صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

المحسوبية والكرسي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المحسوبية مصدر من محسوب وتعني إسناد الوظائف وإعطاء المنح والترقيات على أساس الرعاية والنفوذ وليس الكفاءة .

 

 وهي أيضا تعني إعتبار القرابة العائلية أو السياسية في إسناد الوظائف , فتجعل الحسب والنسب في المقام الأول بدلا من العمل.

 

وعندما تتفشى المحسوبية في الدول  , ينخرها الفساد وتتدهور الأحوال ويسود التراخي والإهمال , وتنتفي قيمة الكفاءة ودورها في الحياة.

 

ويبدو أن هناك توجه مقصود لعدم الحديث عن المحسوبية , لأن الدول الفاشلة قد صارت تعمل بمناهج المحسوبية وتترجمها بإندفاعية هائلة , وبعضها تحايلت على المصطلح أو المفهوم وأدخلت في دساتيرها مسميات كالمحاصصة , التي في جوهرها تعني المحسوبية , إذ يتم إنتقاء وتعيين وتوظيف من لهم علاقة بهذا الحزب أو ذاك أو هذه الفئة أو تلك , بغض النظر عن الكفاءة والجدارة والأهلية , ولهذا شاهدنا هيمنة الفساد وديمومة الفشل الإداري والسياسي على جميع المستويات.

 

ومنذ أن تأسست الدول وموضوع المحسوبية يُشار إليه ويُحذّر منه , حتى في كتابات وأنظمة الحضارات القديمة كالسومرية والفرعونية , وفي زمننا المعاصر تجد مجتمعات ذهبت نحو الديمقراطية لكنها أسست لأنظمة حكم مبنية على المحسوبية , مما تسبب بإخفاقات وخسائر كبيرة.

 

ولا يمكن لمجتمع مهما كان قويا وثريا أن يتواصل بأمن وسلام , إذا إنطلقت آفة المحسوبية نشطة تنخر في أوصاله , وقد كان لهذه الآفة دورها في الحياة السياسية العربية , وهي من أبرز العوامل التي أدت إلى مقتل الخليفة الراشد الثالث , ومضت على أنها من أركان إنهيار الدول وأنظمة الحكم حتى في الزمن الحالي , والعديد من حكام العرب تساقطوا بسبب إحاطتهم لأنفسهم بالأبناء  والأقارب , متجاهلين الكفاءة والقدرة والخبرة اللازمة لبناء الدولة وتحقيق الطموحات الوطنية والشعبية.

 

واليوم تجدنا نعيش تحت ظل أنظمة حكم متدثرة بالمحسوبية , ونسمع عن إبن فلان وقريبه وشقيقه ومَن يرتبط بعلاقة قربى معه قد تسنم هذا المنصب وهذه الدائرة , وصار من أصحاب الأمر والنهي ومن الذين ينهبون يمينا وشمالا , ويحسبون السحت الحرام رزقا من ربهم الذي يعبدون.

 

وهذه ظاهرة سلوكية خطيرة تستدعي التصدي والمواجهة الشديدة الحاسمة , وإلا فأن أي مجتمع تستشري فيه المحسوبية يؤول إلى حطام , ولن تقيه العمائم واللحى من التحول الحتمي إلى ركام!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/16



كتابة تعليق لموضوع : المحسوبية والكرسي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net