خرج الدكتور ابراهيم الجعفري من حزب الدعوة لمجرد خسارته المنصب وأسس حزبا يضمن له مقعدا واحدا على الاقل ، و قبله خرج مثال الالوسي على مولاه الجلبي واسس حزبا يضمن له مقعدا واحدا ولم تنفعه زيارة اسرائيل بمقعد آخر.. الاحزاب تتشظى.. المالكي كي يعطي حزبه طابع المدنية و يتسع اكثر بصلاحيات اوسع له جاء بدولة القانون . مع ذلك لم يتمكن من الولاية الثالثة ، بعد أن رشح حزب الدعوة الدكتور العبادي رئيسا للوزراء ، ليستبق عملية الشخصنة او اختزال الحزب باسماء دون غيرها . والجدير بالاهتمام هو ان حزب الدعوة ليس تيارا ولا يعتمد ثقافة الرمز الاسرية ، فعلى شدة اهمية رمزية السيد محمد باقر الصدر ، لم يكن حزب الدعوة حزبا يدين بالطاعة لاسرة السيد باقر الصدر ، ذلك لأنه حزب وليس تيارا شعبيا مثل التيار الصدري وتيار شهيد المحرب ، لذلك كل من خرج من الدعوة انما خرج ليؤسس لنفسه شيئا يشبه ما اعترض عليه ، وبصورة أدق ، انه خرج ليتزعم ولا يبقى ثانويا ، وكل الانشطارات كانت ناجحة للساسة.. وكان اذكاها انشطار منظمة بدر عن المجلس الأعلى ، لأن المجلس الأعلى مر بعدة تحولات منها غض النظر عن الثورة الإسلامية ، فصار المجلس الاعلى الإسلامي وبعدها في محاولة للاتساع صار تيار شهيد المحراب ليضم مسميات عدة تحت لوائه ، ولأن المجلس الاعلى يعتمد على الرمزية الاسرية ، صار من الصعب الفصل بين المجلس واسماء آل الحكيم ، حتى جاءت اللحظة التي قرر فيها السيد عمار الحكيم الخروج من المجلس لتأسيس تيار الحكمة ، وقد اختار التيار وليس الحزب لكي تبقى رمزية الاسرة شعبيا وجماهيريا ، الجميل أن كل المنشطرين عن التيار الصدري لم يكن من بينهم السيد مقتدى الصدر ، ولعل انفصال السيد عمار الحكيم هو الأول من نوعه بل يعد نوعا من سحب رمزية ال الحكيم عن المجلس وهو انشطار من الصعب التكهن بنتائجه اذ صار الرهان بين الجماهيرية السياسية للمجلس وبين الرمزية الاسرية للحكمة .
في ظل كل هذا طار المالكي إلى روسيا في موعد بائت للقاء بوتين في روسيا ، ولا شك ان كلا من المالكي وبوتين بحاجة لهذا اللقاء ، ذلك لأن ظهور ترامب غطى على نجومية بوتين ، وسياسة العبادي فتح باب الاحتمالات الكبيرة في قابل الايام ، ولعل من بين هذه الاحتمالات ان يكون تحالف مرتقب بين العبادي والسيد الصدر ، وهو تحالف متوقع بعد مانلمسه من تقارب شديد ، وزيارة السيد الصدر للسعودية تشكل اوضح درجات التقارب بينه وبين العبادي ؛ انها السياسة التي لاتنتظر أحدا ، فقد استقبل السبهان ـ وهو الشخصية المثيرة للجدل والشغب السياسي عراقيا ـ.استقبل الد خصوم السعودية بل الخصم رقم واحد في عام ٢٠٠٦ .. السياسة تدور والامور بنتائجها وزيارة الصدر للسعودية من اشجع خطوات ما بعد ٢٠٠٣
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat