ضربُ الصواريخ في عيد الجيش لمصلحة من ؟!
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي جابر الفتلاوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الجيش هو جيش الشعب العراقي ، ومنتسبوه هم ابناء العراق ، و6 كانون الثاني هو عيد لجميع العراقيين ، ونؤكد هو عيد للعراقيين الذين يفتخرون بعراقيتهم وينتمون الى شعبهم ، ولا يرتبطون بأي مشروع خارجي ، هذه السنة 2012 سنة متميزة للاحتفال بعيد الجيش العراقي ، كون المناسبة تمر وقد تحرر العراق من الاحتلال بطريقة سلمية ابهرت الجميع ، اذ من الصعوبة جدا ان يخرج الامريكان بسلام وعن طريق التفاوض من دون ان يتركوا قاعدة عسكرية في البلد الذي دخلوه ، حتى ذُكر انهم دخلوا 80 بلدا ، لم يخرجوا منها الا وقد زرعوا قاعدة عسكرية في البلد الذي ينوون الخروج منه، واحيانا اكثر من قاعدة عسكرية ، لكن المفاوض العراقي البارع كان له الدور الكبير في تحقيق هذه النتائج الطيبة والايجابية التي جاءت لصالح الشعب العراقي،اذ خرج الامريكان من العراق وبطريقة جلبت الانتباه والتعجب وهذا تعزيز لموقف الحكومة العراقية بقيادة الاستاذ المالكي التي قادت دفة هذه المفاوضات رغم اعتراض الكثيرين على ذلك، وتشكيكهم في تحقيق نتائج لصالح الشعب العراقي اذ اصرّ البعض ان الامريكان لايخرجون الا بالقوة والعنف،لكن مسيرة التعامل معهم بالتفاوض وعقد اتفاقية سحب القوات،وبعدها اتفاقية الاطار الستراتيجي، اثبت بطلان مقولة العنف هو الطريق الصحيح للتعامل معهم ، اضافة الى ان طريق العنف فيه سلبيات كثيرة ، منها ان نتائجه تقع على الشعب العراقي ، كما ان العنف يخدم الامريكان لاجل خلق مبررات البقاء ، علاوة ان سلوك طريق العنف من قبل بعض التشكيلات العراقية المعارضة للوجود الامريكي ، يعطي مبررا اخر للارهابيين بالاعتداء على الشعب العراقي وتحطيم مؤسساته ، علما ان هذه الوجودات الارهابية الدمويه اتي تعمل على ارض العراق هي مسيسة من جهة ، ومنفذة لاجندات خارجية من جهة اخرى سواء خرج الامريكان ام لم يخرجوا لكن عدم خروجهم يعطي المبرر لهم لممارسة الارهاب ضد الشعب العراقي ،اذ ان قسما من هذه التشكيلات الارهابية والتي تحمل عناوين سياسية ، تعمل تحت المظلة الامريكية وفي حمايتها ، وكان للامريكان دور كبير في زجهم بالعملية السياسية ، فاخذوا يمارسون دورهم المزدوج في الارهاب وتخريب العملية السياسية ، رغم كل هذه المعوقات طبقت ونفذت الاتفاقية بنجاح،وتم الاحتفال بيوم التحرير وانسحاب اخر جندي امريكي ، بفضل وقدرة وحنكة المفاوض العراقي،انسحب الامريكان واذعنوا ، رغم محاولات البعض في التشكيك بنجاح الاتفاقية ، ومحاولات بعض الشركاء السياسيين عرقلة الانسحاب الامريكي بخلق مختلف المبررات ، خاصة الشركاء المرتبطين بالاجندة الخارجية والشركاء المرتبطين بفكر البعث الدموي، لان من مصلحة هؤلاء ان يبقى الامريكان لانهم هم الذين زرعوهم في العملية السياسية ،وهم بمثابة المظلة الواقية لوجودهم في العملية السياسية ، ورغم كل التشكيك وزرع العراقيل وخلق المبررات لتعويق الانسحاب، انسحب الامريكان بفضل الارادة القوية للشعب العراقي والقادة السياسيين الاوفياء لشعبهم،ونفذت بنود الاتفاقية بالكامل،وانتقل العراق الى الاتفاقية الثانية وهي اتفاقية الاطار الستراتيجي ، التي تنظم العلاقة بين دولتين ذات سيادة العراق وامريكا وبذلك انتقل العراق الى مرحلة التحرير الكامل، واحتفل الشعب بهذه المناسبة الكبيرة التي هي عيد لكل العراقيين الاوفياء لبلدهم ، وبعد مرور 6 ايام على نهاية الاحتلال وبداية التحرير ، جاءت ذكرى 6 كانون الثاني عيد الجيش العراقي الباسل ، اذ اقيم احتفال كبير بهذه المناسبة وخرجت القطعات العسكرية الباسلة في استعراض كبير سرّ قلوب ابناء الشعب العراقي ، وقلوب اصدقاء الشعب العراقي ومحبوه ، واغاض قلوب اعداء العراق واحزنهم .
والسؤال المطروح الصواريخ التي ضربت في عيد الجيش ، لمصلحة من ضربت ؟ ومن المستفيد منها ؟ وما الاهداف التي تريد تحقيقها ؟
المراقب السياسي لا يصعب عليه الاجابة عن هذه الاسئلة ، اذ بات واضحا من هو المتضرر من الواقع السياسي الجديد في العراق ، كذلك الشعب العراقي اصبح واعيا وعارفا باعدائه في خارج العراق وداخله، ان ضَربَ الجيش العراقي وهو يستعرض ابتهاجا بالتأسيس واحتفالا بيوم التحرير ، لا يمكن ان يكون لمصلحة الشعب العراقي ان الجهات التي قامت بهذه العملية الاجرامية، والتي تزامنت مع التفجيرات الارهابية لزوار الامام الحسين (ع) والمواطنين الابرياء من المدنيين في الناصرية ومدينة الصدر والكاظميين وبقية المناطق ، انما تصنف وتحسب على الجهات التي تسعى لافشال العملية السياسية في العراق وتغيير معادلتها لصالح اعداء العراق المتلبسين بوجوه جديدة ، هذه الوجوه السوداء لا تخرج عن دائرة فلول البعث الدموي والجهات المتعاونة معهم من الطائفيين المتحجرين المرتبطين بالمخطط الاقليمي الطائفي، الذي يسعى لاسقاط العملية السياسية الجديدة في العراق ، متعاونين مع جنودهم من بهائم القاعدة لتنفيذ عملياتهم الاجرامية هذه ضد الشعب العراقي، هذه الفئات الثلاثة الخائبة هي المستفيدة من ضرب الجيش العراقي ،وهؤلاء هم اعداء شعب العراق ، وهم من ضرب الجيش العراقي، وهم الذين يسعون لاشعال فتيل الطائفية ، وهم الذين يريدون اسقاط العملية السياسية الجديدة في العراق ، وبدعم اقليمي طائفي حاقد ، اما وجود بهائم القاعدة اليوم في العراق ، ففي رأيي انهم يعملون تحت امرة فلول البعث والعناصر الطائفية المتواجدة في الساحة العراقية ، حيث يوفرون لهم الحواضن والدعم اللوجستي ، وتحديد الاهداف فهؤلاء هم اعداء الشعب العراقي ، وسيبقون يتحركون في الساحة العراقية رغم الانسحاب الامريكي من العراق وزوال مبررات العنف الذي كانوا يتحججون به ، لان عداوتهم ليس مع الاحتلال ، بل مع الشعب العراقي ، على العكس وجود قوات الاحتلال كان في خدمتهم ، هؤلاء الاعداء الثلاثة المتعاونون مع بعضهم من فلول البعث ، والطائفيين المتلبسين بستار السياسة والدين وبهائم القاعدة ، المدعومون من دول الاقليم الطائفية هي التي تسعى لتغيير المعادلة السياسية الجديدة في العراق ، فضرب الصواريخ على الجيش العراقي وهو يحتفل بعيده 91 جاء لخدمة هذه الجهات المعادية للعراق ولشعبه والمعادية للعملية السياسية الجديدة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat