قمة الخرطي في السعودية / الجزء الأول
عبود مزهر الكرخي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبود مزهر الكرخي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انعقدت قمة عربية إسلامية أمريكية في السعودية في أوائل هذا الأسبوع والتي كانت بدعوة من السعودية الدولة الأولى التي تدعي في مكافحة الإرهاب وبحضور شيخ أمريكا والعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع زوجته وأبنته والتي كانت وسائل الإعلام قد تناست هذا المؤتمر لتتجه عدسات الكاميرات وحتى الأمراء السعوديين النزقين والمشهور بحبهم للنساء إلى متابعة حركات ابنة ترامب(أيفانكا) في مشهد يثير السخرية على ما وصل إليه حال العرب وكذلك العهر الإعلامي في وطننا العربي ومن إسفاف وانحطاط لا مثيل له وعلى مدى سطحية وتفاهة الإعلام العربي ممثلاً بقنوات الجزيرة والعربية من لف لفها ولتبيان كرم الضيافة العربية الغبية في أنه ترامب قد استحوذ على خزائن السعودية وعقد صفقات بمليارات الدولارات ليتم تسويق كل الأسلحة الكاسدة التي تنتجها أمريكا وللتقدم الهدايا إليه وإلى عائلته المصونة وبمئات المليارات وكلها من الذهب الخالص والألماس وأحجار كريمة من سيوف ومسدسات ليصل حتى إهداء يخت طوله 125 متر والأبواب والمغاسل كلها من الذهب وهذا هو يمثل الكرم العربي الغبي بأعلى مقاييسه حيث المجاعة في الصومال وباقي الدول وانتشار مرض الكوليرا في اليمن نتيجة حرب السعودية على اليمن ليتم تقديم هذه الهدايا لرئيس هو غايته حلب السعودية وعربان الخليج وتطوير عملية النمو في أمريكا وهذا ما صرح في حملته الانتخابية بضرورة دفع العرب الأموال مقابل حماية أمريكا للعروش المتهالكة من الحكام العرب.
وهذا ما ذكره الكاتب والصحفي عبد الباري عطوان في مقال على صحيفته رأي اليوم حيث يقول(الثروات السعودية يجري توظيفها في خدمة مخطط يرمي إلى توفير الحماية والاستقرار لإسرائيل لعقود قادمة، ومحاربة كل من يشهر سيف العداء لها، وإنقاذ الاقتصاد الأمريكي، وترجمة وعود ترامب الانتخابية على شكل استثمارات ضخمة في البنى التحتية، وتوفير الوظائف لناخبيه البيض لإنقاذ شعبيته المنهارة، ورفض الشعب الأمريكي أو 48 بالمئة منه له وحكومته التي تمزقها الفضائح. انه انتداب أمريكي جديد للجزيرة العربية، ورهن لثرواتها فوق الأرض وتحتها لعقود قادمة، لتمويل هذا الانتداب، أنها لحظة مأساوية تبعث على القلق والخوف بل والرعب مما هو قادم).
وهذا ما صرح به علانية في اللقاء الذي عقده الرئيس ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن نايف وقد أشاد بالاتفاقيات التي تم عقدها حيث قال بالحرف الواحد (نشكر السعودية حكومة وشعبًا واستثماراتكم ستسعد الأميركيين لأنها تعني وظائف...وظائف...وظائف) حيث ستعمل على زيادة النمو الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية والقضاء على البطالة .
المهم أن الرئيس الأمريكي ترامب قد أخذ الجمل بما حمل بصفقات خيالية وتدمير الاقتصاد السعودي الذي يعيش ولأول مرة فيه عجز كبير مقابل إعطاء وعود فضفاضة والتهجم على إيران وحزب الله وحماس وبالكلام فقط ولا يوجد أي فعل يذكر من قبل الرئيس ولا الأمريكان.
ولو تطلعنا على مجريات المؤتمر المزعوم لوجدنا هناك عدة مؤشرات وأهمها هي :
1 ـ غياب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإيفاده وزير خارجيته، وليس رئيس وزرائه، السيد مولود جاويش أوغلو، لرئاسة الوفد، رغم العلاقات القوية المفترضة بين السعودية وتركيا. وهذا الغياب يرجع الى سبيين هو : لان اردوغان يريد زعامة العرب والإسلام له ولا يقبل بزعامة جحوش آل سعود وهو الذي كان يخطط أن يكون هو من يترأس وينظم هذا المؤتمر في أنقرة، وكان يرسم لقيادة العالم الإسلامي حتى ما قبل سنوات انهار حلمه الكبير له كما هو محتج على أمريكا بمساعدة الأكراد وفي زيارته الأخيرة لواشنطن حمل معه “فلاشة” كانت أمله الأخير. فتلق الرصاصة الثالثة هنالك وعاد خائبا. رغم كل الهرج الذي احدثه اضطر للخنوع للإرادة الأمريكية، التي ظن انه قد يتلاعب بها، لتحقيق أجنداته المعروفة في سوريا والعراق وكان اجتماع اردوغان مع ترامب متوتراً ولم يدم أكثر من 22 دقيقة دلالة على فشل خططه. ولكن السبب الأول أقوى باعتقادي المتواضع.
2 ـ السعودية، منذ اللحظة الأولى لاستضافة الحدث، وجهت كل نيرانها هي وضيفها الأول تجاه إيران والنظام السوري وحزب الله، وتعمدت في كل ساعة اختبار أو بالأدق ابتزاز لبنان، وضرب القاعدة الثلاثية “الجيش، الشعب، المقاومة” بداية باستبدال الرئيس اللبناني بابن البيت (الشيخ سعد الحريري)، ثم التنديد بحزب الله أكثر من أي طرف أخر، وصولا لبيان الرياض الذي فاجئ الحاضرين بعد رحيلهم من الرياض (على غرار إعلان إنشاء التحالف الإسلامي) حتى أن وزير الخارجية اللبناني غرد على تويتر قائلا: لم نكن على علم بإعلان الرياض، لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة.
3 ـ وقد أشار أحد الكتاب المصريين إلى مسألة مهمة وهي أعطاء الوعود الزائفة لأمريكا إلى حكام السعودية حيث يقول : إلى يحضرني مشهد هام أثناء مؤتمر الجبير وتيلرسون، سأل أحد الصحفيين السعوديين الجبير، قائلا: هل تحصلتم على ضمانات أمريكية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه؟ بعد تردد وحيرة لثواني معدودة الجبير نظر للورقة التي إمامه وتطرق لتاريخ العلاقات السعودية الأمريكية، خاتما كلامه بأن أمريكا لم تخل بكلمتها معنا، في ظل نظرة من تيلرسون تقول أكثر مما قال الجبير. وهذا يعني إن كل ما أطلقته أمريكا من تصريحات ووعود هي كلام في الهواء وهي كالسراب في الصحراء وهذا هو حال أمريكا في أنها لاتفي بكل التزاماتها وأنها معروفة باللعب على الحبال واكبر دليل على ما نقوله هي سياستها في العراق وما نفذته من بنود الاتفاقية الإستراتيجية الأمنية في العراق وأنها فقط تطلق الوعود والتصريحات ودخول داعش واحتلالها40 % من مساحة العراق.
ويبدو أن السعودية ونتيجة تكاثر الهجمة عليها من قبل العديد من الدول وخصوصاً في المجتمع الأمريكي في تمويلها الإرهاب وأنها راعية الإرهاب الأولى وأن أولاد الحرام من المنظمات الإرهابية من القاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرها هي كانت قد ولدت خرجت من السعودية سارعت بعقد هذا المؤتمر ورمت بكل ثقلها فيه ولتحاول من جديد في زعامة العالم الإسلامي والعربي متوهمة وبأحلام خائبة أن أمريكا ستكون لها صديق وحليف استراتيجي وهي تركض على ذلك السراب الذي يلهث نحوه الظمآن في الصحراء وقد صدق قول الله سبحانه في محكم كتابه إذ يقول {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.*
ولهذا وباعتقادي المتواضع أن السعوديين سوف لن يحصلوا على شيء لأن وعود أمريكا كلها سراب في سراب وهذا ما سيحصل أن شاء الله في القريب العاجل وأن غداً لناظره قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*[ سورة النور: 39 ]
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat