صفحة الكاتب : عبدالاله الشبيبي

نظرة القرآن عن القلب القاسي...
عبدالاله الشبيبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أنا الإنسانية عبارة عن مجموعة كبيرة من الأفكار، والآمال، والخوف، والحب، و... وأنها بمثابة الأنهار والجداول، التي تتجمع في مركز واحد، وأن هذا المركز بنفسه بحر عميق، بحيث ما استطاع أي إنسان أن يدعي أنه اطلع على أعماق هذا البحر.
فالفلاسفة والعرفاء وعلماء النفس، ساهم كل إلى حد ما في السباحة في أغوار هذا البحر، ووفق كل منهم إلى كشف بعض أسراره، ولربما كان العرفاء أكثر حظا من الآخرين في هذا المجال.
وما يسميه القرآن بالقلب، عبارة عن حقيقة هذا البحر، وإن ما نسميه بالروح الظاهرية، عبارة عن الأنهار والجداول التي تتصل بهذا البحر. وحتى العقل بنفسه أحد هذه الأنهار التي تتصل بهذا البحر. المصدر: تعرف على القران. 
يعتبر القلب من وجهة نظر القرآن وسيلة للمعرفة أيضا. وأن القسم الأكبر من نداءات القرآن تخاطب قلب الإنسان. تلك النداءات التي لا طاقة لسماعها إلا بواسطة أذن القلب. ولذلك، فإن القرآن يؤكد كثيراً بالمحافظة.
على هذه الوسيلة، والعمل على تكاملها. نلتقي في القرآن كثيرا بأمور مثل تزكية النفس وصفاء القلب: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. و{كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾. وحول إنارة القلب يقول: ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا﴾.
وفي مقابل ذلك، فإن الأعمال القبيحة تسود روح الإنسان وتسلب منه الاتجاهات الطاهرة النقية، وقد تكرر هذا الحديث في القرآن. يقول عن لسان المؤمنين: ﴿رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾.
ويتحدث القرآن عن قساوة القلوب وتختمها: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ﴾، ﴿جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ﴾، ﴿فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾.
كل هذه التأكيدات تبين أن القرآن يريد جوا روحيا، ومعنوية عالية للإنسان. ويوجب على كل فرد أن يحافظ على سلامة ونقاء هذا الجو.
وبالإضافة إلى ذلك، ففي الجو الاجتماعي المريض، وحيث تصبح أكثر جهود الإنسان لنظافة البيئة عقيمة غير موفقة، يؤكد القرآن أن يستغل البشر كل طاقاته في سيل تصفية وتزكية بيئته الاجتماعية.
يصرح القرآن بأن ذلك الإيمان والعشق والمعرفة، والتوجهات السامية، وتأثيرات القرآن، وقبول نصائحه، كل ذلك يرتبط بابتعاد الإنسان والمجتمع الإنساني عن الدنايا، والرذائل والأهواء النفسية والشهوات.
يشير التأريخ البشري أن القوى الحاكمة، عندما أرادت السيطرة على مجتمع ما واستثماره، تسعى لإفساد روح المجتمع، ولهذا الغرض تهيئ وسائل الشهوة للناس، وتحرضهم على الشهوات.
أما الذين قست قلوبهم، ومات الضمير والوجدان فيهم، فإن هؤلاء لا تنفع معهم جميع القوانين، مهما تعدّدت وتفرعت بنودها، مادام ذكر اللَّه جل وعلا لا يدخل إلى أعماقهم ولا يتغلغل إلى قلوبهم الميتة القاسية. 
وعلى هذا الأساس؛ فإننا بحاجة إلى هدى اللَّه، ومجتمعاتنا بحاجة إلى أن تقتلع جذور التبعية والتخلّف والتمزق وجميع الأمراض المستعصية المعششة في مجتمعاتنا الإسلامية، مادام القرآن بين أيدينا. 
ونحن إذا أردنا أن نرى ونلمس التخلف والجاهلية والركود بصورة مركّزة، فإن بإمكاننا أن نراه في قسوة القلب؛ فعندما يقسو القلب، يتوقّف الزمن، ويتخلّف الإنسان، ويتوغّل في الجهل والجاهلية. المصدر: الحضارة الإسلامية آفاق وتطلعات.
﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قاسية﴾ خذلناهم ومنعناهم الألطاف حتى قست قلوبهم. أو أملينا لهم ولم نعاجلهم بالعقوبة حتى قست. وقرأ عبد الله: قسيَّة، أي ردية مغشوشة، من قولهم: درهم قسيّ وهو من القسوة؛ لأن الذهب والفضة الخالصين فيهما لين والمغشوش فيه يبس وصلابة، والقاسي والقاسح ــ بالحاء ــ أخوان في الدلالة على اليبس والصلابة وقرىء: قسية، بكسر القاف للإتباع ﴿يُحَرّفُونَ الكلم﴾ بيان لقسوة قلوبهم، لأنه لا قسوة أشدّ من الافتراء على الله وتغيير وحيه. المصدر تفسير الكشاف.
ويقول صاحب الميزان عن معنى قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ للقاسية قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ الله﴾  تفريع على الجملة السابقة بما يدل على أن القاسية القلوب لا يتذكرون بآيات الله، فلا يهتدون إلى ما تدل عليه من الحق. وفي الآية تعريف الهداية بلازمها وهو شرح الصدر وجعله على نور من ربّه، وتعريف الضلال بلازمة وهو قساوة القلب من ذكر الله. المصدر: الميزان.
قسوة: قسا قلبه يقسو من باب نصر قسوة: صلب وغلظ فهو قاس وقسيّ فالقسوة: غلظ القلب، قال الراغب في المفردات: أصله من حجر قاس، والمقاساة معالجة ذلك، قال تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾، وقال تعالى: ﴿وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ﴾، ﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ وقرىء قسيّة أي ليست قلوبهم بخالصة من قولهم درهم قسيّ وهو جنس من الفضة المغشوشة فيه قساوة أي صلابة.
والقاسي: المتصف بالقساوة في الحال، وحقيقة القساوة: الغلظ والصلابة في الأجسام، وقد تقدمت عند قوله تعالى: ﴿فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾. وقسوة القلب: مستعارة لقلة تأثّر العقل بما يُسدى إلى صاحبه من المواعظ ونحوها ، ويقابل هذه الاستعارة استعارة اللين لسرعة التأثر بالنصائح ونحوها. المصدر: التحرير والتنوير.
وقضية وهن القلب والطبع والختم على القلب التي يتحدث عنها القرآن الكريم، إنّما تنطلق من قسوة القلب. وفي مقابل ذلك طهارة القلب وخشوعه ووجلة ولينه واطمئنانه.
ولا شك أن البكاء يمثل أفضل وسيلة لغسل درن القلب، وتهيئة الأرضية الصالحة فيه للتفاعل والتأثر. ومن هنا جاء الحث الشديد من الشارع المقدّس على البكاء من خشية الله تعالى، وأصبحت العين الباكية من خشية الله في صف العين التي تكف عن محارم الله أو تسهر في سبيل الله. 
أن البكاء يمثل منهجاً في تزكية النفس وتطهيرها من الأدران، ويرفع درجة الإحساس في الإنسان بآلام الإنسانية، والانحرافات الاجتماعية، والوعي لقضايا الظلم والعدل; ذلك لأنه يؤثر في رقّة القلب ويقظة الضمير ووعي الوجدان.
وقضية قسوة القلب ورقّته وخشوعه من أهم القضايا التي تؤثر في مسيرة الإنسان الذاتية; ولذا عالجها القرآن الكريم في مواطن كثيرة، وانتقد بشدة قسوة القلب، كما كان يمجّد رقة القلب وخشوعه.
ويل لذلك القلب الذي صار من أثر الذنوب والانشغال بهذه الدنيا قاسياً وللقلب الأسود علامات، وإحدى علاماته هي عدم الشعور باللذة حين الصلاة وقراءة القرآن.
فالدراسة الدائمة والمستمرة والإتصال بالعلماء والحكماء الصالحين، وبناء الذات وتهذيب النفس، واجتناب الذنوب وخاصة أكل الطعام الحرام، وذكر الله دائماً، كلها أسباب وعوامل لانشراح الصدر، وعلى العكس فإنّ الجهل والذنب والعناد والجدل والرياء، ومجالسة أصحاب السوء والفجار والمجرمين وعبيد الدنيا والشهوات، كلّها تؤدّي إلى ضيق الصدر وقساوة القلب. المصدر: تفسير الامثل.
وقد ورد حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيه: أوحى الله عزّوجلّ إلى موسى: يا موسى لا تفرح بكثرة المال، ولا تدع ذكري على كلّ حال، فإن كثرة المال تنسي الذنوب، وإن ترك ذكري يقسي القلوب.
وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، جاء فيه: ما جفت الدموع إلاّ لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.
كما ورد في حديث ثالث أنّ من جملة كلام الله سبحانه وتعالى مع موسى (عليه السلام)«يا موسى لا تطول في الدنيا أملك، فيقسو قلبك، والقاسي القلب مني بعيد.
وحديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) جاء فيه: لمتان: لمه من الشيطان ولمه من الملك، فلمّة الملك الرقة والفهم، ولمّة الشيطان السهو والقسوة.
على أية حال، فإن من يريد انشراح صدره وإزالة القساوة من قلبه، عليه أن يتوجه نحو الباريء عزّوجلّ كي يبعث الأنوار الإلهية في قلبه كما وعد بذلك الرّسول الأكرم (ص). وعليه أن يصقل مرآة قلبه من صدأ الذنوب، ويطهّر روحه من أوساخ هوى النفس والوساوس الشيطانية، استعداداً لإستقبال المعشوق، وأن يسكب الدموع خوفاً من الله وحباً له، فإنّ في ذلك تأثيراً عجيباً لا نظير له على رقّة ولين القلب ورحابة الروح، وفي المقابل فان جمود العين هو إحدى علامات القلب المتحجر. المصدر: تفسير الأمثل.
وقيل: أول ما يرتفع الحجاب عن العبد بينه وبين كلام سيده، فيسمع كلامه منه، لكن من وراء رداء الكبرياء، وهو رداء الحس والوهم، فيجد حلاوة الكلام ويتمتع بتلاوته، فيلزمه الخشوع والبكاء والرِقة عند تلاوته. قال الإمام الصادق عليه السلام: لقد تجلّى الحق تعالى في كلامه ولكن لا تشعرون. ثم يرتفع الحجاب بينه وبين الحق تعالى، فيسمع كلامه بلا واسطة ولا حجاب، فتغيب حلاوة الكلام في حلاوة شهود المتكلم، فينقلب البكاء سروراً، والقبض بسطاً. 
وعن هذا المعنى عبّر الصدِّيق عند رؤيته قوماً يبكون عند التلاوة، فقال: كذلك كنا ولكن قست القلوب، فعبّر عن حال التمكُّن والتصلُّب بالقسوة؛ لأن القلب قبل تمكُّن صاحبه يكون سريعَ التأثُّر للواردات، فإذا تمكّن واشتد لم يتأثر بشيء. وصراط العزيز الحميد هو طريق السلوك إلى حضرة ملك الملوك. المصدر: البحر المديد.
ولا يتفكّر واحد منهم إلا ما شاء اللّه في جنازة نفسه و في حاله إذا حملت عليها ولا سبب لهذه الغفلة إلا قساوة القلوب بكثرة المعاصي والذّنوب حتّى نسينا اللّه واليوم الآخر والأهوال الّتي بين أيدينا فصرنا نلهو ونغفل ونشتغل بما لا يعنينا فنسأل اللّه تعالى اليقظة من هذه الغفلة فإنّ أحسن أحوال الحاضرين على الجنائز بكاؤهم على الميّت ولو عقلوا لبكوا على أنفسهم لا على الميّت لأنّهم بالبكاء على أنفسهم أحرى من البكاء على الميّت. المصدر: المحجة البيضاء.
هكذا تتجه النفوس المؤمنة الى الله تعالى, وهكذا تنصهر في بوتقته المقدسة وهكذا تطيع أوامره ونواهيه عز وعلا وهكذا ضرب ابراهيم واسماعيل مثلاً رائعاً خالداً في التضحية من اجل تنفيذ إرادة الله تعالى وإطاعة أمره , ليعرف البشر كيف يجب ان يطاع امر الله عز وعلا أي شيء يجب ان يبدل وان يستهان به في سبل ذلك وقد أبقى الله عز وعلا لهما ذكرا خالدا في قرآنه الكريم, ليجعل منهما موعظة للبشر, عسى أن تلين القلوب القاسية, وتتعظ النفوس الجاهلية, وترجع النفوس النافرة الى حضيرة القدس الإلهي الى هدى الله عزوجل الى الحق, الى الإسلام. اشراقات فكرية، السيد محمد الصدر.
﴿وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ وقسوة القلب مقابل لينه، وهو كون الإنسان لا يتأثر عن مشاهدة ما يؤثر فيه عادة أو عن استماع كلام شأنه التأثير. المصدر: تفسير الميزان.
مما مضى نستنتج ان للقلب معينين في القرآن والروايات: أولاً: العقل الانساني. ثانياً: العواطف الإنسانية. وهما ظاهرتان روحيتان يعدان مركزاً للادراك والشعور. ولهذا عندما يقال: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا﴾ فان المراد كونهم يملكون القلب لكن ملكة الإدراك عندهم معطلة وإذا قيل ﴿قَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ فإنَّ المراد أنَّ عواطفهم ميتة.
