صفحة الكاتب : لطيف عبد سالم

ظاهرةُ الأدوية المغشوشة
لطيف عبد سالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما تزال الأدوية المغشوشة تشكل خطراً جدياً عَلَى صِحةِ المواطنين، وتهديداً حقيقيا لمفهومِ الصحةِ العامة، إذ تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أنَّ (10%) مِنْ الأدويةِ المتداولة فِي مختلفِ اسواق العالم تُعد أدويةِ مزورة، الأمر الَّذِي يفرض عَلَى الجهات المعنية بذل المزيد مِن الجهودِ لمحاربتِها؛ لأجلِ القضاء عَلَى المشكلات الصِحية التي أفضت إليها، كما يتعين عَلَى منظمةِ الصحة العالمية، بالإضافةِ إلى الجهاتِ المعنية بموضوعِ الصِحة النظر فِي إدراجِ تلك المشكلة عَلَى برامجها؛ بغية إخضاع آلياتها إلى تقييمٍ دقيق وبما يتناسب مع أهميةِ تنفيذ الوظائف الأساسية للصِحةِ العامة، وَلاسيَّما أنَّ بعضَ صناع الأدوية استهوتهم سبل الغش فِي عالمِها بفعلِ ضخامة مردوداتها المالية، وَالَّتِي كان مِنْ أبرزِ إفرازاتها السلبية وأكثرها خطورة هو استهداف هذا التوجه اللاإنساني أدوية ضرورية لحياةِ الناس مثل عقار الأنسولين الَّذِي لا يستغني عَنه المرضى المصابين بداءِ السكري، وعلاجات الالتهابات، والمضاداتِ الحيوية فضلاً عَنْ كثير مِن الأصنافِ غيرها. 
عَلَى وفقِ النتائج المتحصلة مِنْ أغلبِ البحوثِ والدراساتِ العلمية، تصنف الأدوية المغشوشة إلى ثلاثةِ أنواع رئيسة، أولها الأدوية الخالية مِنْ أيةِ مادةٍ طبية علاجية، وأنَّ استخدامها مِن الناحيةِ النظرية لا يضر بالصِحة، بَيْدَ أنَّها يمكن أنْ تكون سبباً لموتِ المريض فِي بعضِ الحالات. والنوع الثاني مِنْ تلك الأدوية هو الَّذِي يقوم عَلَى التقليد، حيث تستبدل المادة الفاعلة (الحشوة) فِي تقليدِ الدواءِ بمادة أرخص سعراً وأقل مفعولاً، مع العرضِ أنَّ هذا الصنف يُعدّ مِنْ أكثرِ أنواعِ الأدوية المغشوشة خطراً؛ لعدم ضمان أنْ لا يكون البديل مميتاً. أما النوع الثالث المشار إليه باسْمِ الأدويةِ المستنسخة او المنحولة، وَالَّذِي يُعَدّ أكثر الأصناف انتشاراُ مَا بَين عائلة الأدوية المغشوشة، فأَنَّ تصنيعه يتمحور عادة حَوْلَ اعتماد مقادير بناء العقار ذاتها المستخدمة فِي العلاجِ بنسخته الأصلية، إلا أَنَّ الجودةَ غَيْر مضمونة. وبحسبِ المتخصصين فِي الشأنِ الصحيِّ، فإنَّ بعضَ الأقراص أو العقاقير المغشوشة، وَالَّتِي تفتك بالآلافِ مِنْ البشرِ فِي كلِ عام، لا تقتصر خطورتها عَلَى افتقارِها إلى المكوناتِ السليمة لعلاج الأمراض، إذ أنَّ بعضَها تحتوي عَلَى موادٍ مسرطنة ومذيبات، وقد يكون مِنْ بين مكوناتها بقايا حشرات. والمتوجب إدراكه هنا هو أَنَّ الغشَ فِي مجال صِناعةِ الأدوية متقن لدرجةِ استحالة التمييز ما بين الأقراص المغشوشة التعبئة وما بين المنتج الأصلي حتى مَعَ الفحصِ البصري. ومِنْ أبرز الأمثلة الَّتِي يمكن استحضارها ضمن هَذَا الإطار هو أنَّ المواطنَ فِي روسيا دفع ثمناً غالياً جداً؛ جراء انهيار صناعة الأدوية فِي بلادِه عَلَى خلفيةِ أفول نجم الاتحاد السوفيتي وتفكك الدول المكونة له، إذ أصبح الهدف الأساس والرئيس لإداراتِ أغلب شركات إنتاج الأدوية والمستحضرات الطبية هو الحصول عَلَى ما يمكن مِنْ الأرباحٍ بمعزلً عَنْ النظرِ إلى آثارِها عَلَى المستهلك، ما أفضى إلى ظهورِ موجةِ الأدويةِ المغشوشة فِي الصيدلياتِ الروسية!!.  
فِي أمَانِ الله. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف عبد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/28


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • صدور الطبعة الثانية من كتاب "مَرَاثِيّ الوَالِدَيْن فِي قَصَائِدِ الشُعرَاءِ العَرَبِ المُعَاصِرين"، للباحث والكاتب الأديب لطيف عبد سالم  (قراءة في كتاب )

    • كتاب (للحُسَين نَكْتُب).. الإصدار الأدبي الأول لـ (مؤسسة البيان الثقافية)  (قراءة في كتاب )

    • روحٌ اِسْتَبَدَّ بِها الوَهْن، فاستوطنتها رَغْبَة مَجْنُونة طافِحة بلَذّةِ الدم..قراءةٌ فِي رِوايَةِ (وكر السلمان) للأديب شلال عنوز  (قراءة في كتاب )

    • الاِحتفاء بالمُنجزِ الأدبيّ للشاعرِ والكاتب محمد مظلوم في مُؤسسةِ أضواء القلم الثقافيَّة  (نشاطات )

    • قراءةٌ في رِّوَايَةِ (المَلْعُون المقدَّس) للرِوائِيِّ اللُبْنانيّ محمد إقبال حرب  (ثقافات)



كتابة تعليق لموضوع : ظاهرةُ الأدوية المغشوشة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net