صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

العراق بين الرُقي والأفول
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تحت حالة من الضغوط السياسية الخانقة, ما بين الأزمة المالية, والتظاهرات التي اندلعت, بتشرين الأول من عام 2019, وتفشي وباء كورونا, تم تكليف مصطفى الكاظمي, رئيسا لمجلس الوزراء, بمهمة محددة تنحصر بتهدئة وضع الفوضى, الذي ساد البلد لِعام ونصف تقريبا, فقد أثر الصراع السياسي, والتدخلات الإقليمية والدولية, لحين استكمال الإنتخابات المبكرة, التي وضعته بحرج كبير, في كل خطوة يخطوها, فما أن تسلم المنصب, تمت محاصرته بطلبات أكثر مما اتفق عليه؛ فما بين مطالب المحتجين, بالكشف عن عمن قتلوا المتظاهرين ومحاسبتهم, والمطالبة بالتعيينات المتوقفة لأعوامٍ, دون النظر فيها وازدياد نسبة البطالة, إلى محاربة الفساد, الذي نخر مؤسسات الحكومة, وأضاع ثروات العراق, ما جعله تصريحاته لا تعدو, حسب ما يراها كثير, عبارة عن ترويج إعلامي, بينما يراها بعض الساسة, استهدافاً لفئات دون أخرى, دون تقديم حلول ناجعة لعبور الأزمات المتراكمة.

جرت انتخابات البرلمان العراقي, خلال دوراته السابقة, تحت شعارات طائفية وانتماءات عشائرية, ومصالح سياسية تتخلَلها وعودٌ, يتم نسيانها بعد الإنتخابات, كان هم أغلب الساسة تشكيل حكومة, بأغلبية سياسية, والتوافق على الحقيبة الوزارية, وماهية الاستفادة من كل وزارة, وما يشوب هذه العملية, من فسادٍ صرح به العديد من الساسة, ما أحدث حالةٍ من الإحتقان, والقطيعة أحياناً بين الأحزاب, المشاركة في العملية السياسية, لتقاطع الرؤى والمصالح الفئوية والحزبية, تاركين مصلحة البلد, وتقديم ما هو مطلوب منها.

تتهيأ الحركات السياسية, بكل تياراتها وأحزابها, للانتخابات المبكرة, التي حُدِّدَ موعدها, خلال شهر حزيران من عام 2021,

  • حالة من الإحباط الشعبي, والسلبيات المتراكمة, وصراعٍ سياسي وتمحورٍ إقليمي ودولي, وتخمة بعدد الأحزاب اختلاف الآراء, الأمر الذي يؤدي, لتشتيت جهد المواطن, فالقانون الجديد للإنتخابات خطيرٌ للغاية, حيث لا يمكن الحصول على أغلبية برلمانية, إلا بتحالفات قد تبقي العراق, بعملية المساومات, وبيع المناصب ومبدأ تقاسم الكعكة, التي أوشكت على نهايتها.

طرح السيد عمار الحكيم, رئيس تحالف عراقيون, لعملية قد تنقذ الوطن, تتلخص النزول في الإنتخابات بقائمتين, ومن تحصل على الأغلبية الانتخابية, تكون حكومة وتبدأ بالعمل, ضمن البرنامج المتفق عليه لبناء الدولة, بينما تكون القائمة الأخرى, بجانب المعارضة السياسية البرلمانية, للتقييم والتقويم من أجل خدمة الوطن والمواطن.

هل يتمكن الساسة من إنقاذ العراق, بإعادة ثقة المواطن, وترك الخصومات السياسية جانباً, والابتعاد عن الممارسات السابقة, بالتوافق والشراكة وإلغاء, قوانين الامتيازات الخاصة, التي أفقرت الخزينة وأثقلت الديون؟

سننتظر قادم الأيام وما أسرعها, ليتبين الغث من السمين, عسى أن يستلم حكم العراق, من هو حريص على وحدته, وخدمة مواطنيه, بعيدا عن قرقعة السلاح, ليكون الارتقاء بدل الأفول.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/01



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين الرُقي والأفول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net