هجر القرآن : التهمة العظمى
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
للأنبياء شهادة فاصلة على أممهم يوم القيامة ، قال تعالى { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا } النساء ٤١ .
ومما سيشهد به علينا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة هو هجر القرآن ، فهذا منطوق الآية الذي يحمل مفهوم الشكوى ومفهوم الشهادة ، قال تعالى { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } الفرقان ٣٠
ومما يمكن التعليق عليه هنا :
١. التعبير بـ ( قومي ) يوحي الى الهجر الجماعي وليس الفردي ، وكأنما المجتمع المسلم بكافة تشكيلاته وأعلاها الدولة لم تتخذ من القرآن دستوراً لها ..
٢. التعبير بـ ( اتخذوا ) يوحي الى قرار قد صدر من الأمّة بترك القرآن والاعتماد على مصادر بديلة عنه ..
٣. التعبير بـ ( مهجورا ) يدل على الترك مع الابتعاد ، مما يدل على زيادة في الترك والإعراض ..
٤. قالت الآية ( هذا القرآن ) ولم تقل ( القرآن ) فقط ، وأسم الإشارة هنا كأنما يدلّ على تعدد القرآن ، والتعدد هذا يمكن ان نفهمه باختلاف القرآن النازل على صدر الرسول عن القرآن المتدوال الذي جمعته الأمّة ، او باختلاف القرآن المقروء عن القرآن الناطق كالائمة عليهم السلام ، أو يمكن أن يكون اسم الإشارة يدل على آية أو آيات معينة من القرآن لم تعمل بها الأمة وهجرتها .. وهكذا
كل هذا هو نوع تدبر في الآية الكريمة ، الّا أنّ المعنى الأول المتبادر هو عدم العناية بالقرآن الكريم من قبل الأمة وأفرادها ، فلم يعتنوا به في مقام العلم وفي مقام العمل ، وهذه الجريمة سيروّج ملفّها رسول الله يوم القيامة وسيكون هو المشتكي فيها وصاحب الحق ، وهو الشاهد المُصدّق .. فهلّا أنجينا أنفسنا من حسابها وعقابها ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat