء وتحدي ما به من إعاقة
وربما هذه الظاهرة تعود لسوء التنشئة الأساسية للطفل فإن عود الأبوان طفلهم على أن يستغل معظم وقت فراغه بالاندماج مع ممن هم من أبناء جيله كي يشعر بهم ويشعرون به وحثه بأن يقدم لهم الهدايا في مناسباتهم السعيدة والتعزية في مناسباتهم الحزينة ومواساتهم في ابتلائاتهم فكل هذا يساعد على ذوبانه في مجتمعه وإحساسه بالغير، وكذلك تعويده على أن يستخدم الأجهزة الحديثة فقط لأوقات محددة قصيرة مقسمة خلال ساعات اليوم فلن يشعر بأنه محروم منها ولن تضر بصحته الجسمية ولا النفسية ولا الاجتماعية، كذلك إشراكه في نوادي صيفية وبرامج خلال فترة الصيف سيجعله يعتاد لقاء الناس وفهم تعابيرهم والشعور بهم والفرح لفرحهم والحزن لحزنهم.
فعلينا دائما أن نضع نصب أعيننا ما تأول به هذه الظاهرة من أضرار وخيمة صعبة مميتة لأي مجتمع لكي يتكون لدينا حافز قوي يحفزنا لكي نحسن من تنشأت أبنائنا وإبعادهم عن كل من يسبب عزلتهم عن مجتمعهم وتوعيتهم عن مدى خطر عزلتهم عن مجتمعهم وخطر العزلة عليهم وعلى المجتمع الذي ينتمون إليه، كي نحظى نحن وأبنائنا وأبناء أبنائنا بمجتمع قوي متقدم راقي يسوده العلم والتقدم ليكون كل فرد منا هو المجتمع بأسره ويكون المجتمع يتمثل   في كل فرد من أبنائه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاطمة جواد الثاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/20



كتابة تعليق لموضوع : العزلة الاجتماعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net