التعاطي مع النقّال(الموبايل)::: والنت::: والفيس بوك::
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التعاطي مع النقّال(الموبايل)::: والنت::: والفيس بوك:: ))
::في أزمة أخلاق ودين::
===========================
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى :
{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ }لقمان20
بمعنى
ألم تروا- أيها الناس- أن الله ذلَّل لكم ما في السموات من الشمس والقمر والسحاب وغير ذلك, وما في الأرض من الدوابِّ والشجر والماء, وغير ذلك مما لا يحصى,
وعمَّكم بنعمه الظاهرة على الأبدان والجوارح, والباطنة في العقول والقلوب, والمعرفة ومنها بإعتقادي نعمة التقنيات الحديثة كالنقال والنت والفيس بوك وغيرها .كثير
وما ادَّخره لكم مما لا تعلمونه؟
ومن الناس مَن يجادل في توحيد الله وإخلاص العبادة له بغير حجة ولا بيان, ولا كتاب مبين يبيِّن حقيقة دعواه.
ومن هنا فلاأحد ينكر فضل العلم الحديث في تسهيل مهمة الإتصال مع الآخرين لغرض التواصل المشروع والإجتماعي ولقضاء الحاجات الحياتية عامة وخاصة.
وهذا يقيناً هو نعمة ورحمة من الله تعالى قد أجراها على عبادة
وَفّرت لنا إختزال الزمن والكلفة وقربّت لنا المسافات فيما بيننا نحن بني البشر
ولكن ليس من المقبول شرعا وعقلا أن تُبَعّد هذه الأجهزة المسافات بينا وبين ربنا والذي هو أقربُ إلينا من حبل الوريد لا بل هو سبحانه يحول بين المرء وقلبه
وصورة تبيعدها لنا عن الله تعالى يتحقق في حال إستخدامها في مساحات محرمة شرعا كتوظيفها للمواعدات السرية بين الرجال والنساء والتي قد لايراها البعض ظاهرا ولكنها والله واقع مريرا ويؤسف له
والتي قد حرّمها (أي المواعدات السرية) الله تعالى في كتابه القرآن الكريم وهو دستور المسلمين حيثُ قال تعالى
((وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً))البقرة/ 235 .
أو في حال تخزين الصورة والأفلام المخالفة للناموس الطبيعي وكماهو واضح
فهذا صار رقما واقعيا متحققا بين أغلب أوساط الشباب المراهقين
فلذا أقول لايجوزشرعا للرجل أن يستغل أي إمرأة سوى زوجته فهي حقه التام والمشروع من خلال النقال :أو النت::أو الفيس ::
فالمسموح له شرعا هو التحادث ضمن الحدود الشرعية الغير مريبة كقضاء حاجيات الناس أو إرشادهم أخلاقيا وغيرها والتصفح لغرض إستحصال المعرفة والثقافة السليمة
أو صلة الرحم مع الأقارب و الأصدقاء مجتمعيا
وأمّا تجاوز الحدود فهو حرام شرعا كالذي يقوم به بعض الرجال المتزوجين وغير المتزوجين من التواصل الغير مشروع لأجل شهوة عابرة فقد ترثُ بعدها حسرة طويلة.
فبإعتقادي إنّ مثل هكذا أشخاص يجب أن يتم نصحهم ووعظهم حتى لا يظلموا أنفسهم أولا ولاأهلهم ثانيا ولا يتورطوا في الحرام ثالثا.
وأيضا إنّ مثل هكذا أفعال تُمثِّل ضعفا في إيمان وثقة الفرد بنفسه وسلوكه
وتضييعا لذاته في ضلالات قد يكون هو في غنىً عنها
فبدل من صرف المال والكلفة في تعبئة رصيد وتبذيره في صورة الحرام
فالأفضل صرفه على العيال والتوسعة عليهم كسبا لودهم وحفظا على أخلاقهم وخاصة الزوجة
فالذي يخون زوجته بصورة التعاطي المحرّم مع النساء الآخريات فلينتظر وفي الأغلب الخيانة المتوقعة ولو على الأمد البعيد من زوجته
ولذا قال رسول الله /ص/
((أيها الناس : لا تزنوا فتزني نسائكم كما تدين تدان)) هامش/المهذب البارع/ابن فهد الحلي/ج5/ص11.
أي كما تُجازى تُجَازى ، أي تجازى بفعلك وبحسب ما عملت .
ومنه الديّان في صفة الله تعالى أي المُحاسب والمجازي غدا
فأحبتي إنّ الله تعالى حرّم ((الخُدنيّة)) أي الصداقات السرية الغير شرعية والغير قانونية
فقال تعالى
{وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ
وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ (((((وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ))))
======================
فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25
ومعنى هذه الآية ببساطة بيانية هو
ومن لا قدرة له على مهور الحرائر المؤمنات, فله أن ينكح غيرهن,
من فتياتكم المؤمنات المملوكات. والله تعالى هو العليم بحقيقة إيمانكم, بعضكم من بعض,
فتزوجوهن بموافقة أهلهن, وأعطوهن مهورهن على ما تراضيتم به عن طيب نفس منكم,
متعففات عن الحرام, غير مجاهرات بالزنى,
ولا مسرات به باتخاذ أخلاء,
فإذا تزوجن وأتين بفاحشة الزنى فعليهن من الحدِّ نصف ما على الحرائر.
ذلك الذي أبيح مِن نكاح الإماء بالصفة المتقدمة إنما أبيح لمن خاف على نفسه الوقوع في الزنى, وشق عليه الصبر عن الجماع,
والصبر عن نكاح الإماء مع العفة أولى وأفضل.
والله تعالى غفور لكم, رحيم بكم إذ أذن لكم في نكاحهن عند العجز عن نكاح الحرائر.
ف(ولا متخذات أخدان) أخلاء (اصدقاء) يزنون بهن سراً
===========================
هذا هو موضوع الشاهد مع الأسف.وأكتفي به
فأصبح اليوم ظاهرة كما كان من قبل حاصلا
فنحن نتعيب ونعيب هذه الظاهرة المعروفة علنا عند بلاد الغرب
وهي اليوم اصبحت ممارسة مسكوت عنها
أضرت بسلبياتها ومفاسدها في المجتمع
ولربما سيأتي يوم ما تقونن هذه الظاهرة رسميا
كما نسمع أصوات تنقنق بذلك مرارا بحجة الحرية والإنفتاح والحداثة والحقوق
المسميات شتى والمغزى واحد
وحاشاكم من كل الذي ذكرته أعلاه ::
-----------------------------------------------
تقديري لكم جميعا أخوتي وأخواتي الكرام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/مرتضى علي الحلي / النجف الأشرف/