صفحة الكاتب : د . رافد علاء الخزاعي

بين 30 حزيران 1920 وحزيران 2008 دروس وعبر
د . رافد علاء الخزاعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان العراق وموقعة الاستترايجي في قلب منطقة الشرق الاوسط الغنية بمصادر الطاقة بالاضافة الى امكانياته البشرية والزراعية وارثه الحضري والتاريخي جعله مطمع الدول الكبرى الطامحة للسيطرة على العالم ولذلك جاءت تسميته السومرية بلاد الجهات الاربعة وكذلك كموقع في العالم الاسلامي لشموله على مراقد ال بيت النبوة الاطهار وموسسي المذاهب الاسلامية .
كانت الدول السالفة في القدم من مغول وتتار وفرس وهكسيوس وكيشين وتركمان ورومان والدول الحديثة كالصفويين والعثمانينن والالمان والانكليز والامريكان وروس وضعوا  في اوليات خططهم  السيطرة على العراق ولذلك نرى الارساليات والممثليات التجارية غزت العراق بوقت طويل قبل سيطرة هذه الدول على العراق وكلها تحمل شعار واحد مؤطر هو الحفاظ الامن على طريق الهند التجاري يحتوي خلفه مفاهيم اثنية ودينية وعرقية.
ونرى من خلال ذلك الاحتلال الانكليزي للعراق والوطن العربي من 1914  وحتى دخول مود بغداد سنة1917 وما رافقها من تغييرات على مستوى تفكير القوى الناضجة انذاك بين خييارين خيار الحاكم المسلم الظالم والذي يسوق عباده جهلا وامية ومرضا واضطهادا عرقيا وبين الكافر المحتل(المحرر) الذي يسعى نشر المدنية وبناء الدولة الحديثة
هذه الجدلية عاشها مايسمى القوميين العرب الذي بداء بوادر ظهورهم بعد اعلان السلطان عبد الحميد منشوره الكلتخانه او مايسمى بالدستور وقد نظر لها اسلاميا المفكر جمال الدين الافغاني في كتابه وعاظ السلاطين والمفكرين العرب رفاعه الطهطاوي من مصر وابوخلدون الحصري صاحب القراءة الخلدونية التي تعلمنا من خلالها الحرف الاول دار... دوروعاشت هذه الجدلية تحت حلم السلطة للشريف حسين في مراسلاته مع مكمهان وزير خارجية بريطانيا العظمى ونشاءت من خلال هذه المرحلة طبقة من الضباط العثمانينن العرب هم نواة الجيش العربي الذي يقوده فيصل بن الحسين ليكون ظهير للجيش الانكليزي والذي يعتبر نواة للقوميين الرجعيين كما يطلق عليهم انذاك.
في خظم هذه الامور كان العراق يعيش جديلتيين ايضا على الواقع الديني قواقع يقوده ايه الله الخالصي والحبوبي وبعض رجال الدين في  وهم من حملة التصدي في معركة الشعيبة وغالبيتهم من الشيعة العرب رغم ماعانوه من اضطهاد من اركان السلطة العثمانية وستمرت هذه في حصار الكوت ولذلك اعتبر الانكليز عرب الجنوب من الرعاع ويجب عليهم تغير نمطهم الاجتماعي الرزاخ تحت سيطرة الشيوخ والاقطاعيات والولاء المطلق للمرجعية الدينية وقتها وكان هنالك طامحين في ملك العراق من الامير خزعل امير المحمرة  والسعدون وشخصيات اخرى  وفي خظام ذلك حاول الانكيز اعادة توزيع الاقطاعيت وفق الولاءات الجديدة ومواقف الشيوخ وتعاونهم معهم مما ولد ضغط سياسي وديني لانطلاق ثورة العشرين وشعارها الممتد الطوب احسن لو مكواري لقد اثبت العراقيين البسطاء من الفلاحين اعتزازهم بتربة العراق تحت مسمى محاربة الكافر المحتل ولكن كان هدف الشيوخ الاساسي هو الحفاظ على مصالحهم في الاراضي والاطيان وبقاء قوتهم كاساس في تهدئة الوضع لقد اثبتوا بطولة نادرة في المقاومة والشموخ ولكن بوعي مغلف بتابوهات اخرى وامتدت الثورة التي حاولوا تزييف تاريخها في وقت من الاوقات تحت مسميات اخرى ولمصالح معينة ولكن هل تغطى الشمس بغربال ودماء  التي روت الارض وهوسات الرجال والنساء التي يتغنى بامجدها شفاهيا عبر الاجيال .
لقد اخذ القوميين الرجعين العرب زمام زخم الثورة وذلك بتنصيب فيصل الاول ملكا على العراق ليكون رمز يمكن الاتفاق عليه ولكن بمقاطعه لوضائف الحكومة من قبل المرجعيات الدينية في النجف وبداء مشوار بناء العراق التدريجي وفق سياق زمني امتد الى ذروته في التخطيط الناجح الى سنة 1955 عند تشكيل مجلس الاعمار الذي اثار حفيظة الانكليز وجعلهم يعيدون تفكريهم في سياق الاحداث بعد نشو قوة قومية يسارية بعد نكبة فلسطين 1948 ممتدة باثر سابق منذ سنة 1936 في ارجاء الوطن العربي مع محاولة نشر فكر يساري منقول بحاذفيرها من روسيا مع اختلاف الظروف والمسميات.
ولنرجع الى سياق حديثنا على الاطماع الممتدة على العراق
 و التي تاتي الان مفاهيم اخرى تعكس  ازدواجية التفكير المفضوح للغزاة وهو العولمة وحقوق الانسان ونشر الديمقراطية تحت مسميات قديمة جديدة حملها الارث الاستعماري الانكلو ساكسوني ولكن بصيغ حداثوية وبهرجة اعلامية وغزو فكري لتشويه الحقائق على المتلقي.
وبداءت امريكا جديا في التفكير في موضوع الشرق الاوسط الكبير في عام 1972 مع موجة تاميم النفط في الدول العربية واخذ التخطيط مداه بعد حرب اكتوبر1973 مع قراءة مسبقة الى فشل الفكر القومي  في تحقيق مداه ونشؤ فكر اسلامي سياسي يخاطب العقلية الجديدة خارج اطر اللباس التقليدي المعم وبخطاب جديد نحو نشؤ مبدا العدالة الاجتماعية والدولة المسلمة ومحاربة الشيطان الاكبر وبلغت مداها في صراع القطبين الروسي والامريكي فظهور الامام الخميني على الساحة في 1978 كرمز اسلامي جديد لفكر سياسي  يستطيع الوقوف تحت العولمة وانشاء مقاومة اسلامية مشوه بفكر امريكي وتمويل خليجي ودعم اعلامي بترودولاري ورسم صورة بن لادن كمقاوم وبطل يرسم الاضواء الى جيل محبط من سياسة حكوماته ولديه غياب في الهوية الاسلامية الحقيقية نتيجة تشويه الفكر والمحاولة الى قوقعته في اطره القديمة الشكلية والزمانية بلغ هذا الصراع في التراجع مع انهيار الاتحاد السوفيتي وجدار برلين وغزو العراق للكويت ليدمر الهوية العربية وليكتب لها شهادة وفاتها من خلال ذلك بداء عملية احتلال العراق وكانت بخطة تسلسلية.
نشؤ دولة قوية اخذت تنمو بقوة من 1972-1982لتكون دولة لها مواردها الاقتصادية والتطور العلمي والصناعي والعسكري والبنية التحتية.
نشؤ حكم ديكتاتوري في خطام الاحاطة والعيش في ارتياب المؤامرة الداخلية والخارجية في مع النظام او ضد النظام ورسم دور اكبر له من الاعلام البترودولاري كاحمي البوابة الشرقية والبطل القومي مع مغازلة اعلامية امريكية للنفخ في الشخصية الكارتونية باعتباره العدو رقم واحد مع سيل لعابه الى السيطرة على دول المنطقة باعتباره شرطي الخليج الجديد.
محاربة مفرطة في القسوة والتعسف على الشعب الى سحق وطنيته وطيبته واخلاقيته من حصار خارجي ظالم وحصار داخلي قاتل اعلامي وفكري وانعزالي مع قتل وتشريد وتهجير وصل الى مستوى عائلة الحاكم.
ليتمنى الشعب الخلاص بكل الطرق حيث كانت معركة 2003 معركة نظام مع محتل مع بقاء الشعب متفرجا فكان الانهيار السريع للدولة الكاريتونية في عشرة ايام لتحتل بغداد وتضاف جرح دامي لنزيف الامة  وشعب يحرق موسساته ويسرق  بحوسمت امواله مع دخول طبقة مع المحتل تحسب ان الشعب كلهم صداميون بعثيون .سياسيون متغيرةاخلاقهم لمعانتهم من الحرمان والاضطهاد في دول الغربة ليبثوا افكارهم وتصرفاتهم الحواسمية في سرقة مايستطيعون سرقته من الشعب ولتنشاء مقاومة باطر مختلفة ضد المحتل ولكنها لاتوجه طلقاتها نحو المحتل وانما الى ابناء الشعب عبر مفخخات وكواتم  صوت وعبوات لاصقة وذبح على الهوية والطائفة لخلط الاوراق بقوة مع نشؤ مقاومة سياسية من الذين يبحثون عن دور في الخيار الديمقراطي في دستور مشوه كتب على عجل وقوانينن انتخابات مغلفة لتقتل الخيار الديمقراطي ولكن من خظام الموقف  انبثقت في 30 حزيران 2008 اتفاقية الجلاء للمحتل وسحب قواته خارج المدن واعطائه فرصه لانهاء بقائه العسكري في نهاية 2011 مع محاذير من ارهاب متجدد تحت شعارات بثها السياسين لابقاء الوضع متوتر من خلال اطلاق سراح المجرمين تحت مسميات العقؤ العام والمصالحة وضعف الموسسة القانونية والقواعد الامنية من خلال تزوير الوثائق وعدم وجود قاعدة معلومات امنية واضحة وصراع سياسي تسقيطي لايحمل اهمية الوطن والشعب في فكرهم.
وتهديد ايراني ودول الجوار بالتدخل والخوف من هذين البعبع وهو شبح القاعدة مع هذه الظروف تهرب جميع السياسين من موقف واضح وعلني  لبيان موقفهم من الاتفاقية مع عدم اكتمال بناء الموسسة العسكرية والامنية والجوية.
رباط السالفة.ان المانيا واليابان وكوريا الشمالية هم الان من الدول المتقدمة ولها اتفاقيات حماية مع الولايات المتحدة مع عدم المساس بسيادتها الوطنية.وان المشكلة في العراق هي تعب الشعب من الحروب والحصار ونقص الخدمات . سعر الطائرة يعادل بناء ست مستشفيات. سعر الدبابة تعادل بناء  الف وحدة سكنية. سعر المدرعة يعادل بناء مدرسة.سعر تغذية جيش سنويا يعادل سعر معمل كافي لتشغيل 1000 عامل.
الدكتور رافد علاء الخزاعي 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رافد علاء الخزاعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/23



كتابة تعليق لموضوع : بين 30 حزيران 1920 وحزيران 2008 دروس وعبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net