بعض مما نراه ونعيشه يوميا يدل على ترف حقيقي ، قد تحسدنا عليه اكثر الدول هدوءا واستقرارا ؛ بل قد يقول من يراه ان هذا الشعب يعيش حياة هادئة ، ولا ينقصه أي شيء سوى الأيدي العاملة لأنه يعاني شحة كبيرة في اغلب دوائره واسواقه ، شحة موظفين او عمال.
نعم ، أنا اتكلم عن واقع حال اراه انا وتراه يوميا عزيزي القاريء؛ فمن منا دخل الى مستشفى ولم يجد عمالا بنغاليين، ومن منا ذهب للتبضع من أي محل بسيط _ صارت تسميته " اسواق" مؤخرا _ ولم يجد عاملا اواثنين وربما اكثر في هذا المحل الذي هو في حي شعبي ، تعاني شوارعه من الحفر والمطبات ، واذا رفع المواطن رأسه قليلا الى الاعلى يجد عنكبوتا كهربائيا بنى له بيوتا متشعبة بأمر من السيد صاحب المولدة ( دام عزه وغناه في ظل غياب الكهرباء الوطنية).
إذن ، نحن في بلد يستورد عمالاً لأن جميع ابنائه لايسدون حاجة الدوائر الحكومية والاهلية ؛ ونحن في بلد يحتفل بعيد العمال العالمي كل عام لكنه يستورد عمالاً ، فأي ترف نعيشه ! وأية رفاهية .
بلد لم تعد خدمات دوائر الدولة تكفيه ، فعلى مستوى النقل ، وبعد ان تخلص المواطن البسيط من عبء اختناقات الطرق ايام نقاط التفتيش المعرقلة للحياة ، يبدو ان الـ"كراجات" التابعة لوزارة النقل ، لم تعد تتسع للباصات ، فصار في كل تقاطع كراج محمي من جماعة يسمونهم ( الهيأة) وبجوارهم مفرزة للشرطة الاتحادية ورجل مرور ، يقوم كل هؤلاء بتنظيم وقوف الباصات في كراجات ( التقاطعات ) المستحدثة ! ، ولعل اغرب مايقوم به جماعة ( الهيأة) هو نصب نقطة تفتيش امام كراج العلاوي ليأخذوا الجباية وغيرها!! ، وهو الأمر الذي يتسبب باختناق الطرق لكن هذه المرة لدواعي (الهيأة) وليس لدواعي أمنية.
مؤلم جداً ما نمر به من ترف ، فبعد أن عجزت وزارة النقل عن تسهيل عملية نقل المواطنين ، ظهر "تكسي كريم " ليحرج تكسي بغداد ! .
مؤلم جدا ترفنا المتناقض ، فلقد شاهدت بأم عيني استعراضا ترفيا غير مسبوق ، في حي شعبي لا يوجد فيه شارع صالح للمشي ، شاهدت مظهرا جديدا هو ان تصطحب السيدة الذاهبة الى السوق الشعبي معها خادمة اجنبية ، وكلتاهما تقطع طريق الذهاب والعودة مشيا على الأقدام .
نسيت أن اخبركم او اطلب منكم ألا تصدقوا مايشاع عن انتشار الباعة المتجولين في التقاطعات ، وانتشار المتسولين والمتسولات ، لأنها شائعات مغرضة غايتها الاساءة لبلد تجد حتى في صالة عمليات اكبر المستشفيات عمالا أجانب ، وهذا يتناقض مع ما يشاع حول انتشار البطالة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat