اثر القران بمجتمع اليوم
اسعد عبدالله عبدعلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان مجتمع اليوم يحمل من الخصائص العديدة التي جعلته يتفرد عن كل العصور . لكن للأسف هي من الخصائص السلبية .فناتي هنا لتأثير القران بالمجتمع وهوالذي كان له عظيم الأثر في كل الاجيال التي سبقتنا. ان القران هو أعظم مدرسة في التاريخ البشري .فما من كتاب قد أثر في المسيرة الانسانية مثلما اثر القران. انه مجرد كتاب لكن بما يحمل من علم ومعارف واسرار قد فاق كل الكتب ولم يكن له نظير .قد كان تاثيره شاملا لكل النفوس حتى ذات القلوب القاسية.قد اخذ بيد امة كانت هي من اقل الامم حظآ ,فنهض بامة كانت في مستنقع الجهل والتخلف وجعل منها مشعل نور لباقي الامم . فهل سمعتم بكتاب كان له هذا التاثير ؟ قد خلق امة عظيمة كانت تملك قدرة على قيادة كل الانسانية نحو السعادة الخالدة, فالقران مدرسة عظيمة قد خرجت العديد من التلاميذ الذين قد قادو الانسانية نحوالحقيقة فمن يغفل أو يمكن ان ينسى أو يتناسى دور ذلك الطالب المجتهد ,الذي تخلق باخلاق القران انه صانع المجد والتاريخ للمسلمين .انه علي ابن ابي طالب (ع) .وثم تلك الجمهرة من تلاميذ مدرسة القران المجتهدين امثال ابي ذر وعمار وحذيفة و حجر و سلمان رضوان الله عليهم .. ومع سير قافلة الايام وتبدل العصور كان على الدوام هناك من اخذ من عذب ماء هذه المدرسة ويصحح المسيرة للاجيال , ويمسح كل درن يعلق بلوحة الخلود , ويرشد الطريق لكل طلاب الحقيقة , ويرد هجوم الاعداء بقوة الكلمة والدليل المنطقي.. فكان من ابطال هذا الدور في القرن الماضي الكثيرون ممن نهلوا من صافي ماء مدرسة القران امثال محمد جواد مغنية ومحمد عبدة والكواكبي والسيد الحكيم وجمال الدين الافغاني وغيرهم العديد فاثروا الساحة وملأوا الدنيا بفيض علوم القران واخذوا بيد الامة وحاولوا تصحيح المسار بالفعل والقول لا فقط شعارات وخطب لمجرد أستمالت القلوب !! لكن ما ان وصلنا الى هذا المقطع التاريخي الذي نعيشه والذي اشتدت فيه الهجمات على كل ثوابتنا وما نملك من موروث وقيم ..وبحق اشتدت حاجتنا لطلاب مدرسة القران الحقيقيون لكن الذي ظهر لنا فقط هؤلاء المدعين الذين يملائون الساحة ضجيجأ والذين اسائوا لمدرسة القران من خلال الادعاء انهم من طلاب هذه المدرسة وان ما يفعلوه هو من صميم الدين ومن تعاليم هذه المدرسة فجعلوا الجماهير تسيئ الظن بمدرسة القران بل وصل البعض للشك بكل الدين والشريعة لسؤء مظهر المتصدين ..بل الان الامة وسط الطريق تنتظر ان يأتي المرشد الذي يأخذ بيدها لجادة الصواب !! فلم نجد لطلاب مدرسة القران من وجود بل كانها الى مواقع النسيان قد رحلت . فالتخبط وفوضى الافكار الغريبة التي تدعي التجدد والسياسة والمصالح والتحزب والتخندق والتشتت كلها قد تسببت في هذه الغربة التي نحس بها وسط توحد العالم الجديد وراء افكاره وقيمه.
فاين تلاميذ القران الحقيقيون ؟ الذين شربوا من مائه العذب أين هم فالامة تلح بالطلب والا فالضياع مصيرها وسط موج الفتن المتلاطم . هذه الفتن قد شتتنا والمحن قد اذهلتنا ولا من يرد هذه المصائب فأين انتم يا تلاميذ القران ؟ أحقآ تركتوا الساحة لكل هؤلاء الذين هم بين مدعي أو دجال أو منافق أو باحث عن المكاسب بأي سبيل فهم بكل الصور ذات القبح المعنوي ! . قد اصابنا الاذى من سيل الضربات لفكرنا و لديننا ولرؤيتنا. وقد هبت عاصفة هوجاء شديد الريح تقلع ما تمر عليه , وجذورنا لم تتثبت جيدآ في ارض الفكر والعقيدة لقلة ري الارض فأي مصير ننتظر !!ننادي ولا من ملبي لصراخ الامة فالخطر حقيقي والمدافعون قلة والمتخبطون والمدعون هم من اساء لنا اكثر من الاعداء ؟ فالى اين تسير السفينة والى اين ستصل ؟ وهل نترك الساحة لهؤلاء المسيئين للقران والشريعة ؟؟ الا نكشف صورهم البشعة ؟؟ الا نعمل على ازالة كل البقع السوداء التي جاء بها القدر وعلقت بذلك الثوب الابيض وغدى مائلا للسواد من كثر ما علق به من أدران ؟؟ وهل ستعود المدرسة باداء دورها كما في السابق ويظهر من جديد تلامذتها الحقيقيون ويصححوا ما جرى وتختفي كل خفافيش ساحة الوجود ؟؟
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اسعد عبدالله عبدعلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat