برلمان الطفل ... الحل الأمثل لتشكيل الحكومة
علي المالكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي المالكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يقول المثل العراقي الشعبي (اكبر منك بيوم افهم منك بسنة) في إشارة واضحة إلى أهمية الفارق العمري في تجربة الإنسان وخبرته مع الحياة ، والتي تحتاج إلى معلومات أوسع لإدارتها (أي الحياة) بشكل صحيح .
وهذه الإدارة الصحيحة تحتاج إلى خبرات متراكمة لانكسبها الابمرور الأيام ، لذلك يقال إن الرجل الكبير اقل اخطاءا من الشاب الأصغر منه عمرا .
وبالطبع فان لكل قاعدة شواذ ، والشاذ في هذه القاعدة كان واضحا من خلال الفرق الكبير الذي لمسته بين البرلمان العراقي الحالي ونظيره السابق وبين برلمان الأطفال الذي انشأ في محافظة ميسان .
ومن خلال الاطلاع على هذه الفكرة (فكرة برلمان الأطفال) الذي أسسه الأستاذ (محمد رشيد) من محافظة ميسان وترأسه الزميلة (سندريلا الشكرجي) نلاحظ فرق كبير في المعنى والمضمون بين البرلمان العراقي (برلمان الكبار!) وبرلمان الأطفال.
فبرلمان الطفل ومن خلال الاطلاع على نظامه الداخلي وشروط الانتماء إليه وطريقة التمثيل فيه يكون قد ابتعد كثيرا عن الأخطاء التي لازال برلمان الكبار غارقا فيها ولايعرف سبيل للخروج منها .
فهذا البرلمان (أي برلمان الأطفال) لم يعتمد نظام الكوتا بالنسبة للنساء وأعطى تمثيل عادل للصغار والصغيرات فيه وعلل مؤسسه محمد رشيد هذا الأمر إلى أهمية دور المرآة في المجتمع وأحيانا تتعدى أهمية هذا الدور إلى أكثر من النصف .
كذلك لم يعتمد برلمان الأطفال على التمثيل الطائفي للأعضاء ، بل أعطى الفرصة لكل طفل مؤهل للعمل فيه بغض النظر عن خلفيته المذهبية .
فالمهم بالنسبة للعضو الصغير أن يكون عراقي قادر على أداء الدور المناط أليه ، وطريقة التفضيل والتمييز في برلمان الصغار هي مجموع مايكسبه المرشح من أصوات ودرجات الاختبار الخاصة .
وطريقة الترشيح لبرلمان الطفل والفوز بمقعد فيه طريقة مميزة وحديثة وكفيلة بوصول الطفل الاكفا والأقدر على خدمة أطفال العراق ، فبالإضافة إلى مجموع مايحصده الطفل المرشح من أصوات ويخصص لهذه الأصوات (50) درجة ... تحتسب له أيضا درجات اختبار تعتمد على أساس (20 درجة) معرفة الطفل المرشح بحقوق الطفل و(20 درجة) على نشاطاته وحضوره إلى البرلمان إذا كان عضو سابق و(10 درجات) على ثقافته العامة وطريقة تعامله مع الآخرين وخصوصا اقرأنه من الأطفال وتفوقه في مجال الدراسة .
ومن هنا ظهر جليا الفرق الكبير بين برلمان الأطفال \"الذي اعتمد الأسس الصحيحة في تكوينه وأسس علاقات خارجية امتدت إلى جامعة الدول العربية وبعض الدول الأخرى \" وبرلمان الكبار الذي لازال عقيما ولم يتمكن من إقامة علاقات ودية مع أبناء الشعب العراقي ... ولازال متخبطا ولم يتمكن من عقد جلسة حقيقية واحدة بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انتخابه ... وهذه الأسباب تعود إلى طريقته الخاطئة في التعامل مع الأحداث الجارية في العراق ، واعتماده الأسس الغير صحيحة في نظامه الداخلي .
فهو الذي كرس الطائفية ... وانتهج نظام المحاصصة .. ولم يعتد على الكفاءات التكنوقراطية والقدرات الأكاديمية في إدارة ملفات البلاد , بل اكتفى (أي برلمان الكبار) بالاعتماد على أعضائه فقط في إدارة شؤون الدوله على الرغم من عدم جدية البعض منهم وأمية البعض الآخر الذين وصلوا إلى قبة البرلمان الحالي والسابق إما بطريق القائمة المغلقة أو الاعتماد على أصوات الرموز الموجودة في قوائمهم الانتخابية ... ولم تعتمد أصلا مبدأ الخبرات أو الاختبارات التفضيلة في هذا المجال ... ويسعى عدد كبير من البرلمانيين للحصول على امتيازات خاصة كانت الدافع الأساسي لترشيح أنفسهم لهذا المجال على العكس تماما من برلمان الطفل الذي جعل العمل فيه تطوعي خدما لأطفال العراق .
وهنا نعود إلى المثل القائل (اكبر منك بيوم افهم منك بسنة) لم يتحقق أصلا مع البرلمانيين بل طبق على الخلاف ... ونتمنى من البرلمان الحالي وأعضائه الموقرين الاقتداء بتجربة برلمان الطفل والاستفادة من خبرة الأطفال في مجال العمل البرلماني وتطبيقها في برلمان العراق لحل الأزمات القائمة والتي بدأت تطول يوما بعد آخر ... وحتما لو كلف برلمان الطفل بتشكيل الحكومة العراقية فانه سيتمكن من تشكيلها بغضون أيام .
وربما يفتخر برلمان الكبار بأنه دخل موسوعة غينس للارقام القياسية في طول فترة تشكيل الحكومة , فما الضير أن يدخل العراق في موسوعة غينس للارقام القياسية أيضا بأنه كلف الاطفال الصغار بتشكيل الحكومة .. لأنه وبلا شكل إن أطفال العراق أكثر وطنية وحرصا من سياسيه الكبار.
علي المالكي
ali.almaleky@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat