رسالة إلى بنيتي القسم ٦
رعد الغريباوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رعد الغريباوي

يا بنية :
لقد حدثتك عن واجبك في التعلم والأستعداد للحياة والعمل وحذرتك من الحذلقة فهل أدركت ما أرمي الي !؟ لقد أردت أن أقول لك أنه إذا كان الرجل المتحذلق مكروها مرة فالمرأة المتحذلقة مكروهة عشر مرات ، والمرأة لحداثة عهدها بالتعلم وبسبب من قلة المتعلمات نسبياً أسرع مقدرتا في الحذلقة وأشد استعدادا للأصابة بها فحذار من الحذلقة واعلمي أن زينة العلم البساطة وحلية المعرفة التواضع ، وأن الرجل لا ينفره من المرأة شيء كحذلقتها .
انسيت - كتاب موليير - عن النسوة المتحذلقات ؟ ومناقشتنا حوله ؟ اذكري موليير كلما عصفت بك إلى الكلام المدل شهوة وإلى التفاخر بالمعرفة رغبة ، واعلمي أن ما من شيء يجرح الرجل ، زوجا وصديقا ورفيقا وحتى أبنا ، مثل إظهارك إياه بمظهر الجاهل تتضاءل معرفته إزاء معارفتك فتتصاغر رجولته إزاء أنوثتك .
وأما عن زواجك فلا أقل من أن أقول لك أن الزواج أمر من الخطورة والأهمية بحيث يستحق أن تستعدي له وتتأهبي ، وأن تعرفي عنه وتتبصري ، وإلا افليس غريباً أن يتحضر الأنسان لكل شؤون حياته ما عدا زواجه ؟ أليس عجيباً أن يتهيأ لوليمة يقيمها وسفرة يقوم بها ولا يتهيأ لزواجه !؟ .
إن الناس في البلاد المتقدمة يحضرون لزواجهم في البيت والمدرسة والمعبد والنادي وعن طريق الجريدة والمذياع والمحاضرات وغير ذلك من الأسباب .
ثم أن الزواج حادث هام لا تكفي فيه خبرة الأم أو حديث الخالة والجدة ، بل لا بد له من سماع كلمة العلم في ميادينه المختلفة : ميادين الجسد وميادين النفس وميادين الاجتماع .
الزواج علم وفن . والحياة الزوجية يجب أن تقوم على أساس من الوعي والأدراك والمعرفة . وهي بغير ذلك منتهية إلى ما لا يحب انسان لنفسه من انفصام أو تعاسة .
ولا تقولي ما يقوله الجهلاء من أن ملايين الناس قد تزوجوا من قبلي وعاشوا سعداء دون علم أو معرفة أو تحضير . لقد عاش ملايين الناس من قبل دون طب راق أو كهرباء ساطعة أو اختراعات حديثة ، افيبرر هذا الإستغناء عن كل هذه النعم ؟! إن عصرنا الذي نعيش فيه عصر العلوم الإنسانية وتطبيقاتها التي دللت على فوائدها الجمة فلم لا تنعمين بما يسر لك حظك منها .
إذن فقد أتفقنا على ضرورة استعدادك لحياتك الزوجية المقبلة فاسمعي بعض الحقائق عن هذه الحياة :
نتابع معكم بقية الرسالة في الحلقة القادمة ، فتابعونا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat