من الخاسر بعد إنتهاء زيارة الأربعين⁉️
حسين فؤاد الخزاعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين فؤاد الخزاعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من جديد ... حصلت مواجهة بين الحق والباطل لكنها اختلفت عن الحقب الغابرة والتي اشتهرت بالمواجهة الواقعية في سوح القتال بالسلاح والعدة ، فظهرت الينا هذه المرة مواجهة متماشية مع تطور الحياة وتعشيق ترسانتها الفكرية مع ادوات ووسائط التواصل الإجتماعي في نشر افكار من قبل جيوش ذبابهم الألكتروني ، التي تعمل لأشخاص وجهات مجهولة الشخصية معروفة الهدف تارة ، واخرى لأشخاص حاولوا تقديم انفسهم كمراجع مرة وكعلماء مرة اخرى ، مدعين {كذبا وزوراً} انهم رموز تمثل الدين والعقيدة وتدعي الحرص عليهما فصنفوا أنفسهم بعد ذلك في خانة النكرات التي اعطت لأنفسها حجما اكبر بملايين المرات من حجمها الحقيقي .
شرعت هذه الجهات بمحاولة توهين عقائد رفيعة والتي تعد من مصادر قوة المذهب بعد ان تلتحم تلك العقائد بالجانب الآخر والمتمثل بالحوزة العلمية والمرجعية الدينية الرشيدة .
توجهت مجموعة من السهام الى قضية زيارة الأربعين وطرحتها بأنها بدعة وظاهرة مستحدثة .
وانتقلت فئة اخرى من الرماة ووجهوا سهامهم نحو المشي في هذه الزيارة وانه بدعة فدعو الى الامتناع عنه تارة والى تقنينه تارة اخرى ، واعتمدوا اسلوب الكذب في توهيم الناس ورسم صور غير حقيقية لأمور تجري على طريق السير للحسين عليه السلام ‼️
خلال ذلك انشغل ذباب آخر وفي وقت مبكر ومتقدم ، بالهجوم على الحوزة العلمية بشكل عام والمرجعية العليا بشكل خاص ، مؤملين في تكامل خطتهم بعد التشكيك في زيارة الحسين عليه السلام وطريقة الوصول اليه من جهة ومن جهة اخرى صرف الناس عن المرجعية وتوهين دورها في حماية المجتمع ، مستنفرين من اجل ذلك كل طاقاتهم لتهميش دورها في رأب كل صدع لحق بالمجتمع ودورها في بناء الإنسان والمحافظة على القيم الاخلاقية والدينية .
انتعش هؤلاء بعد حملات المنشورات الممولة وانشغال شريحة معينة بتبني ماطرح على عقولهم البسيطة بغض النظر عن المستويات العلمية والثقافية والإجتماعية لأصحاب تلك العقول التي تلقت ثم تبنت ماطرحه ذلك الذباب عليهم وإستأنسوا برأيه ، وصاروا احد مروجيه من دون ان يجنون اي ثمن كما جنى قادته وادواتهم .
تعالوا لنكمل . . .
ماالذي حدث بعد هذا النصر الإفتراضي الذي حققته تلك الدعاوى وتلك الفتاوى ؟ والتي كانت تعطي شبها كبيرا بفتوى شريح القاضي {قاضي قضاة الكوفة} الذي افتى ليزيد عليه اللعنة بقتل الحسين عليه السلام .
لم يلبث هؤلاء بعد غفوة ونشوة كلمح بالبصر فزعوا بعدها على سيول مليونية تحيي زيارة الأربعين… فتهدمت على وقع اقدام ملايين الزوار في طريق المشاية ، تهدمت آمال ومشاريع أُنفقت عليها ملايين الدولارات ، والتحم الأنصار كما يسمونهم مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام مع سيدهم الحسين عليه السلام وقضيته والحوزة العلمية والمرجعية الرشيدة في نقطة طالما ارعبت الأعداء اسمها كربلاء العشق والقضية .
وبهذا اصبح الجواب واضحاْ لأولي الألباب والمتعضين من رسالة السماء للبشرية والإنسانية جمعاء .
فالحسين عليه السلام وقضيته باقين وخالدين ابد الدهر ، ولحقت بركبه الحوزة العلمية والمرجعية الرشيدة لتمسكها بالقضية فكانت مناراً وقدوة لكل الإنسانية وليس فقط للشيعة الإمامية .
ولايزال الطريق سالكا مشرعا لكل من اراد التمسك بهاتين الجذوتين المنقذتين في زمان الغيبة الكبرى وتواتر المحن وتكرار الفتن .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat