صفحة الكاتب : علي علي

الأسلاف والأجلاف
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

   قال أحدهم قبل مايقرب من أربع سنوات:

- (إن ما شهدته الأيام الماضية من حراك سياسي واسع من قبلنا لجمع وجهات نظر الكتل الفائزة وصل الى مراحل متقدمة) .

وقال آخر:

- (يتساءل الكثير حول مساعينا في تشكيل تحالف عريض يضم عددا من الكتل الفائزة المنسجمة، للخروج من بودقة التكتلات الضيقة الى تحالف شامل واسع).

وقال ثالث:

- (مبادرتنا تهدف الى تقليل الجبهات المتفاوضة لتشكيل الحكومة القادمة عبر جمع العناوين والبرامج والرؤى المتعددة تحت عنوان ورؤية واحدة).

ورابع:

- (لا نسعى من خلال هذا الحراك الى زعامة او منصب او مكان متقدم وان كان هذا مشروعا، بل هدفنا انقاذ العراق من نفقه المظلم).

  ماتقدم من سطور مقتطفات من روائع ماأتحفنا به سياسيون قبيل انتخابات المجلس التشريعي الأخيرة، وقد كان حدسي حين حفظتها أن الحاجة الى التذكير بها ستحين يوما ما، وهاهي قد حانت بالفعل، ولا أظنني أمتلك الملَكة الخارقة في التنبؤ، او القدرة الفائقة على التخمين الدقيق، كما أنني لست (فتاح فال) ولا أفقه في ضرب الـ (تخت رمل) إلا أنني أسوة بثلاثين مليون عراقي، بتنا نستقرئ الأحداث والنتائج قبل وقوعها، فنأتي بالتحليل الصائب والتشخيص الثاقب.

   أقول، رائع جدا أن يعمل المرء من أجل خدمة الناس، فـ (خير الناس من نفع الناس)، والأكثر روعة حين يبادر الى هذا من يشغل منصب قائد جماعة، او رئيس قوم، كما هو الحال في رؤساء الأحزاب والكتل الذين استحدثوا مؤخرا تحالفات وائتلافات فيما بينهم، بغية فتح طريق يتسنى لهم من خلاله خدمة المواطن، واستحداث سبل لوضعه في مكانة هي في حقيقة الأمر استحقاق له في بلده، وكان حريا بهم أن يكونوا سباقين في تحقيقه له خلال السنين الماضيات من عمر العراق الديمقراطي الفيدرالي كما يدعون. ومعلوم ان القائمين بأمر المواطن والحاكمين بمصيره، انقسموا -قبل التحالفات- خلال تلك السنين الى فئتين؛ فمنهم من أتعب نفسه جادا وجاهدا في سبيل دفع عجلة العراق المتأخرة الى الأمام، ومنهم من سعى بكل جد وجهد الى وضع العراقيل أمام تلك العجلة، وتأخير سيرها لغاية (في نفس يعقوب).

   أرى أن سؤالا يفرض طرحه علينا بعد تلك السنين والأحداث التي رافقتها؛ ما الجديد الذي سيأتي به رجالات الفئة الثانية بعد تحالفهم مع آخرين، إذا كان التاريخ قد سجل لهم في صفحاته الأولى مواقف لم تكن تخدم البلاد والعباد؟ فكثير منهم قدموا للبلاد ما ضره، وأساءوا للعباد أيما إساءة، وتشهد لهم قبة البرلمان بما سببوه من تلكؤات في قراءة او إقرار او تشريع، في العديد من القوانين، فضلا عن سعيهم الحثيث في تعويق كل مامن شأنه خدمة العملية السياسية، ناهيك عن تفضيل مصالحهم الخاصة والفئوية والحزبية، وإعلائها على المصلحة العامة. وباستطلاع سريع على مايدور من أخبار في هذا الجانب، يتضح جليا للناظر والسامع أول وهلة، ان جميع الكتل والأحزاب بأعضائها ورؤسائها، تروم خيرا للعراق والعراقيين، ولها من النيات أصفاها، ومن الغايات أنبلها، ومن المخططات أكثرها نفعا للبلاد، فهل هم حقيقة ماضون بما يدعون ويروجون له ويصرحون به؟ أم كعادة أسلافهم (وأجلافهم) مراؤون مخادعون كذابون!

 

 

 

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/12



كتابة تعليق لموضوع : الأسلاف والأجلاف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net