قانون الاصطفاء في خطبة مولاتنا السيدة الزهراء عليها السلام
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أيُّها النّاسُ! اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ، وَأبي مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءاً، وَلا أقُولُ ما أقُولُ غَلَطاً، وَلا أفْعَلُ ما أفْعَلُ شَطَطاً: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيم} فَإنْ تَعْزُوه وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أبي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأخا ابْنِ عَمَّي دُونَ رِجالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إلَيْهِ صَلى الله عليه وآله. فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعاً بِالنِّذارَةِ، مائِلاً عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ، ضارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأكْظامِهِمْ، داعِياً إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ، وَيَنْكُتُ الْهامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ، حَتّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَأسْفَرَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَنَطَقَ زَعِيمُ الدّينِ، وَخَرِسَتْ شَقاشِقُ الشَّياطينِ، وَطاحَ وَشيظُ النِّفاقِ، وَانْحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْرِ وَالشِّقاقِ، وَفُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الإْخْلاصِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْبيضِ الْخِماصِ، وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ، مُذْقَةَ الشّارِبِ، وَنُهْزَةَ الطّامِعِ، وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ، تَشْرَبُونَ الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ، أذِلَّةً خاسِئِينَ، {تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ}.
الحديث في درر السيدة الزهراء عليها السلام والمعارف الغزيرة في آثار كلامها لايعده عاد ولا يحصيه أحد فهي سر آلهي غيبي وحجة بالغة حملت أرث ابيها ودافعت عن حق بعلها فهي صلوات اللّٰه عليها نسيم النبوة ومعين الامامة فظلمها طغاة الامة ولم يرعوا حرمتها واسقطوا جنينها وفجعوا الايمان بها ،
في خطبتها الفدكية المشهورة اشارت إلى قانون ومبدأ الاصطفاء وارست قواعده ذات الجذور القرآنية فقد جاء في كتاب الله العزيز { إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ}آل عمران 33
وذكّرت القوم به وانها ابنة خاتم النبيين ووصيته فيهم وانها لاتقول باطلا ولاتنطق إلا حقا ثم عّرجت صلوات اللّٰه عليها إلى لطف الله بهم حيث أرسل لهم النبي الاعظم
صلى الله عليه واله وسلم في زمان كان الجهل ينخر فيهم ويسود الظلم والشرك والضلال والشطط حتى صدهم عن طريق الباطل وبصّرهم بنور الحق فهي وريثة الهادي النذير في هدايته ووجوب مودتهم وعدم غصب حقهم فمبدأ الاصطفاء يقتضي أن يُنصب عليا عليه السلام بعد رسول اللّٰه وان ترجع حقوق أهل بيت النبوة ومعين الامامة اليهم ، فهم الثلة الصالحة الطاهرة التي اختارها الله لدينه وأمنائه على وحيه وحلاله وحرامه فقد اختار السيدة الزهراء عليها السلام ابنه للخاتم دون نسائهم وآخا عليا عليه السلام دون رجالهم ليتم الحجة البالغة على الأمة لكيلا تقع في مستنقع الانحراف الذي يرجع بها إلى سيرتها الأولى في الجاهلية الظلماء .
اللهم العن من ظلم السيدة الزهراء عليها السلام واسقط جنينها اللهم العن الجبت والطاغوت أنت المعزى سيدي ياصاحب الأمر
حسبنا الله ونعم الوكيل .....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat