صفحة الكاتب : محمد صادق الهاشمي

أضواء على أهمّ المضامين في خطبة المرجعية ليوم الجمعة الموفق ليوم  26 ذو الحجّة 1438 هـ المصادف  7-9-2017م  -
محمد صادق الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أوّلاً-  العلاقة بين المرجعية والأمة والحكومة .

قال الشيخ عبد المهدي :« تتابع المرجعية الدينية العليا بقلقٍ بالغٍ تطوّرات الأوضاع في مدينة البصرة العزيزة ، وهي تعبّر عن عميق ألمها وأسفها لما آلت إليه الأمور هناك ، ممّا حذّرت منه لأكثر من مرّة ، ولكنّها وللأسف لم تجد أذاناً صاغية لتحذيراتها ...».
 وهذا الكلام يؤشّر ما يلي :

1. إنّ الحكومة لم تمتثل لأمر المرجعية في معالجة الأمور في العراق عموماً وفي البصرة بنحو خاصّ .

2. إنّ المرجعية كان لها توجيهٌ وتوجيهٌ ، إلّا أنّ حكومة العبادي أو الحكومات المحلّية والتي سبقتها انشغلت بالمحاصصات ، ولم تُعر أيّ اهتمامٍ لخدمات المواطن.

3. وليس الأمر بجديد فإنّ الهوّة كبيرةٌ بين المرجعية والحكومة من خلال التأكيد المتكرر للمرجعية  في كلّ حدث بأنّ الحكومة مقصرّة, وأنّها لم تستمع الى نصح وتوجيه المرجعية ، كما أنّ المرجعية تذكّر الحكومة دوماً وفي كلّ مناسبة بأنّ ما وصلت إليه الأمور، وما ستصل إليه كلّه بسبب الإهمال الحكومي وعدم سمعها لنصح المرجعية .

ثانيا :  أداء الجيش والقوّات الأمنية.

قال : «نؤكّد على رفضنا واستنكارنا المطلق لما تعرّض له المتظاهرون السلميون من اعتداءات صارخة ، ولاسيما بإطلاق الرصاص عليهم ممّا أدّى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوفهم ، وجرح أعداد كبيرة أخرى، كما نُدين بشدّةٍ الاعتداء على القوّات الأمنية المكلّفة بحماية المباني والمنشآت الحكومية برميهم بالأحجار والزجاجات الحارقة ونحوها ممّا تسبب في جرح العشرات منهم، وندين أيضاً الأعتداء على الممتلكات العامّة والخاصّة بالحرق والكسر والنهب....».
وهنا الكلام بحاجة الى نقاش كبير

1. فماذا تفعل القوات الامنية لمن يتجاوز حدوده ويهاجم المعسكرات ويحرق ممتلكات؟

2. نعم يصحّ الكلام بمنع القوّات الامنية وإدانتها من أنْ تضرب المتظاهرين إذا كانت التظاهرات تلتزم الأصول السلمية ، لا أنْ تقوم بسفك الدماء ، وتهديم مدينة البصرة بكاملها ، وكان هذا من الأمور المهمّة التي ينبغي أنْ تشير إليه الخطبة, فربّما ينصرف الكلام بإطلاقه إلى أبرز مصاديقه ، من كون المنع منعاً لتظاهرات سلمية .

3. المرجع يعلم ويدرك أنّ الحرق والعنف ربّما صار ظاهرة عامّة من الابرياء والمندسّين، لذا يقول:  «ومن هنا نناشد الجميع بالكفّ عن هذه الممارسات وعدم استخدام العنف ، ولاسيّما العنف المفرط في التعامل مع الاحتجاجات وتجنب التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة».
 
ثالثا – الجانب السياسي.

قال في صدد تشخيص الأسباب التي أدّت إلى تردّي الخدمات ونزول الجمهور إلى الشارع هو : «عدم اكتراث المسئولين بحلّ المشاكل وانشغالهم...»، نعم إنّ هذا الأمر أصبح مرضاً مزمناً ومستمرّ ، وله نتائج كارثية .

1. ومن النقاط المهمّة التي أشارت إليها المرجعية - لأوّل مرّة - هو تشخيصه أنّ الذي يقوم بالعنف والحرق هو جهات خارجية أجنبية، تريد للعراق شرّاً ؛ لذا صرّح بـ : «... السماح للأجانب بالتدخّل في شؤون البلد ،وجعله ساحة للتجاذبات الأقليمية والدولية والصراع على المصالح والأجندات الخارجية....». وفي في مناسبة هذا الظروف نجد أنّ كلام المرجع واضحٌ في رفضه التدخّل الأمريكي من خلال مبعوثهم النزق (بريت ماكيغورك )، أنّ يتدخّل في ملفّ  تشكيل الحكومة ، وضرورة أنْ يكون هذا الأمر ملفّاً عراقياً بحتاً لكي لا تتعقد الأمورُ ، خصوصاً أنّ (الأجانب) كلمة طالما استخدمتها المرجعية وفق المدلول الشرعي الفكري الاسلامي لا القانوني» .


رابعاً :  مَنْ يتحمّل المسؤلية برأي المرجعية وما هو نصحها الآن ؟.

 1.المرجعية أشارت إلى الجهات التي تتحمّل المسؤولية بدرجة أساسية فقال : «إنّ ما يعانيه أهل البصرة وباقي المحافظات من بطالة وخدمات وفساد إنّما هو نتيجة الأداء السيئ لكبار المسؤلين  في الحكومات المتعاقبة. وهنا أشار إلى أنّ جميع المسولين الكبار فضلا عن الحكومة الراهنة هي من تتحمّل المسؤولية ، وأنّ التردي الحاصل هو تراكمي وليس بطارئ سببه فقد التخطيط والدقة والنزاهة والخبرة والصدق والجدّ وحسن الادارة   .

2. وقال : «لا يمكن أنْ يتغيّر هذا الواقع اذا شُكلت  الحكومة القادمة وفق نفس الأسس التي اُعتمدت في الحكومات السابقة ، ومن هنا يتعيّن الضغط  باتجاه أنْ تكون الحكومة الجديدة مشّكلة  بطريق أخرى مبنية على أسس الكفاءة والنزاهة». إنّ هذا النصّ يعبّر عن رفض المرجعيّة لكلّ القيادات والأسماء الكبيرة المطروحة لرئاسة الوزراء ، والأمر صريح لا يخضع للتأويل خصوصاً أنه قال : إنّ رأيي هذا تبين من خلال حضور ممثلاً لمرجعية إلى البصرة ، والتعرف ميدانياً على أبرز مشاكل المدينة بقوله: «لقد انكشف بمتابعة ممثل المرجعية في البصرة مدى التقصير من قبل المسؤولين »، وهذا مسمار قويّ إلى الذين مازالوا يعالجون الأمور في الأبراج العاجية من الخضراء.

3. وقال : «... حيث ظهر أنّه بالإمكان لبعض الجهد تخفيف الأزمة ، ولكن عدم كفاءة بعض المسؤولين أدّت إلى تفاقم المشكلة والوصول بالأمور إلى حدّ الأزمة ».

4. وقال : - ناصحا للمسؤولين بضرورة التواجد الميداني: «إنّ من الضروري أنْ يقوم أصحاب القرار في السلطة التنفيذية بالمتابعة الجادة للمشاريع الاستراتيجية ويتخذوا القرارات السريعة )) وقال ((بالنظر الى استغراق وقت لحلّ المشاكل ؛ فإنّ من الضروري أنْ يقوم كبار  المسؤولين  من وزراء وغيرهم في الحضور  في مواقع العمل والمتابعة الميدانية والاستماع للمواطنين .انتهى


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صادق الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/09



كتابة تعليق لموضوع : أضواء على أهمّ المضامين في خطبة المرجعية ليوم الجمعة الموفق ليوم  26 ذو الحجّة 1438 هـ المصادف  7-9-2017م  -
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net