رأي في المبادرات الشيعية
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التصريح بالرأي مهما بلغت مصداقيته ومهما كان ملامساً للحقيقة ...لابد أن يُغيضَ قوماً ويترك عتباً في نفوسِ آخرين ! ولكن ماذا نفعل؟ هو ذا شكل المزاج العراقي السياسي والشعبي السائد اليوم في الشارع العراقي ، كثير من الكلمات نحبسها في صدورنا قسراً إحتراما لمزاج بعض الأصدقاء الذين لايتقبلون المساس برموزهم أوحركاتهم أواحزابهم حقا كان أو باطلاً وحتى لو كان على حساب دماءنا ! وهم في وضع للأسف لايُحسدون عليه ! لأنهم وضعوا انفسهم تحت ضغط القواعد الإنتمائية لهذا الحزب أو ذاك فمنع عليهم التفكير وأغلق عنهم أبواب المناقشة العقلانية بل حتى حرّم عليهم الإستماع الى الرأي الآخر ! حاولنا ونحاول بكل جدٍ أن نجدَ لنا قاسماً مشتركاً نجتمع حوله ويجمعنا عابراً لكل الإنتماءات الحزبية والمعتقدات الدينية ... عابرا وليس متجاهلا ... فلكل إمرءٍ حقه في حرية الإنتماء والمعتقد وأختيار رمزه الذي يقدسه مع إمنياتنا له ان لا يتلبسه الخنوع بأسم الولاء والطاعة العمياء لمن ينتمي ... وأن لايستهين بحرمةِ دماءنا أولا وبالوطن ثانياً، اليوم في محافظات العراق الوسط والجنوب الشيعية بدأت جثث شبابهم تتقاطر ملفوفة بعلم الوطن قادمة من قاطع الأنبار في قتال مايسمّى بداعش والقاعدة ! وهي كذبة كذّبها بعض المنتفعين من أهل الأنبار وصدّقها السياسيون الشيعة ، هذا البعض مرّة يضعون اللثام على وجوههم فيتحولون الى داعش والقاعدة ... ومرّة أخرى تقتضي الضرورة أن يخلعوا اللثام ويرتدون العباءة والعقال فيتحولون الى شيوخ ووجهاء ويستلمون الأموال من الحكومة ! وهكذا هي اللعبة الدنيئة على حساب الدم الشيعي المهدور وعلى حساب كرامة الشرفاء من أهل الأنبار ! سلسلة من الأعتداءات مُورست ضد الشيعة قتل وخطف الآلاف منهم على الطريق الدولي بين بغداد وعمان ودمشق ... قتل الجنود الشيعة في الفلوجة والتمثيل بجثثهم ... قتل السائقين الشيعة في الفلوجة على يد المجرم عبد الله الجنابي في المسجد عندما كانوا يحملون المساعدات الى أهل الفلوجة! إستهتار بالأرواح وإعلان العدوانية الطائفية بشكل علني ومفضوح ! كنّا نتمنى أن هذه الممارسات العدوانية تنتهي بعد إنسحاب القوات الأمريكية من العراق وهي الحجة الكبرى التي كانوا يواجهوننا بها ! ولكن حدث العكس صاروا أشدُّ عدوانية من قبل وأكثر تصعيدا في الخطاب الطائفي المقيت ، بسبب سوء الإدارة السيئة لسياسييهم والضخ الطائفي الخارجي والداخلي الذي يدفع بأتجاه الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ! ولا أُريد أن أطيل في سرد الحوادث حتى لا أتهم بممارسة نفس الدور وأصعد من الخطاب الطائفي... يقابل هذا التطرّف مبادرات توسلية ووثائق شرف وغيرها الكثير من قبل قادة شيعة للأسف زادت في تمادي الطرف الآخر ووُضعت تحت الأقدام بل تعرّض أصحابها للإهانة والضرب كما حدث مع شيوخ قبائل الشيعة في ساحة إعتصامات الرمادي قذفوهم بالقناني الفارغة والقنادر..! آخرالمبادرات وليس أخيرها مبادرة السيد عمار الحكيم (أنبارنا الصامدة) وأقتراح تخصيص أربعة مليارات دولار للبنية التحتية التي نتمنى لها النجاح بكل صدقٍ ... ولكن هل تلقِ القبول والأحترام من الآخر...؟ وهل يستطيع صاحب المبادرة أن ينزل في الشارع الأنباري الصامد ويتمشى ؟ لنرى هل يبقى على قيد الحياة أم لا ؟ أما دليل الفوضى في هذه المبادرات البائسة فهي تأتي بسبب غياب الثوابت القانونية للدولة وعدم تفعيل دستورها...! وبالنتيجة تصبح أداة ضعف الى موقف الدولة وتشتيت لجهود الأجهزة الأمنية والعسكرية المختصة. نتمنى أن يتوقف مسلسل المبادرات وتتوحد الجهود تحت عنوان الدولة ضد كل الخارجين عن القانون ومن أي طائفة أو قومية كانوا ...لكي تُحترم قوانين الدولة بعيدا عن شخصنة المواقف
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat