صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

عقد الزواج في القرآن والسنة (ح 1)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

1-  اعتبر القرآن عقد الزواج رابطا مقدسا، فهو يحلل حراما غليظا اذا لم يحصل في عقد. وعقد الزواج عادة فيه نية والخطبة تعتبر جزء من النية. وقد سمى الله سبحانه وتعالى عقد الزواج بالميثاق الغليظ حيق قال "وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا" (النساء 20-21).

2- يتصور الزوج او الزوجة ان عقد الزواج من السهولة التلاعب به، فاذا كان تصوره او تصورها هكذا فعليه ان يعرف ان نار جهنم قاب قوسين او ادنى محيطة به لانه قد يخون العقد يوميا او بشكل متكرر بعدم الالتزام ببنوده التي هي في الاساس ان على الزوج إعاشة الزوجة واطفالها، وأن تلتزم الزوجة بما يطلبه زوجها منها وان لا تقوم بعمل الا برضاه عدا عدم ممانعته بأداء فرائض عبادتها. فخيانة العقد أي عدم الالتزام ببنوده يوميا او اسبوعيا يعني مئات بل الاف المرات من الخيانة خلال الحياة الزوجية. وهذه الحالة تشبه مئات او الاف السرقات او خيانة العقود المختلفة مع الناس التي عادة لا تزيد في اقصاها عن عشرات المرات خلال حياة الإنسان. وبهذا فان التوقيع التحريري او الشفوي على عقد الزواج من أخطر الأمور في حياة الإنسان. فالرجل الذي لا يوفر متطلبات العيش لأسرته والمرأة التي ترفض ما يطلبه زوجها كلما اراد ذلك او تعمل بدون رضاه فان في كل مرة يحصل ذلك تسجل خيانة للعقد إن كان الزوج الذي لا يوفر الطعام والسكن وغير ذلك المتعارف عليه لزوجته كل يوم، أو الزوجة التي ترفض طلبه او تعمل بدون رضاه كل يوم فكل مرة تعتبر خيانة.

3- خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في تزويج علي لفاطمة رضي الله عنهما حيث قال: (الحمد لله المحمود بنعمه، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه المرهوب من عقابه، المرغوب فيما عنده، النافذ أمره في سماه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته وميزه بحكمته، وأعزهم بدينه وأكرمهم بمحمد نبيه، أما بعد فإن الله جعل المصاهرة نسباً ﻻحقا وحقا واجبا وفرضا ﻻزما، وحكما عاجلاً وخيرا جامعا، شج به الأرحام وألزمه الأنام وفرق به الحلال والحرام. فقال جل ذكره "وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا " فأمر الله يجري إلى قضائه، وعلمه سائر على قدره ولكل حكم أجل يقول تعالى "ولكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " ولأمر الله عز وجل العلو والنفاذ، وقد أنكحت فاطمة بنت محمد لعلي بن أبي طالب المشارك لها في نسبها، الرضي عند الله عز وجل وعند رسوله على المدة العادلة والسنة القائمة فجمع الله شملهما وبارك لهما، وجعلهما مفاتيح الرحمة وأمناء الأمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم). ولقد اكتسبت هذه الخطبة من بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم مكانة خاصة، فجعلتها متميزة شكلاً ومضمونا.

4- ان خيانة زوجة نوح وزوجة لوط ماهي الا عدم الالتزام ببنود العقد بين زوجين. قال تعالى "كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا" (التحريم 10).

5- قال الله جل وعلا "وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ" (النساء 33) المعاقدة بمعنى المعاهدة والميثاق، و "وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ" (المائدة 89) عقدتم اي وثقتم بالقصد والنية.

6- وللعقد قدسية خاصة في القرآن كما قال الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ" (المائدة 1).

7- جاء في الرد على الاستفسارات للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني: السؤال: ما هو حقّ القوامة للرجل وحدودها؟ الجواب: معنى كون الرجل قوّاماً على المرأة هو قيامه بتكفّل أمورها المعيشيّة والاعتناء بشؤونها وفق ما تقتضيه مصلحتها، وليس معناه أن لا ينفذ لها في نفسها أو فيما تملكه إرادة وأنّ عليها تنفيذ أوامره ونواهيه، نعم عليها التمكين له في الاستمتاعات الجنسيّة المتعارفة، كما لا يجوز لها الخروج من بيتها من دون إذنه حسبما تقدّم، وأمّا فيما عدا ذلك فهي غير ملزمة شرعاً باتّباع نظره. السؤال: من حقّ الزوجة السكن المستقل، لكن هل هو من قبيل ما هو المتعارف عليها أو يكفي غرفة واحدة مع الاشتراك في المنافع؟ وإذا كان الأوّل لم يكن مع زوجها إلّا والدته ولكن الزوجة ترفض العيش معها، فمن ذا الذي يعتني بوالدته؟ الجواب: المسكن الذي تستحقّه الزوجة على زوجها هو ما يليق بها بالقياس إليه، وهذا ما يختلف باختلاف الموارد، فربما يكون المناسب لها كذلك غرفة مستقلّة ولو في دار مشتركة المرافق وربما لا يكون المناسب إلّا داراً مستقلّة، وعلى هذا التقدير فلا بدّ للزوج أن يجد حلّاً آخر لمسكن والدته مع مراعاة البرّ إليها وأداء حقوقها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/08


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  كلمات متقاربة اللفظ مختلفة المعنى في القرآن الكريم (أسرى، سريا)  (المقالات)

    • ضرر الفساد في أمثلة (ولا تبغ الفساد في الأرض ان الله لا يحب المفسدين) (ح 33)  (المقالات)

    • اشارات قرآنية من كتاب باب الحوائج الإمام الكاظم للدكتور الحاج حسن (ح 4)  (المقالات)

    • اشارات قرآنية من كتاب باب الحوائج الإمام الكاظم للدكتور الحاج حسن (ح 3)  (المقالات)

    • أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 204)  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : عقد الزواج في القرآن والسنة (ح 1)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net