صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

ذوبان المليارات
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال الروائي والدبلوماسي الأمريكي, جيمس راسل لويل "ألحل الوسط يمثل مظلة جيدة وسقف منخفض؛ هو وسيلة مؤقتة, خيار حكيم في كثير من الأحيان, في السياسة الحزبية, وخيارٌ غير حكيم في الحِنكة السياسية".

هناك فَرق بين الدهاء والحِكمة والحِنكة, فالأول يعني الحيلة والمَكر, والأخيران يدلان على التجربة والخبرة, الممزوجة بالكفاءة الذاتية, ولا يحتاج صفة الدهاء, إلا العاجزون عن النجاح, عن طريق الفهم العقلي للأمور.

قبل خمسة أعوام مضت, ومن خلال مرور العراق, بفترة حرجة من هوس الإرهاب, والتجاذبات السياسية, أهمل الإقتصاد العراقي بمرافقه المهمة, لينتهز حاملي فيروس الدهاء, تلك الفرصة الشيطانية, فيضيعوا سبعة مليارات ونصف المليار, وكأنها ذابت كَحَبّاتِ سُكَّرٍ, في ماءٍ ساخن هكذا بكل سهولة.

إعتاد ساسة العراق, على كتمان كل أمر سيء, من فَشَلٍ أو فَسادٍ, إلى يختلف طرفان فتظهر الشوائب على السطح؛ وفي أغلب الأحيان يهرب المتهم, إلا أنِّ قضية السبعة مليارات دينار, كان السبب فيها, حسب قول بعض المسؤولين, ماءٌ أتلف تلك العملة, ومن الطبيعي أن الماء قد جَفْ, فهل سينتظرون سقوط المطر, بعد خمس سنوات, عسى ان يجدوا القطرات المجرمة.

برلمان أنهى فترته الدستورية, ليستلم آخرون مهامهم الرقابية, فهل سيكتشفون أين ذهبت تلك المليارات؟ هل هي محفوظة كتالفة, تَحَسباً لأي شبهة سياسية بالسرقة؟ أم أن الدهاء قد أعمى المسؤولين, لتضيع الحكمة والحنكة, وبعد كل ما يجري, هل سنرى من يحاسَب؟

 إختلطت ممارسات الساسة على الشعب, فأصبح لا يُفرق بين الحكمة والدهاء, ليصفه أحدهم بإحدى المجالس, انه جُزءٌ مُحدد من الذكاء, مخلوطٌ بنسبة كبيرة من الحيلة والقُدرة على الخداع, وهذا العمل المحبوك, لا يمت للحِنكة بصلة.

قال هاري ترومان, الرئيس الثالث والثلاثون لأمريكا" لا يمكنك أن تَغتني عن طريق السياسة, إلا إذا كُنتَ فاسِداً", فَهل سيبحث مَن يُمثل الشعب, عن الذين اغتنوا من مناصبهم؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/15



كتابة تعليق لموضوع : ذوبان المليارات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net