محاولة خطوة في طريق معرفته
السيد محمد رضا شرف الدين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد محمد رضا شرف الدين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
روى ثقة الاسلام الكليني في الكافي الشريف وابن بابويه وابنه الصدوق في الامامة والتبصرة من الحيرة وعيون أخبار الرضا عليه السلام بإسنادهم عن الصادق عليه السلام حديث اللوح الذي اتحف الله تعالى به رسول الله صلى الله عليه وآله وهو حديث قدسي ينص على اسماء الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين موشاة بذكر اهم خصائصهم وادوارهم المناطة بهم وقد جاء فيه ما يتعلق بمولانا الضامن الرضا صلوات الله عليه: ((علي وليي وناصري و من أضع عليه أعباء النبوة وأمتحنه بالاضطلاع بها..))
فتأمَلت في قضية اعباء النبوة الموضوعة عليه وامتحانه بالاضطلاع بها حيث لم ترد في حق غيره من آبائه وابنائه.
فخطر لي بعض النقاط والله المسدد للصواب:
١- لا ريب في انهم نور واحد، حقيقتهم واحدة، دورهم واحد وهدفهم واحد.
٢- لا ريب في ان كلاً منهم تتجلى فيه بعض الصفات فتتفعل فيه اكثر من غيره نظرا لمتطلبات مرحلته وما يحيط به من ظروف ومن ثم يُسمّى بتلك السمة وينعت بتلك الصفة دون سواه.
٣- لا ريب في انهم بأجمعهم ناهضون باعباء النبوة فهم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وورثة علمه وامتداد وجوده الأقدس.
٤- لابد من النظر في خصوصية جعلت الامام الرضا عليه السلام منفرداً بهذا الوصف.
إن الأئمة من آبائه وابنائه وإن واجهوا حملات شعواء شنتها عليهم جبهات مختلفة لكن الامر لم يبلغ حدّ ظاهرة رميهم بالكذب، بل لم يجد الأغيار بداً من البخوع لهم والإقرار بصدقهم، لكنّ الحركة الواقفية تحولت الى ظاهرة جرّأت على تكذيب الامام الرضا عليه السلام ولو غمزاً من القرباء والبعداء؛ لذا كان موقفه بإزاء تلك الظاهرة مشابهاً بموقف جده المصطفى صلى الله عليه وآله في رد حملة التكذيب واثبات صدق دعواه في الدائرة الداخلية والخارجية هذا.
وقد زادت السلطة في الطنبور نغمة حيث قامت بعصف فكري من خلال الهاء الساحة الفكرية بنتاجات الفلسفة الاغريقية وغيرها مترجمة على يد دار الحكمة التي اسسها المأمون بإشراف اليهودي العربي حُنين بن اسحاق العبادي.
كما عمدت الى استدعاء اكابر القيادات الروحية للاديان الوحيانية وغيرها ناهيك عن رؤوس المذاهب والمشارب من اهل القبلة وهذا ما لم تشهده اعصار الائمة من آبائه وأبنائه لذلك كله كان موقف الرضا صلوات الله عليه موقفاً نبوياً زاخرا بإظهار الكرامات الخارقة لنواميس الطبيعة مشفوعة بالمحاججات والمناظرات والإخبار بالمغيبات.
حتى ظهر امر الله وهم كارهون واذا به الرضا الذي رضي به المؤالف والمخالف.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat