صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

من أوراق كربلاء الحلقة الخامسة عشر : رأس الإمام الحسين ع
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من أقبح جرائم كربلاء ، والتي وصل بها القتلة حد الكفر بالإسلام وحدّ الخسّة والبشاعة الإنسانية هو قطع رأس ابي عبد الله عليه السلام والطواف به في المدن والولايات على مرأى ومسمع عياله والبقية الباقية من أهل بيته وإجبار الناس على الخروج من بيوتهم لينظروا الى مشهد الرؤوس المرفوعة على الرماح ..

والتحقيق التأريخي في العادة يدور حول ثلاثة امور فيما يخصّ الرأس الشريف :

١. المدن التي مرّ بها الرأس الشريف والاماكن التي وضع عليها .
٢. كرامات ومعاجز الرأس الشريف .
٣. موضع دفنه .

غير أننا نريد أن نُشير - على نحو الإشارة فقط - الى أمور أخرى تستحق البحث والكتابة من اصحاب الاقلام المميزة والمختصة لما فيها من فائدة مرجوّة وتوسعة في المعلومات :

الأمر الاول : مرافقة الامام السجاد ع للرأس الشريف ، فلعلّ قاعدة ( الإمام لا يلي أمره بعد الوفاة الا الإمام ) هي الحكمة وراء مرافقة الامام السجاد ع للرأس الشريف وما تحملّ في سبيل ذلك من سبي له ولأهل بيته وارتحال من بلد الى بلد تَبعاً للرأس المقدس ، فرأس الامام المقطوع مشمول بالقاعدة اعلاه وبالتالي فإنّ مسيرة السبي وحسب المشيئة الالهية - شاء الله ان يراهنّ سبايا - لعلّه من أجل مرافقة ورعاية هذه القطعة المهمة من الجسد الشريف وولاية أمره وإن كان على رأس رمح وبيد غير يد السجاد ع .. !

٢. علّة تعدد الاماكن المحتملة لدفن رأس الامام ، فمن الاماكن المحتملة هي ( كربلاء - قبر امير المؤمنين ع - المدينة المنورة - دمشق - عسقلان - الرقة - مصر .. ) ، ورغم تسالم التحقيق لكبار علمائنا بأن الامام السجاد ع قد ردّ الرأس الى الجسد الشريف ، الّا اننا نتوقع ان وراء ذلك خداع ومكر اموي من اجل التضعيف من أهمية مرقد الامام ع في كربلاء في حالة احتمالية عدم وجود الرأس الشريف مع الجسد الطاهر ، ولعل نفس هذا المكر الأموي جَلَب مكراً ولكنّه مكر خير للمرقد وحَفِظَه من كل شر ( يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .. فتأمل

٣. من معاجز الرأس الشريف هو تلاوته لآيات من سورة الكهف كالاية ( ام حسبت أن اصجاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) ، وقراءة سورة الكهف الى قوله تعالى ( انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) . ولعل اختيار هذه السورة دون غيرها هو اشارة الى دور أهل الكهف المؤجّل من ناحية والعبرة التاريخية لهذه القصة من ناحية اخرى ، وكأن الرأس الشريف يحذّر الناس بأن القتل لا ينهي دور ثورة كربلاء وستبقى عبرتها واهدافها حيّة كما هي حياة فتية أهل الكهف ودورهم المُنتظر طول هذه المدة ..

يقول الشيخ محمد النحوي

ما ان بقيت من الهوان على الثرى
ملقى ثلاثاً في ربى ووهادِ
لكن لكي تقضي عليك صلاتها
زمر الملائك فوق سبع شدادِ
لهفي لرأسك وهو يرفع مشرقاً
كالبدر فوق الذابل الميّادِ
يتلو الكتاب وما سمعت بواعظٍ
اتخذ القنا بدلاً من الأعوادِ

مع ورقة كربلائية اخرى ان شاء الله تعالى ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/07



كتابة تعليق لموضوع : من أوراق كربلاء الحلقة الخامسة عشر : رأس الإمام الحسين ع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net