استيقظ يا رب . فيه تبيان كل شيء .
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تمت دعوتي مع القسيس خالي الى حفلة تعيين احد القسيسات، في منصب لا ادري كيف وصلت إليه. وكان الحضور كهنوتي خالص كلهم قساوسة بطارقة وشمامسة وموظفين كنسيين. وكان النفاق في اوج نشاطه ابتسامات مخادعة شيطانية ، ونظرات شهوانية. وكذب وتصنّع وتودد للجميلات بإسم الدين عن طريق الاستفادة من نصوص الكتاب المقدس اسوأ استفاده ، مثل قولهم : الرب جميل ويحب الجمال . وجمالك كمالك ونحن بذيالك. ويجب ان تخضع المرأة للرجل لأنه رأسها.
وأن تكون في سكوت .
واذا رأيت قسيس يمسك بيد حسناء وبدا وجهه بريئا فاعلم انه اما يقرصها او يتمسّدها ويتحسس نعومة زندها. وبعض الآباء المقدسين جدا ممن لا شأن لهم بالنساء انشغلوا في مجاملة (مغازلة) الشباب النوادل الذين يقومون بخدمة الضيوف فيوزعون عليهم الشمبانيا والمأكولات. وطبعا هؤلاء النوادل انيقون جدا تم اختيارهم بعناية وقد وضعوا البودرة على وجوههم والمساحيق والعطور الفرنسية التي تُحيي رائحتها الاموات.
في هذا الجو الصاخب رأيت قسيسا التف حوله الحضور، وهم يستمعون نفاقا لا تفهّما، فاقتربت لأرى شنو القصة . فرأيته يُجيب على الاسئلة . ثم قال وهو مغرور : أنا استطيع ان اجيب على اي شي. لأن يسوع اعطى لنا كل شيء.
فقلت له : قداسة الأب وكيف اعطاك يسوع كل شيء ؟
فقال : ترك لنا كتابه الانجيل فيه كل شيء.
فقلت له : هل تستطيع أن تخبرنا كم اصحاح في الانجيل؟ فقام قداسة الأب بسكب قدح الشمبانيا على ملابسه (عمدا)، ثم ابتسم وقال : عذرا سوف اقوم بتبديل ملابسي .
طبعا ما رجع بعد.
فسحبني خالي وهو قسيس كبير أيضا يرعى كنيسة وقال لي : يا ايزابيل يكفي احراج لهؤلاء ما تشوفين اشسويتي بي . هذا مو بس ايذب الشمبانيا على ملابسه، لو اكو نار جان ذبها على روحه حتى يطلع من الورطة.
فقلت له : يا خالي العزيز يسوع نفسه لا يعلم كل شيء.
فقال خالي : هاي شنو ، يعني لعبتي لعب بالقسيس ، هسا على يسوع ، اشلون ما يعلم كل شيء .
قلت له لو كان يعلم كل شيء فهذا يعني أن دينه هو الخاتم للأديان ،لأن العلم بكل الاشياء يعني الوصول إلى الكمال. ولذلك جمع يسوع تلاميذه كلهم قبل أن يرحل وقال لهم (إن لم ارحل لا يرسل الرب لكم معزيا ، وانا سأطلب من الرب ان يرسله لكم ، فهو ((((يعلمكم كل شيء،)))) ويذكركم بكل ما قلته لكم).(1)
فقال خالي : هاي وين لكيتيها ؟
فقلت له : خالي العزيز ، ان يسوع علّمنا بأنه بالصدق نكون احرارا. ولذلك وجب علينا بدلا من ادعاء المعرفة بكل شيء ، أن نبحث عمّن اشار له المسيح بأنه سوف يُعلّمنا كل شيء. ولم اجد في التوراة والانجيل ان احدا امتلك كل شيء إلا القرآن الذي يقول عن نفسه (تبيانا لكل شيء) بينما أجمعت التوراة والانجيل والقرآن بأن كل الأنبياء امتلكوا (من كل شيء) ولم يمتلكوا كل شيء. وكذلك القرآن وحدهُ يتفرد بالقول بأنه (تفصيل لكل شيء). وليس فقط تبيان كل شيء فيقول : (ما كان حديثا يُفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء).(2)
كان خالي ساكنا ، ففرحت قلت لعلهُ يُفكر بما قلته ، فالتفت لي وقال : اكلك ايز عوفينه من هذني السوالف ، امج جانت امصخنه أمس ، اشلون صارت.
أنا لا اعتب على هؤلاء ، لأن بابا الفاتيكان اعظم شخصية دينية تحمل نيابة الله في الأرض ، هذا البابا بلغ به علمه انه يتهم الله بانه نائم يشخر وتارك الناس تفتك بيهم كورونا.(3) ونسى هذا البابا الأمّي الجاهل أن كتابه المقدس يقول: (الرب، صانع السماوات والأرض. لا ينعس ولا ينام ، لا تأخذه سنة ولا نوم).(4)
انظر التعليق في الصورة.
المصادر :
1- إنجيل يوحنا 14: 26 .
2- سورة يوسف آية : 111.
3- لربما البابا معذور في وصفه الله بأنه نائم او غافل ، لأنه وجد ذلك في الكتاب المقدس الذي يقول في سفر المزامير 78: 65 (فاستيقظ الرب كنائم). في هذا النص إما التوراة تصف الله بالغفلة ثم انتبه . او انه كان نائما فاستيقظ. وكلاهما قبيح بحق الرب .
4- سفر المزامير 121: 4.و ،سورة البقرة آية : 255.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat