دعني أحط راحلتي
على هذا الرصيف الميت،
وأحمل معي غبار السفر...
وأحمل في جعبتي
ما تبقى من زاد الصغار...
سأتابع رحيلي خفيفا
من دون وعثاء أو ضجر...
في جانب هذا الجبل
وأمام وجهي أرى ثغورا
ثغرا تلوى ثغر...
في قيعان تلك السهول
يمتد هول القبور
قبرا جانب قبر...
لكنني أرى التجاوز ممكنا
وأرى كذلك المستحيل المقفر...
متسكعات من أخيلتي تعْرفني
وتعرِّفني بكل الجهات
طلوع الشمس تزاور عن وجهي
تقرضني يمنة ويسرة
نحو المغيب مسرعة،
كي لا أسابقها تجاه المصار...
وأنا لا زلت أرتب امتدادي
داخل التعب بالخطوات
أمد وجودي من الصفر...
على حافة ذاك الجبل
أبقى متسلقا
كي أدعي الوصول للمنتهى
مقاوما سكرته
مترنحا هو، نافضا إياي...
أسقط نحو القاع
أخسف نعلي الذي تمزق
وأمسح عني ذبول أوراق الشجر
المبتلة بالوحل.
أقف كي أستوعب
معنى السفر عبر الزمن...
أحمل همتي
أمام الجبل الأرعن...
وأمشي نحوه،
أعانق فيه صحوته من الإدمان...
وأُعيد كرَّة التسلق
نحو الوطن...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat