تتذكرالاجيال العراقية التي ولدت في الستينات وما قبلها حكايات الأمهات والجدات التي تروي قصة (الطن طل والسعلوة ) تلك القصص الطوبائية التي ليس لها من الواقع شي ولا توجد ألا في رؤوس رواتها الذين اعتمدوا في مصادرهم على الخرافة ومخيلتهم التي لم تكن مرآة عاكسة للواقع فلم تتجاوز حدود الزمان والمكان، وأصبحت أسيرة اللامعقول!الذي جعلها روايات محلية لم ترتقي إلى أن تكون أدبية من أدبيات الشعوب ، ما يعني أن روايات أمهاتنا وجداتنا الموسومة ب (الطن طل والسعلوة ) هي ماركة عراقية بامتياز محدودة التداول !ولعل من دواعي مقدمتي هذه طبيعة الأوضاع السياسية في عراق ما بعد العام (2003 ) فعلى الرغم من تغير المعادلات السياسية وبروز الربيع العراقي الذي أنتج حكومات شرعية استمدت شرعيتها من أرادة أبناء الشعب العراقي عبر سلسلة ممارسات ديمقراطية وصفت بأنها ثورات بنفسجية لم يعهدها العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي ،أدت إلى قلب المعادلة الطائفية المبنية على حكم الأقلية واحتكمت إلى حكم الأكثرية التي تفرزها صناديق الاقتراع ،ومنذ ما قارب التسع سنوات والطائفة السنية لازالت غير فائقة من حلم أعادة الأمور إلى معادلة حكم الأقلية دون جدوى، وتحاول فرض نظرية الأطفال (لو العب لو أخرب الملعب)!وتحت حجة تلك النظرية ارتموا في أحضان المشاريع الإقليمية الطائفية فكانوا حاضنات للقاعدة والبعث وقلعة للذئاب التي استباحت الدم العراق بطريقة بشعة ! فكت عرى صبر الأكثرية التي اضطرت لردة الفعل فالشر لا يدفعه ألا الشر،وعلى الرغم من عظم التضحيات التي قدمها الشعب العراقي في سنوات الطائفية العجاف (2005 ـ 2006 ـ 2007 )وما تلاها بيد أن صوت العقل المتمثل بالمرجعيات الدينية والسياسية والعشائرية دعا إلى طوي تلك الصفحة السوداء وفتح صفحة جديدة يعيش فيها العراقيين بمختلف طوائفهم بسلام وأمان فخيرات العراق تكفي لان يعيش أبناء الشعب العراقي حياة حرة كريمة ونحن نطالب الطائفة السنية أن تغادر الطائفية وتعيش الديمقراطية التي تفرزها صناديق الانتخابات فليس هناك ديمقراطية على وجه المعمورة تحكمها اقلية !الا اذا عدنا الى رواية الطنطل والسعلوة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat