صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

مقتل مسلم بن عقيل عليه السلام
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

روى الصدوق في أماليه بسنده عن ابن عباس عن علي عليه السلام. كان عقيل بن أبي طالب أنسب قريش وأعلمهم بأيامها، وكان والده أبو طالب يكن له حباً جماً، وقد أحبه رسول الله كثيرا وقال في حقه بعد أن سأله أمير المؤمنين علي عليه السلام عن حبه لعقيل: يا رسول الله إنك لتحب عقيلا؟ قال إي والله واني لأحبه حبين حبا له وحبا لحب أبي طالب له وان ولده لمقتول في محبة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون. قال علي عليه السلام ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. حتى جرت دموعه على صدره ثم قال:(إلى الله أشكو ماتلقى عترتي من بعدي).

بعد رفض الحسين بن علي بن أبي طالب مبايعة الخليفة الأموي الجديد يزيد بن معاوية، وقيام أعيان أهل الكوفة بمراسلة الحسين وتشجيعه للمجيء للكوفة والثورة على حكم يزيد وعامله على الكوفة عبيد الله بن زياد، أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع أخبار الكوفة ويمهد الطريق للثورة، فاجتمع مسلم برؤساء القبائل اليمنية في الكوفة، حيث كان معظم سكان الكوفة بعد الفتح من عرب اليمن، وأكدوا لمسلم برغبتهم في الثورة على حكم يزيد ومبايعتهم للحسين بن علي. واجتمع لمسلم جيش من القبائل اليمنية وحاصر قصر الإمارة في الكوفة مطالباً والي الكوفة عبيد الله بن زياد بخلع نفسه من كرسي الولاية، إلا أن والي الكوفة عمل على مهادنة رؤساء القبائل الكوفيين وأغراهم بالمال، فكان أن تخلى هؤلاء عن مسلم بن عقيل وارتدوا عن مبايعتهم للحسين، فلم يبقى سوى نفر غير كبير من جيش مسلم تركوه في آخر الأمر لاعتقادهم بعدم جدوى القتال. فصار مسلم بن عقيل وحيداً وألقي القبض عليه وقتل. كان مسلم بن عقيل قد راسل الحسين وطالبه بالمجيء للكوفة بعد تأكده من رغبة أهل الكوفة بالثورة ومبايعتهم للحسين ومناصرتهم له.

هنالك من يفندون رواية عدم معرفته بطوعة الكندية وقولها له (امة الله الا تسقيني شربة ماء فأنا غريب ولا أحد لي في هذه الأمصار وتقول له من الرجل فيقول انا مسلم بن عقيل) فكيف يعقل ان لا يعرف في هذه الامصار أحد وهو اصلا من سكنة الكوفة ويعرف سليمان الخزاعي وأبو ثمامة الصائدي ومسلم بن عوسجة والمختار الثقفي وهو الذي كان معهم في حرب صفين. بالاضافة ان طوعة كانت تخدم بيت الحسن عليه السلام المقرب الى مسلم فهو يعرفها سابقا. وان نهر الفرات كان يعرف مكانه فيذهب إليه ليشرب. فاصل الرواية لا يوجد لها مصداق.

 خرج مسلم بن عقيل سلام الله عليه يقاتل الجنود الذين حاصروا البيت حتى لم يقدروا عليه وحين اعتقاله قال قولته المشهورة (اني والله ما لنفسي ابكي، ولا لها من القتل ارثي، وان كنت لم احب لها طرفة تلفا، ولكن ابكي لاهلي المقبلين الي، ابكي لحسين وال الحسين) واقتادوه الى قصر الامارة حيث عبيد الله بن زياد فامر بقتله ورموه فوق القصر في 9 ذي الحجة 60 هجرية كما اقتادوا قبله نبي الله يحيى عليه السلام الى الملك هيرودس الذي قتله فالسلام عليكم يوم ولدتم ويوم متم ويوم تبعثون احياءا كما قال الله عز من قائل "وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا" (مريم 15).

قيد جسد مسلم بن عقيل بالحبال ليسحب في أسواق الكوفة. هذه هي الخلافة الاموية لا انسانية لها وخارجة عن الدين الإسلامي وأعمالها منافية للشريعة الإسلامية التي لا تسمح بالتمثيل بالموتى. يروى ان مرت جنازة يهودي فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنه يهودي، فقال: انه الموت، فهو انسان وحدثت له حادثة الموت الخطيرة التي لا تدع مخلوقا إلا ما شاء الله، فاحتراما لانسانية الانسان وتوقيرا للموت وملك الموت، والإيمان باليوم الآخر بعد الموت، وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى مرت الجنازة. وبنو امية لا تنطبق عليهم الاية الكريمة "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ" (ال عمران 110).

وصل خبر مقتل مسلم الى الحسين عليه السلام في الثعلبية عندما قابل رجلان قادمان من الكوفة قائلين له (قالا ما خرجنا من الكوفة الا ومسلم بن عقيل وهاني بن عروة يجران في الشوارع) 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/05



كتابة تعليق لموضوع : مقتل مسلم بن عقيل عليه السلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net