ثورة مستخدمي ألعاب الانترنت
علي التميمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي التميمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
طرح إبليس الرهان على ان آدم وذريته، غير مؤهلين لشغل منصب خلافة الله في الارض، طالبا منه سبحانه ان ينظره الى يوم يبعثون، وأن يمده بآلية الاغواء كالوسوسة وتزيين الاشياء وإظهارها على غير حقيقتها، كذلك طلب الولاية على آدم وذريته، ولكن الله سبحانه لم يعطه ذلك، بل جعل ولايته على الذين يتبعونه لانهم إختاروا الوقوف معه وانحازوا لصفه، فبدأ مشوار الرهان وأصطف الطرفان، فكان هابيل وقابيل في أول مناجزة بين الحق والباطل، وتوالت المناجزات تترى بين كتلة الحق المتمثلة بالانبياء والاولياء، وبين الحركات المناوئة لهم، ففي مقابل كل مشروع إصلاحي حركة مضادة، تسعى الى تحطيم نتائجه وإرجاع المجتمع الى مرحلة ماقبله، وسبب ذلك هو ان انتصار اي مشروع لا يعني فناء كل العناصر الفاسدة في الفترة السابقة، دفعة واحدة بل تبقى حثالات فيهم، تبدأ نشاطها من أجل الحفاظ على وجودها وكيانها .
من هنا نفهم تنقل المسؤولية من مصلح الى آخر، للمداومة على بقاء نتائج مشاريع الاصلاح وأستمراريتها، لذا كان في قبالة اليهود يقف عيسى عليه وعلى نبينا واله أفضل الصلوات، وقبالة عتاة قريش يقف نبينا الكريم، ولا نهاية للمناجزة بين المصلحين والطغيان، وعلى غرار انتصار المشروع الالهي الذي حمل رايته سيد الشهداء ومن بعده توالت الثورات ضد الظلم، لم يكن غريبا توارث قيادات همها وشغلها الشاغل الحفاظ على مشروع السماء، متمثلا بنشر الفكر الاسلامي الحقيقي بعيدا عن التطرف، وهذا ما أرتكز عليه علماء ومراجع الدين، وبما أن العراق وهو كما متعارف عليه الساحة الاكبر للنزاعات السياسية لما يحمله من تنوع كبير في المسميات والطوائف .
عودة الى ما سبق فأن من الواجب وجود مرجع ديني، يحمل على عاتقه حمل رسالة الاصلاح الحقيقي، وسط كم هائل من جماعات تعمل على نشر فكر جديد، قائم على أساس إستهداف الدين وعلمائه، مما حدى للمتصدي لهذا الفكر، أن يدخل عالم السياسة بالاضافة الى الدين، لوجود جهات سياسية تدعم وبقوة مثل هكذا فكر، مرجعيتنا الرشيدة أدام الله بقائها عانت كثيرا من كثرة الاختلاف في آراء من حولها حتى مؤيديها، فالبعض يرى بفصل الدين عن السياسة، وآخر يرى وجوب الخلط بينهما، وما كان من المرجعية إلا أن تكون حاضرة كل ما داهم خطرا العراق، بروح الاب الذي يحمي أولاده، وما كان منها إلا إطلاق الفتاوى التي حفظت هذا البلد من الانهيار .
واقع مرير يعيشه العراقي في ظل تطور هائل، أدى الى تغيير كبير بسلوك أغلب الشباب بدعوى مواكبة العصر، المؤسف هو حجم الانجراف وراء أمور أسسها الغرب، لأضعاف الشاب الملتزم دينيا وبكل الوسائل، شبكة الانترنت كانت هي الوسيلة الاهم لتنفيذ المخطط الغربي، فما حققته لعبة على شبكة الانترنت من شغل الشباب عن دينهم، وجبت معها تدخل المرجعية الدينية لتحريمها، تلك الفتوى لاقت الكثير من الانتقاد لكثرة مستخدمي هذه اللعبة، وهو ما جعل أصحاب المشاريع الهدامة يراجعون حساباتهم، بوضع خطط بديلة لنشر أفكارهم .
ما شهدناه في المظاهرات التي خرجت للمطالبة بحقوق مشروعة، أيدتها المرجعية لمعرفتها بواقع أصبح على حافة الهاوية، لكثرة الفساد في أغلب المؤسسات الحكومية، ونقص كبير في الخدمات الضرورية، لكن ما يؤسف له إن المتظاهرين لم يكونوا على دراية كبيرة بما يحاك في الخفاء، من مؤامرات للقضاء على خط التواصل بين المطالبين بالحقوق والمرجعية المساندة والداعمة لهم، ما حدث من هجوم على المباني الحكومية والاضرار بالمال العام، الذي جوبه بالرد من القوات الامنية، أحسنت إستغلاله تلك الفئة المنحرفة صاحبة الفكر الغربي، المدعومة من قبل بقايا البعث، حيث تم رفع شعارات مناوئة وفيها تطاول لمقام المرجعية الدينية، وأحد تلك الشعارات هو ما خطه أحد المتظاهرين، كتب عليها ما مفاده إن على المرجعية التدخل لمنع ضرب المتظاهرين، كما تم منع الشباب من ممارسة ألعاب الانترنت، مقارنة أثبتت للعالم أجمع إن التظاهرات هي نفسها لعبة الانترنت التي إستغلها العلمانيون لشغل الشباب عن دينهم، وبنفس الوقت هي إستهداف للدين ولعلماء الدين والملتزمين به، ورغم كل ذلك لم يتغير شيء فمقام المرجعية كما هو، لا يمكن الوصول له أو النيل منه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat