صفحة الكاتب : كاظم اللامي

مبادرة سلام ام اضغاث احلام
كاظم اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعد مبادرات الدول المتجاورة لحل النزاعات الحاصلة بين هذه الدولة او تلك ضمن الحدود الاقليمية مبادرات ذات طابع قاسمه المشترك المصلحة الذاتية او عملية تلميع لصورة الكيان الحكومي  نتيجة تواجد هذه الدولة بين فكي كماشة للدولتين المتنازعتين كما ان للعلاقة الحسنة التي تجمع الدولة المبادرة مع الدول المتنازعة ايضا له اثره في فك رموز النزاع وشفرته التي ربما تبدو للعيان انها ذات مغالق لا يمكن ان تتزحزح البتة وكذلك لشعور بالقوة نتيجة معطيات عسكرية واقتصادية وسياسية تجعل هذه الدولة المبادرة واثقة من نجاح مساعيها الحميدة اما لو كان الصراع بين حكومة دولة معينة ومعارضيها من الشعب وبعد ان وصل الحال الى الاعتقالات و القتل والهدم وهتك الاعراض كما في سورية , هنا تكمن صعوبة ما قد تحتاج لجهد دبلوماسي كبير ربما تنوء به هذه الحكومة المبادرة للحل .. ولو سلطنا نظرة فاحصة على واقع العراق وسياسته الخارجية اتجاه سوريا فانه واقع ينبأ بالتخوف القائم على خلفية لما سبق من تدخلات حكومة سوريا بشكل سافر في العراق كان نتيجتها اهراق الدم العراقي ومن هذا المنطلق الوجل لدى خارجية العراق برزت الى الساحة ثمة تطورات وكان اهمها الموقف العراقي من دول العالم المعارضه للاسد في اتخاذها منحى معاكس لتوجهات هذه الدول في اسقاط سوريا واسدها حيث كانت الحكومة العراقية من اشد المعارضين لكل ما يساهم في اسقاط الاسد وفي توقيع العقوبات المتكررة على حكومته  وهو ما اشرناه بالتخوف العراقي من ان تكون هذه اللعبة سعودية خليجية هدفها احداث فجوة عميقة وكبيرة بين الحكومتين السورية والعراقية مع خلق عدو حقيقي للعراق الا وهو سوريا ليبلع الطعم وبعد ذلك تتبرا هذه الدول من اللعبة بكاملها لتدع البلدين في ازمة مستمرة وكما فعلوا سابقا مع المتوفيين صدام والاسد طال امد عدائهم الى اخر لحظة من حياتهم لذلك نرى الحكومة العراقية متحذرة من التعاطي مع هذه الدول المطالبة باسقاط الاسد الصغير .. ولو تمعنا ايضا بمبادرة الحكومة العراقية في حلحلة النزاع الحكومي السوري مع معارضيه من الشعب سنجد الكثير من الامور التي يجب التوقف عندها واستلهام الدروس والعبر منها.
المبادرة اذا كانت مجردة من اي املائات خارجية على العراق او سوريا فانها حالة ايجابية تدلل على تعافي الحكومة العراقية وتنامي احساسها باهليتها لاخذ موقعها الطبيعي والمتعارف عليه وسط الاشقاء العرب كما تقودنا الى استشفاف حالة من التوافق الحكومي بين البلدين وخفوت حدة التناقضات والاختلافات وكذلك اشعار للعالم اجمع بان العراق تجاوز مشاكله الامنية واصبح لديه امكانات عسكرية ناضجة اي ان المبادرة نبعت من موقع القوة والاهلية التي نتجت بعد قرب خروج اخر جندي امريكي محتل وهو امر طبيعي لكل دولة كاملة الاستقلال تتمتع بعلاقات جيدة مع هذا الطرف او ذاك لابد لها ان تدلو بدلوها في هكذا مواقف رافعة عقيرتها بانها موجودة (انا هنا).
الجميع يعرف ان العراق على خلاف دائم مع سوريا منذ الاحتلال الامريكي للعراق وكثيرا ما صرح القادة العراقيون بمدى ايغال سوريا بدماء الشعب العراقي في التفجيرات والمؤامرات العديد التي اثقلت كاهل العراق واخرت الانتعاش المرجو كما ان التلفزيون العراقي عرض الكثير من الارهابيين الذين اعترفوا بعلاقتهم بالمخابرات السورية كما لا ننسى ايواء الحكومة السورية ولهذه الساعة لشخصيات بعثية على مختلف مشاربها لها ضلع في الانهيارات الامنية في العراق وكثير من القادة العراقيين يعتبرون سوريا وحكومتها ملاذا امنا للبعث الاجرامي ونتيجة لما نقول كيف ستكون مبادرة العراق وكيف سيكون التحاور مع القادة السوريين وعلى اي اساس وضمن اي توافقات بينهم كما ان البعد العقائدي والايديولوجي العملي والنظري وتوجهات وسياسات المعارضة السورية المتمثلة بالسلفيين والشيوعيين والعلمانين والاسلاميين بشكل عام لا نعلم كيف سيكون التحاور العراقي مع الاطراف المتنازعة وهم على طرفي نقيض وبالنتيجة يتبادر الى الاذهان سريعا ان المبادرة محكوم عليها بالفشل والموت في مهدها وهذا على اقل تبرير وفقا للمعطيات التي ذكرناها انفا .
لكن الاجندات المتوفرة على الساحة العربية والعالمية والتي يكون للعراق نصيب من خارطتها شئنا ام ابينا تدعونا للتفكر والتامل بالمبادرة من وجوه اخرى ربما تخطيء وربما تصيب فالاحتلال الامريكي السيء الصيت للعراق خلف اوارات ملتهبة في نفوس القاصي والداني ناهيك عن نعته بالفشل الذريع من تحقيق أي من الاهداف المعلنة في اشاعة الديمقراطية والقضاء على الدكتاتورية وترفيه الشعب العراقي ومع قرب الخروج الامريكي من العراقي استدعت السيناريوهات الامريكية قضية غاية في الاهمية بتفعيل قيمة واهمية العراق من خلال هذه المبادرة واعطاء صورة جميلة مزوقة بنجاح امريكا والعراق الجديد على حد سواء والاحتلال الامركي هو في حقيقته تحرير وفتح صفحة تقدم وتطور وانتعاش للعراق والعراقيين وما تبرع العراق وهو المثقل بالمشاكل والقلاقل لاخماد فتنة كبرى تريد ان تحيل سوريا الى عراق ما بعد الاجتياح الامريكي في سنينه الاولى الا دليل على فتح المجال للعراق ان ياخذ دوره كاملا وهو الحليف المتميز لامريكا , وربما اوامر تلقتها الحكومة العراقية من ايران الحليفة لسورية في الدخول في المصالحة السورية من اجل كسب الوقت وانعاش الحكومة السورية على حساب المعارضة فايران لها في العراق ما لامريكا من ادارة فعالة للقطع الشطرنجية العراقية .. ورغم هذا وذاك فنحن نرى ان المبادرة العراقية لابد ان تدعم بقوة ومؤازرة الحكومة العراقية بهذا الخصوص لان سوريا تعني العراق وهي اقرب بلد عربي للعراق وفق كثير وعديد من القواسم المشتركة وخراب سوريا خراب العراق ويجب ان لا ننسى .. فسوريا الاسد رغم تقاربها مع الحكومة العراقية بكونه الراعي لها في ايام المنفى ورغم بغض الاسد لحكومة صدام ورغم المكاسب التي جناها من سقوط صدام ان كانت على الصعيد المعنوي والانفراد بالبعث او على الصعيد المادي والاقتصادي الا انه واجه العراق الجديد بشراسة بالغة التاثير اخرت من تقدم العراق فما بالك بالحكومة القادمة والتي مرجح لها ان تكون سلفية اسلامية ذات عقائد متناقضة مع عقائد الحكومة وبالتالي تصادم ربما يؤدي الى حرب يمتد جحيمها الى تصفية اخر عراقي واخر سوري كما لا ننسى ان المظاهرات والمعارضة هي من صنيع خليجي طائفي مقيت يريد ان يقظ مضجع التحولات الربيعية العربية السلمية فذهاب صدام ومجيء الشيعة لسدة الحكم في العراق وضعت حكام الخليج في خانة الارق الدائم والخوف الكبير من امتداد شعلة الديمقراطية الى بلدانهم التي بدات تدب بها حركة تغيرية لا باس بها وما تدخلها في ليبيا واليمن الا من باب عدم تكرار ما حصل بالعراق في سبيل تنصيب من يشاؤون من عملاء لهم اولا وبتدريب عملاء للقوى العظمى ثانيا .. اذن نتمنى للمبادرة ان تكون حقيقية صادقة عفوية نابعة من شعور بالمسؤولية لا وفق املاءات خارجية او مجرد ان يستيقظ احد النائمين في منتصف الليل ويقول لدي مبادرة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/18



كتابة تعليق لموضوع : مبادرة سلام ام اضغاث احلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net