صفحة الكاتب : السيد اسعد القاضي

قاضي الكوفة يقبل شهادة الجعفريين
السيد اسعد القاضي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اختصم في الكوفة رجلان على عهد المنصور العباسي، فترافعا إلى قاضي الكوفة في ذلك العهد، شريك بن عبد الله، المنصوب من قبل خليفة الجور.. شريك بدوره طلب من احد المتخاصمين أن يأتي بالبيّنة.. أقبل محمد بن مسلم الثقفي وأبو كريبة الأزدي ليقيما الشهادة.. وقع بصر قاضي الجور على هذين الشاهِدٓين.. جعل ينظر إليهما قائلاً..

ـ جعفريّان فاطميّان.

كأنه لا يريد أن يقبل شهادتهما، حيث كان أمراً مألوفاً أن لا تُقبل شهادة أتباع آل محمد (عليهم السلام)، وتقبل شهادة الخارجي والناصبي..

بكى الرجلان الفاطميان.. سالت دموعهما.. تساءل القاضي عن سبب بكائهما.. حيث كان الأجدر بهما أن يكونا في موقع الاعتزاز بهذا الانتساب الذي نسبهما القاضي.. ليت شعري ما الذي دعاهما إلى البكاء؟.

ـ نسبتٓنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن يكونوا من اخوانهم، لما يرون من سخف ورعنا، ونسبتٓنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا ان يكونوا من شيعته..

وهنا عرف القاضي والحاضرون سبب بكاء الرجلين الجعفريين.. إنه عدم الثقة بالعمل.. إنه الوجل من التقصير.. لكن أنّى للحاضرين أن يفهما حقيقة هذا القول.. حقيقة ورعِ هذين الرجلين وأمثالهما، من الذين كلّما ازداد عملهم لخالقهم ازداد خوفهم من التقصير ووجلهم..

بل أردف الرجلان: فإن تفضّل وقبِلٓنا فله المنّ علينا والفضل..

لم يكن قاضي الجور جاهلاً بصدق الرجلين ومدى ورعهما وخوفهما من ربهما، إلا سيره في ركاب الظالمين جعل على قلبه غشاوة.. فتبسّم، ثم أعرب عما في قلبه تجاه الرجلين الفاطميين..

ـ إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكم، يا وليد اجزهما هذه المرة..

أجاز القاضي شهادتهما بالرغم من انتمائهما لأهل البيت (عليهم السلام).

وهنا يحدّثنا زرارة أنه حجّ فدخل على الامام الصادق (عليه السلام)، فأخبره بقصة شريك القاضي مع هذين الرجلين الجعفريين، فدعا الامام (عليه السلام) على شريك..

ـ ما لشريك؟! شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار.

 

 

المصدر: رجال الكشي ج١ ص٣٨٤.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد اسعد القاضي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/27



كتابة تعليق لموضوع : قاضي الكوفة يقبل شهادة الجعفريين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net