وعليه فان القلب الذي في الآية ﴿فإنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ التي فِي الصُّدُورِ﴾ قد يعني ذلك العضو الصنوبري بقرينة في الصدور، لكن هل الواقع كذلك،
رغم أنَّ العقل ليس في صدر الإنسان، إلاّ أنَّ له ارتباطاً بالدماغ ولذلك نرى البعض قد تعطل دماغه لكنَّ قلبه لا زال يعمل. وعلى هذا فالصدر الذي في الآية ليس ذلك الجزء من البدن المكسو بالقفص بل المراد منه الروح. وعليه فالقلب هنا يعني العقل والإدراك، فمفهوم الآية هو العقول التي في الأرواح. المصدر: الأمثال القران.
لكن كيف يمكن للقلب أنْ يَكُون أشدَّ قسوةً من الحجارة؟ 
الأُولى: بعض الأحجار في الجبال تتفجر لينبع منها الماء والأنهار وبجريانه تُروى المزارع والنباتات والحيوانات. نعم، ان للحجارة بركة التفجر لينبع الماء، وهي بركة عظيمة إلاّ أنَّ قلوب بني اسرائيل لا ينبع منها الفضيلة ولا العلم ولا الحكمة كما انها ليست مراكز للعواطف والحب والحنان; إنَّ قُلُوبهم أشدّ قَسوة من الحجارة حقاً.
الثانية: إنَّ من الأحجار تتشقق لتضم في شقوقها مقداراً من الماء. ورغم أنَّ هذا الماء لا يروي المزارع والحيوانات، إلاّ أنه قد ينقذ حياة سائر عطشان. أمّا قلوب بني إسرائيل فهي لا تضم حتى ذلك المقدار القليل من المحبة والحنان.
الثالثة: بعض الأحجار تهبط وتسقط خشية من الله وخضوعاً امام قدرته واستطاعته العظمى كما تؤكد ذلك الآية ﴿لَوْ أنْزَلْنَا هذا القُرْآنَ عَلَى جَبَل لَرَأيْتَه خاَشِعاً مُتَصَدّعاً مِن خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُها للنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَفكَرُونَ﴾. المصدر: امثال القران.
وقد ذكر السيد محمد تقي المدرسي مجموعة من الاسباب لقساوة القلب نذكر منها:
أولاً: عمل الإنسان، فإذا أساء الإنسان اثر في قلبه قسوة ثم ران عليه فطبع على قلبه والغرور بالعمل الذي اقترفه الإنسان يقسي القلب.
ثانياً: نقض الميثاق من أسباب القسوة. 
ثالثاً: البعد عن ذكر الله تعالى وعن تدارس وحي الله ومذاكرة علم الدين ومعارف الهدى فعلينا أن لا نغفل عن ذكر الله. المصدر: كتاب التشريع الإسلامي، ج5، ص244.
ومن المعلوم أنَّ القلب كلّما كان أقسى، كان أحوج إلى مزيدٍ من الآيات، وكانت الآيات الحاصلة له كبرى بالنسبة إلى الآيات التي يحتاجها القلب الاعتيادي، فهي كبرى نسبيّاً، وقد أنزل الله تعالى من المعجزات ما يكفي لإيمان القلوب القاسية، ومن هنا وُصفها بأنَّها كبرى. المصدر: منة المنان، ج‏5، ص328.
وفي الختام نقل عن أحوال السيد ابن طاووس، أنّه كان لا يأكل من الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه عند إعداده، عملاً بقوله تعالى، ﴿وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾.
الويل لهذا العصر الذي استبدل ذكر اسم الله على الطعام حين إعداده بالموسيقى وآلات اللهو، وقرنوا نعمة الله بمعصيته، وأسوأ من ذلك الخبز المعد من القمح أو شعير كان زكاة ومن حق الفقراء، أو كانت الأرض التي زرع فيها غصباً، وإن كان الآكل المسكين لا يعلم بهذه الأمور إلّا أنّ أثرها الوضعي والحتمي موجود.
من هنا نعلم سبب قساوة القلوب في هذا العصر ولم تعد الموعظة تؤثّر، وتسلطت عليهم وساوس الشيطان حتى عزّ وندر وجود صاحب اليقين والقلب السليم، وصار مع هذه الحال خروج أحد من الدنيا بإيمانه محل تعجّب
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالاله الشبيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/17



كتابة تعليق لموضوع : نظرة القرآن عن القلب القاسي...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net