يمتد حبل غسيل أمي، مشدودا في ذاكرتي، الى مكان أحن إليه، وأنتمي.
تنشر عليه ملابسنا، ترتبها فوق ظهره مثل نوتة موسيقية؛ الملابس البيضاء، ثم الملونة، وفي النهاية قطعة سوداء بعضها فوق بعض لملابسها.
كنت أشاهدها وهي تفعل ذلك بكل يسر وسعادة، وكأن لغة كانت تتبادلها مع الحبل لا أفقهها، برغم أني كنت أفقه لغة المغزل، والكاروك، ولغة التنور.
أحببت الحبل ولعبت معه حتى شعرت أن علاقة تربطني به، وكأنه امتداد لحبلي السري الذي غذاني برحيق روحها، ونقل لي سرا كونيا اودعته السماء في أعماقها.
حين كبرت كان معي شيء منه كتعويذة ألف بها (يطقي) أيام دراستي وخدمتي العسكرية.
وبعدما تزوجت ورزقني الله أطفالا بدأت ألتمس شيئا من أبجديات لغته.
ذلك الحبل ظل وفيا لها حتى احتضن نعشها، ورافقها الى القبر، وهناك تمدد على الارض حزنا على فراقها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat