صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

العراق ليس بحاجة الى مؤتمر وطني بل الى قلوب وطنية
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدر امر القاء القبض على طارق الهاشمي، لتورطه بالارهاب حسب اعتراف افراد حمايته ، بدأ رد الفعل من القائمة العراقية ، انسحبت من مجلس النواب والحكومة  بدأ افراد من العراقية بتصريحات غير منضبطة ونارية وغير لائقة احيانا على الحكومة والقضاء،مثل تصريحات صالح المطلك ، وحيدر الملة وغيرهم ،والنتيجة كانت قرار من الحكومة بابعاد المطلك وطلب استبداله باخر من العراقية ، وصدور مذكرة قبض بحق حيدر الملة، بعد خروج العراقية من البرلمان والحكومة  بدأ الحديث عن مؤتمر وطني ، عادت العراقية الى البرلمان والحكومة من دون ان يلبى  لها  أي  شرط  من شروطها ، عادت بخفي حنين على قول احد السياسيين ، لكن المراقبين  يقولون  انها عادت بناء على تعليمات تلقتها من دوائر خارجية ، على أي حال انها  عادت ،  وفي العود احمد كما يقول القائل، ورحبت الحكومة والبرلمان بعودتهم ، والشارع العراقي يتساءل لماذا خرجت؟ولماذا عادت؟ لكن الحديث عن المؤتمر الوطني لا زال مستمرا  وفي تقديري انه لن يعقد ، وان عُقد فسيفشل ، كما انه  لن  يحقق أي نتائج ايجابية الى الشعب ، ولن يحل أي مشكلة بل على العكس ربما تزداد المشاكل ، هذا في رأيي وقد اكون مخطئا ، واتمنى ان اكون مخطئا ، لكن هذا الرأي بنيتُه على معطيات منها  ان الشعب يعرف ان القائمة العراقية تتصرف وكأنها ممثلة لحزب البعث  المندثروبعض قادتها ولا اقول جميع من يوجد تحت لافتتها ،يصرحون بذلك علنا ، كذلك تصرفاتهم توحي بذلك ، فصالح المطلك مثلا صرح بذلك في عدة مناسبات  وكذلك  اياد علاوي وحيدر الملة و طارق الهاشمي وظافر العاني وغيرهم ، فتصرفاتهم توحي على  ذلك  هذه الشخصيات ذات التوجهات البعثية هي من يمثل القائمة وهي من يوجهها  وينطق باسمها ، والشعب العراقي معروف موقفه من حزب البعث ، وكذلك الدستور العراقي الذي يمنع الفكر البعثي الشوفيني من ممارسة أي نشاط ، وان كان تحت  مسمى  اخر   فكيف يمكن عقد مؤتمر وطني مع فلول البعث المتخفي تحت مسمى العراقية والشعب يعرف ان البعث بعيد عن أي وطنية ، هذا المعطى الاول ، اما المعطى الاخر فهو ان بعض قادة العراقية خاصة من بيدهم القرار، يُسيّرون من  خارج الحدود وفق اجندات معدة سلفا ومعادية للعملية السياسية ، فعندما ظهرت قضية الهاشمي الى العلن ،  كان رد الفعل من القائمة العراقية ان خرجوا من البرلمان والحكومة ، وبدأت تصريحاتهم النارية تجاه الحكومة ورئيسها المالكي وتجاه القضاء العراقي،فالكل يعرف ان خروج العراقية من مجلس النواب والحكومة جاء كرد  فعل على قضية الهاشمي ، ايدهم  في ذلك من يدعمهم من قوى خارجية ، وارادوا  من  وراء  هذه  الخطوة  تسويق  قضية الهاشمي القانونية كقضية طائفية ، ولما فشلوا في ذلك رجعوا الى البرلمان والحكومة من دون شروط ، لكن هذه المرة  اخذوا  يتهيأون  ويتشرطون على  المؤتمر الوطني المزمع عقده خلال الايام القادمة ، وهكذا هي قيادة القائمة العراقية شروط  ، وتعجيز المهم خلق المشاكل وطرح امور غير قابلة للتطبيق ، اما لتقاطعها مع الدستور اوانها غير واقعية،والنتيجة تعويق العملية السياسية وتعثرها ، لان العملية السياسية الجديدة يجب ان تسير بمسارترضى عنه السعودية وقطر وباقي المنظومة الخليجيةالامريكية  في رأينا ومن خلال المعطيات التي امامنا، نرى ان المؤتمر الوطني ان عقد لن يحقق    الاهداف المرجوة منه ، لان الاجندة الخارجية والمصالح  الاقليمية ،  والرؤى البعثية  ستنتقل الى المؤتمر وتفشله ، وسيتحول  المؤتمر الى  ساحة  للخطابات  والقاء  التهم  والشروط التعجيزية ،والدليل ان المؤتمرالحقيقي والواقعي هو منعقد بالفعل من خلال مشاركة الجميع في الحكومة ،وقد فشل المشاركون في هذا المؤتمر الحقيقي والواقعي في توحيد صفوفهم وتصفية نواياهم من اجل خدمة الشعب ، فكيف يمكن ان  يتوحدوا ويتصافوا في جلسة او جلسات تدوم مجرد ساعات ولا عمل فيها  ، سوى تبادل القبل  والابتسمات الكاذبة والمجاملات المخادعة ، اما  القلوب  فلا تغيير  وكل قلب في واد  في رأيي واتمنى ان اكون مخطئا ، ان  الامور  لن  تُصلح  بمؤتمر وطني  ان لم تكن النوايا صادقة ، وان لم نتخلص من ارتباطات خارج الحدود ، وان لم يتصيد  الطرف الاخر في المياه العكرة من اجل مصالحه الذاتية ، مرة يكون مع هذا الطرف واخرى مع ذاك،ان مصداق ان تكون وطنيا ايها السياسي في البرلمان او الحكومة ،هو عملك بصورة واقعية في هاتين المؤسستين ، وهذا العمل الذي يبرز الى  ارض  الواقع  هو دليل  الوطنية وليس اشتراكك في مؤتمر وطني  هو  دليل على  وطنيتك ،  اخلاصك للعمل في البرلمان والحكومة هو دليل على ان قلبك للوطن وليس  لاجندات  خارجية او ذاتية ، فلن ينجح مؤتمر يضم قلوبا غير وطنية ، فالعراق بحاجة الى قلوب وطنية وليس الى مؤتمر يجمع اجسادا تحمل قلوبا  غير وطنية ، ومرتبطة  بدوائر  خارجية وبمصالح شخصية انانية ، اني ارى ان الذين يريدون  الاجتماع في  المؤتمر الوطني  قد فشلوا في اجتماعهم العملي على ارض الواقع ،في الحكومة والبرلمان فكيف يمكن ان ينجحوا في اجتماع يدوم يوما او اياما معدودة والقلوب والنوايا  هي ذاتها لم تتغير المؤتمر سيكون فقط منبرا لالقاء الكلمات والخطب وتبادل الاتهامات وطرح الشروط وهذا مما يُغضب الشعب اكثر ، الشعب بحاجة الى العمل من خلال  المؤتمر الحقيقي والواقعي في البرلمان والحكومة ، لاننا لسنا بحاجة لمؤتمر يجمع  اجسادا  فقط ،  بل بحاجة لمؤتمر يوحد القلوب على حب  العراق  والاخلاص  له  وحده ،  للعراق  فقط  حينئذ سنقول ان المؤتمر سينجح !
A_fatlawy@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/11



كتابة تعليق لموضوع : العراق ليس بحاجة الى مؤتمر وطني بل الى قلوب وطنية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي جابر الفتلاوي ، في 2012/02/13 .

الاستاذ محمد حسن المحترم السلام عليكم
اتفق معك اخي العزيز في كل ما طرحته ، وكثر الله من امثالك من الرجال الواعين والغيورين على وطنهم وشعبهم واشكرك على هذه المداخلة الذكية وتحياتي لك .

• (2) - كتب : محمدحسن ، في 2012/02/13 .

السلام عليكم استاذ علي منذ ثورة 14 تموز 1958 واذناب الاستعمار كما كان الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم يسميهم والمقصود بهذه التسمية البعثيين
منذ ذلك التأريخ وهم يرتكبون الجرائم اليشعة بحق العراق ارضا وشعبوالاجنبي سلمهم الحكم مرتين مرة في انقلاب 8شباط 1963 الاسود الذي ارتكبت
فيه جرائم ليس لها مثيل بتاريخ الانسانية ومرة في انقلاب 17تموز 1968 الاسود الذي حول العراق من بلد مؤسسات الى بلد الفوضى ونظام قرر
كل ذلك ادى الى ما وصل اليه العراق اليوم واثبت البعثيون ان ما من رذيلة ارتكبت او ترتكب في العراق الا وللبعث الاصبع الاول فيها فكيف ياسيدي تريد
من البعثي قلب نظيف يدخل فيه الى مؤتمر وطني أني لااظن ذلك لان البعث اليوم وكما كان دائما ينفذ اجندة دول رديئة كان العراق يسبقها حضارة
قرن من الزمن وفقكم الله ودمتم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net