صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

سياسيونا وكأس العالم
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الإجحاف أن نقارن بطولة كأس العالم بالعملية السياسية في العراق، فلا يوجد وجه للمقارنة بين لعبة أسعدت الملايين، يعشقها الصغار والكبار، مع ما يجرى من فوضى وصراع وتفرقة بين مكونات الشعب العراقي.

من غير العدل أيضا نجوم العالم الذين أمتعوا سكان المعمورة، وأدخلوا الأفراح في قلوب محبي الكرة المستديرة، مع فرسان السياسة العراقية الذين جعلوا من العراق ملعبا للفساد والفشل، ولم يشاهد الجمهور العراقي منهم إلا التصارع في أرضية الملعب، فكانوا هواة في إدارة الدولة، فاشلين في تحقيق الأهداف التي تحقق رفاهية شعبهم.

شهدت بطولة كأس العالم الأخيرة أحداثا هامة ومميزة، أبرزها خروج الفرق الكبيرة من الباب العريض، وتألق لاعبين جدد بخلاف النجوم الذين لم يقدموا شيئا، يسعف فرقهم في الوصول لمراكز متقدمة، فذهبت جائزة الهداف وأفضل لاعب الى لاعبين غير متوقعين، ولعبت فرنسا وكرواتيا المباراة النهائية، عكس أغلب الترشيحات لمحللي ومتابعي كرة القدم.

تميزت البطولة الأخيرة بتقارب المستوى بين الفرق المشاركة، ولم تشفع الأسماء الكبيرة لأصحابها، لذلك شهدت المباريات تنافسا شديدا حتى اللحظات الأخيرة، نتج عنه أهدافا حاسمة غيرت نتائج المباريات ومجرى البطولة، فأكثر من 14 هدفا سجل في اللحظات الأخيرة، أضفت على البطولة متعة أخرى جعلت الجميع ينشد الى متابعة مبارياتها.

في العراق كان الوضع مشابها لبطولة كأس العالم ولكن بنسخة كاربونية سوداء، خال من المتعة بعيدا عن التشويق، فعلى ما يبدو أن السياسيين تأثروا بأجواء مباريات كأس العالم، ولحظاتها المثيرة في دقائقها الأخيرة، وتقمص السياسيون أدوار نجوم كرة القدم، محاولين تسجيل أهداف في مرمى خصومهم في الأوقات الحاسمة، رغم إن الأداء السيئ جعل المباراة تنتهي بوقتها الأصلي وأشواطها الإضافية بنتيجة سلبية.

وصنا الى ضربات الجزاء الترجيحية ولما تحسم النتيجة بعد، فالأحزاب ما زالت تتصارع فيما بينها على تشكيل الكتلة الأكبر، وقد مر على إجراء الانتخابات البرلمانية أكثر من شهرين، المفوضية السابقة للإنتخابات أعلنت النتائج في خمسة أيام، والمفوضية الجديدة تعطي نتائج المراكز التي عليها شكاوى بالقطارة منذ أكثر من شهر ولم تحسمها بعد.

برلمان غائب وآخر ينتظر، وحكومة لتسيير الأعمال اليومية منقوصة الصلاحيات، وتظاهرات تعم المدن العراقية تطالب بالخدمات، وما زلنا ننتظر اللحظة التي يسجل فيها الهدف الذهبي، ويرفع الفائز كأس تشكيل الحكومة، ويقدم فريقه الوزاري على منصة البرلمان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/31



كتابة تعليق لموضوع : سياسيونا وكأس العالم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net