صفحة الكاتب : عقيل العبود

فكرة الخشوع وفلسفة التامل
عقيل العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان تكون خاشعا في الصلاة، أي كينونتك وأنت تصلي، معناها ان تجد نفسك مستكينا، متوجها بقلبك، وعقلك، وأحاسيسك نحو نقطة استضاءت أركانها بهيبة الخالق، الهدف الذي يشدك لأن تسعى للبحث في مفردات ألوهيته وربوبيته، تلك اللغة التي منحتك صفات وجودك الإنساني في هذا العالم.

هي المسافة الحاضرة بينك وبين ما لم يتحقق وصولك اليه-

الملجأ الذي عبر فضاءاته المتناسلة، تجد نفسك مكبلاً لا تقوى ان تواصل الطريق صوب تلك النقطة القلقة.

لحظتئذ وأنت ممتلئ بهذا المدى من الإنشطار، تتوهج في اوصالك طاقة تزجك نحوها، تحلق بك بعيدا، نحو أقصى نقطة من الضوء، لتصبح مثل طائر متألق.

هنالك وانت تستأنف درجات التواصل بحثا عن إرتقائك المتعال، عليك ان تحرر نفسك من اعلى نقطة من المنحدر، متجها صوب اقرب نقطة اليه، ذلك التسامي الذي به يصبح لروحك حساً، وقلباً، وعقلاً، بهم تشعر انك تخلع تلك القشرة التي تحول بينك وبينه.

هو ثوبك هذا الذي يحد نزعة انتمائك المكاني، نفسه يفرض عليك ان يمتلك فرصة للتحرر من محيط جسدك الذي تنتابه لغة البحث عن البقاء- هذا العناء الذي بسببه نشعر بالتضاؤل.

اللامتناه بناء، هو هذا التداخل الذي يتماوج من تقاطعات جسدك المثقل بأعماق أنفاسك المتعبة، يحثك للسفر اليه، لعلك تشعر بالسكينة.

الإصغاء هنا، يحتاج الى دقة عملية في فيزياء الضوء، فهو المتحقق من ذلك الخشوع.

هي نفسها تلك الموجات التي تضطرب، مثل هذا الصراخ الذي نستمع اليه كل يوم، يتجول بناء وفقا لمساحات عالم هش، يلهث مع خفقان قلوبنا المرتجفة ترقبا لحالة نفور جديدة.

هنا تلازما، المواظبة تكرار دائم في مواصلة الصمت، لعله الضجيج يتنحى عن موقع كبريائه الأصم ذلك إجلالا لسماء هيبتها المترامية، تلك الدالة البعيدة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/19



كتابة تعليق لموضوع : فكرة الخشوع وفلسفة التامل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net