صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

القائد الجاهل والشعب العائل؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مصطلح " الشعب جاهل" يتكرر في الإعلام والخطابات السياسية المتنوعة , ومضت الأجيال على أنغام هذه الإسطوانة الغثيثة وما تبدلت الأحوال إلا نحو الأسوأ ثم الأسوأ.
وتدحرجت عقود وتوسدت التراب ملايين الطاقات الشبابية الواعدة , ولا زلنا نسمع ذات الكلمات , وما تساءلنا لماذا الصين إستطاعت أن تثقف شعبها البليوني في غضون عشرة سنوات , وكيف لماليزيا أن تنقل مجتمعها من حالة الفقر المدقع إلى آفاق النجومية الإقتصادية والإنتاجية.
ولو تساءلنا لكشف الجواب أن العلة في القادة الجهلة حتى النخاع , فمعظم مجتمعاتنا تتمتع بقيادات جاهلة بكل ما تعنيه كلمة جهل , بل أنها قيادات أمية في كل شيئ وتتوهم المعرفة والقدرة على القيادة , والتحكم بمصير الناس الذين يغذون هذه الغفلة والأمية المدقعة.
فالإناء ينضح بما فيه , والأمية القيادية لا تحتاج لإثبات وأدلة , فالواقع المتداعي هو الذي يشير إليها بوضوح ساطع وأليم.
فالدول التي تملك كل شيئ ولا تنجز شيئا تبرهن على أنها تُقاد بأناس من صنف أجهل الجهلة , مهما توهموا وتصوروا بأنهم يعرفون , والدول التي لا يزال إعلامها يردد أن الشعب جاهل , إنما هي تعكس جهل وأمية قادتها الذين يستثمرون بتجهيل الشعب.
فالعيب الحقيقي في القادة وليس في الشعوب , ولا يمكن للشعب أن يكون ويتطور عندما يختار الجهلة لقيادته وتقرير مصيره بلا مراقبة ومتابعة وحساب , وعندما يتمتع بتحقيق التكاثر الأميبي للفردية والفئوية والإستبدادية بإسم الديمقراطية وفقا لمعطيات الجهل والأمية الزاخرة.
إن الشعوب لا تحتاج لأكثر من عقد واحد من الزمان لكي تنتقل من الظلمات إلى النور , وهذا قانون زمني سائد في جميع الثورات والحركات العقائدية والدينية , وغيرها من حركات التحرر والتغير في مسيرة البشرية , أما الركون إلى القنوط والتهاوي في المستنقعات والتمتع بقوانينها الإفتراسية الإنقراضية والتمحن بمصادرها الناضبة , فأن الأمر يعني أن المجتمعات ترعى السلوك الإنتحاري , وتساهم في الإنقضاض على نفسها بعنفوان مروّع خطير.
فهل ستثقف القيادات نفسها وتعترف بأميتها وتقرأ في كل يوم كتاب لتكون مؤهلة للقيادة وبناء الأمل والحياة؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/23



كتابة تعليق لموضوع : القائد الجاهل والشعب العائل؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net