صفحة الكاتب : حسين نعمه الكرعاوي

أبوابٌ مُغلقة, تُفتَح لأول مرة
حسين نعمه الكرعاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ألابواب الموصدة بِأحكَام, تحتاج لأكثر من تصريحات لفتحها والمرور منها, خصوصاً تلك الأبواب التي أنغلقت نتيجة ألخلافات المتراكمة, وصعوبة الوصول لحلول ولغة حواراً تزيل عقبات ذلك الاختلاف, فتنشئ لغة العدائية وعدم تقبل الأخر, لا من قريباً ولا من بعيداً, فبدل الوقوف مع جانباً معين, يبدأ التجمهر ضده بأمتياز, فنجد أن لكل طرفاً من المعادلة رايةً تحمل توجهاته وتطلعاته الحالية وفي الاعم الاغلب المستقبلية منها, قد تميزه تارة, وتهمشه تارة أخرى, فالأمر مقروناً بأمكانية التحكم بالأوضاع وأتخاذ القرارات الصائبة, وعدم الخوض في خضام تفاصيل العدائات التي أن لم تؤخر تطور ذلك البلد, فهي بالتأكيد لن تقدمه خطوة للأمام.

الأنفتاح على الاخر ضرورة يسعى لها من يمتلك الحنكة والدراية السياسية الكافية, لأدارة العلاقات بشكل دبلوماسي ورتيب, فالانغلاق على نفسك اليوم لم يَعد يجدي نفعاً, وأن كانت تمتلك الامكانيات القصوى التي تمكنك من الاعتماد على نفسك وعدم الحاجة الى طرفاً أخر, فالأستقرار الداخلي قبل الخارجي, يحتم عليك بناء العلاقات التي تعلم جيداً أنها عاملٌ مؤثراً جداً في ترتيب الاوراق الداخلية وبسط لغة الاستقرار, ضمن المساحات التي تتطلب ذلك .

العراق والسعودية, كفتا ميزان لا يمكن لها التساوي أبداً, ولا نقصد بالتساوي معادلة في الموازنة لكافة القطاعات, ولكن مقدار التجاذب في العلاقة بين الطرفين, خصوصاً كمية التوتر الذي كان يسود تلك العلاقة وأختلاف الرؤى والمناهج الأدارية المختلفة, فالطرف الاول كان منغلقاً طيلة الفترة السابقة لمعالجة الازمات الداخلية, وأن كان منفتحاً فالقليل لا يعني الكثير, والطرف الثاني كان ينتهج أسلوب العدائية وعدم أحترام الاخر, تحت مبدأ الدين هو من يقود السياسة, فمن يحمل شعاري فهو الأحق في دخول داري, ألا أن السياسة لا تحمل لغة مناهج محددة, ولا بد لها يوماً من تغيير خارطتها وفق ما يتطلب ذلك, وما كان لذلك الامر الا ليفتح الابواب الموصدة من زمان بين طرفين يشتركان في الاصل بالعديد من الروابط, الأ أن لغة الفرديات كانت سائدة بعض الشي, ألا ان نجدها اليوم تذوب فوق ذلك الجبل, الذي لو بقي المسلمون فوقه لما خسروا معركة أحد.

أسرار التطور الحاصل في العلاقات السياسية بين الطرفين, تتجه بنا لاطمئنانً كبير في أن المرحلة الحالية تحمل أستقراراً واضحاً وملحوضاً, والمرحلة القادمة ستحمل العديد من المفاجئات المرتقبة حصولها, فالأستقرار الداخلي للعراق على الصعيد الامني بعد مرحلة داعش والقضاء عليه, والخروج من المعركة منتصراً بجهود أبطاله, حمل رسالةً واضحة أنه قادراً على الدفاع عن تلك الأرض بكل قوة, تجاه أي خطراً يُفكر في الدنو قريباً منها, وعلى الصعيد السياسي كيفية التعامل مع ازمة كردستان والاستفتاء وفق الدستور والقانون, أوصل رسالة واضحة لقوة السلطة في التصدي للعقبات ومعالجتها قانونياً ووفق الدستور الحافظ لكل حقوق أبناء ذلك الوطن, أما في ما يخص السعودية التي تعيش بدورها مرحلة أنفتاح وأستقرار وحكماً جديداً مُنتهج سياسياً ولا يفرق بين طرفاً أو أخر بل أن لغة الاعتدال نجدها هي من تسود اليوم خصوصاً وأن كانوا مدركين, أن المرحلة السابقة كانت للنسيان, وان المرحلة القادمة تتطلب ضرورة الانفتاح على الأخر خصوصا الأطراف المتظررة من النهج السعودي السابق, ملامح التغيير بدأت واضحة ومعلنة وصريحة, العراق والسعودية يفتحان أبواباً موصدة من زمان, على أمل أن يكمل الاول سلسلة أنتصاراته الخارجية بعدما كانت داخلية, ويعوض الثاني ما فاته لتلافي أقل قدراً من الخسائر ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين نعمه الكرعاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/23



كتابة تعليق لموضوع : أبوابٌ مُغلقة, تُفتَح لأول مرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net