صفحة الكاتب : قاسم خشان الركابي

محاربة الارهاب ليس حربا عسكرية
قاسم خشان الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن محاربة الإرهاب ليست حربًا عسكرية فحسب، بل هي حرب إعلامية فكرية في المقام الأول ( لغرض التصديق من قبل العرب)، لذا نجدهم يضيفون لفظ التطرف للفظ الإرهاب، ويتحدثون عن أن حرب الإرهاب يجب أن تمتد إلى تجفيف منابعه، وهم يقصدون بذلك محاولة القضاء على الفكر الإسلامي وأصوله، فقد وضعوامن الذى يُحدد المتطرف من غير المتطرف؟ ورغم استمرار استخدام هذا اللفظ للدلالة على اعتناق الفكر الإسلامي، الذى ينكره عليهم العلمانيون ممن ينتسبون إلى الأمة الإسلامية بأسمائهم فقط، أو من غير المسلمين الذين يعيشون في الأمة؛ نجد أنه قد استُحدِثَ لفظ جديد هو لفظ الإرهاب كترجمة للفظ Terrorism.

وقد انتُقي هذا اللفظ ليكون مشتقًا من اللفظ القرآني (ترهبون) لِيُعبِّر عن استخدام العنف في فرض الرعب أو للوصول إلى السلطة، مع أن اللفظ القرآني هو لفظ في سياق آية قرآنية تدعو إلى إعداد القوة قدر الاستطاعة، كإجراء وقائي يمنع أعداء الله وأعداء الأمة من الاعتداء، فيقول الله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} الأنفال: 60.

فالآية الكريمة تدلنا على المنهاج الإسلامى لردع العدو تجنبًا للحرب بدليل أن الآية التالية لها كما يلي: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (61). 

فالمسلمون لا يسالمون من موقع الضعف فيكون استسلامًا، ولكن من واقع القوة، ولا يدعون إعداد القوة حال السلم، حتى يرتدع العدو ولا يفكر في الاعتداء عليهم.

وعلى الرغم من كل هذا فقد نجد أن الاتجاه العالمي هو التعبير بكلمة "الإرهاب" عن الإسلام، وبعضهم يضيف وصفًا للإرهاب فيقول: "الإرهاب الإسلامي"، وهو ما نجده كثيرًا فى تعبيرات قادة العالم الغربي والعربي أيضًا، وممن أعلنوا صراحة عدائهم للإسلام .. افتراءً على الإسلام والمسلمين.

ذلك وتعتبر التعبئة العالمية ( الخدعة الكبرى) لمحاربة الإرهاب أحد مكونات ثقافة السلام المزعومة وهم يشيرون إلى المجاهدين المسلمين في كل مكان المُدافعين عن أرضهم ... كل المسلمين في قارب واحد وعقدوا العزم على إغراقه. 

إن الواقع التاريخي - في القديم تركيا ارسلت سفينة مساعدات إلى حماس وكأنها تقدم خدمة للحالة الإنسانية والحقيقة هي فبركة العمل لغرض خدعة الآخرين بإعلام كاذب غايته كبرى وفق مخططات متعدده والحديث مايجري من حركات إعلامية بهلوانية هو محاربة دولة خليجية وتحت هذه الأنظار تمت عملية كبرى هي رسالة وبداية البداية - يؤكد على أنه كانت ومازالت هناك حروب ظالمة غاشمة على البلدان الإسلامية بداية من الحروب الصليبية وفي الأيام الأخيرة في العدوان الهمجي على المسلمين في الجمهورية الاسلامية و كل بقاع الأرض، فعلى سبيل المثال لا الحصر: حرب الإبادة الجماعية في الاتحاد السوفيتي وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى وفى الهند والعدوان الصهيوني المستمر على غزة، وغيرها من الأصقاع التي يسيطر فيها غير المسلمين أو يتغلبون فيها عليهم سواء أكانوا أقلية أم أغلبية، وفي العصور السالفة نجد محاكم التفتيش فى إسبانيا بعد سقوط دولة المسلمين في الأندلس، ولم يُطلق على كل هؤلاء إرهابيين.

ولم تكن الحروب العسكرية الميدان الوحيد للنزاع والصراع ، كما أنها ليست الوسيلة المضمونة للغلبة على المسلمين، إنما هناك ميدان آخر للنزال وهو ميدان الفكر والإعلام والدعاية والمعلومات، ليكن ذلك وسيلة مضمونة التأثير في التشويه والتشكيك.

.

إن شعار "التحالف الدولي من أجل محاربة الإرهاب" الذي يرفعه قادة وزعماء الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا ويوافقه عدد كبير من قادة البلدان العربية والإسلامية، ما هو إلا شعار يحمل في طياته شن حرب عالمية شاملة ضد الإسلام والمسلمين لاقتلاعه من العالم إن استطاعوا - ولن والصورة القريبة لهذه الحرب التي نراها اليوم ونعيش أحداثها هي هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين لإلصاق تهمة الإرهاب والتعصب والأصولية هذه الألفاظ المنعوتة بالشر والسوء كلها، وقد كان اليهود وأذنابهم وراء نشر وإشاعة هذه المصطلحات، ثم وجدت قبول عند الدوائر المعادية للإسلام والمسلمين، انتقلت بعد ذلك عن طريق العدوى والتقليد الأعمى إلى الصحافة ووسائل الإعلام العربية، وعند إشاعة هذه التهمة يدخل الإسلام والمسلمون في قفص الاتهام ويُضطرون لإنفاق الجهد في الدفاع عن النفس والعمل على نفي التهمة بالوسائل والأساليب كلها وعلى جميع المستويات، ويستتبع هذا مواقف التبرير والتنازل؛ فيفرح أعداء المسلمين بنجاح مخططهم فقد تبادلوا المواقع مع المسلمين ووقفوا موقف الهجوم علينا وهم الغارقون في الجريمة والمفسدون في الأرض بكل ألوان الفساديستطيعوا بإذن الله -.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم خشان الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/20



كتابة تعليق لموضوع : محاربة الارهاب ليس حربا عسكرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net