أعياد الميلاد أو أعياد الشتاء؟ أين اختفى يسوع؟
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اليوم تصل الاحتفالات ذروتها تصاحبها عملية اسراف وتبذير لا مثيل لها على طول الكرة الأرضية وعرضها ، حيث تُنفق تريليونات من الأموال على مناسبة تم احكام (كذبتها) وحبك (اسطورتها) عمدت بالتدريج إلى حذف يسوع المسيح منها ووضع سانتا كلوز مكانه ، يزعمون انها مناسبة مقدسة ولكنها تنتهك كل المقدسات ، وتُستباح بها الحرمات . مناسبة لم يتغير فيها شيء كما عرفناها وثنية بامتياز لا علاقة بها بالرب ابدا ولا بالسماء لو أنفقت الاموال المستباحة بها لعم الخير والرفاه الأرض . تصور مليار إنسان يتبرع بمائة دولار للمعوزوين والمحرومين بدلا من ان يحرقها في الهواء على شكل مفرقعات ، او يُغيّيب بها عقله بواسطة عبّ الخمور بلا حساب .
الاقتصاد يتضرر ، والهواء يتلوث ، الأرض تصبح كتلة من القمامة المزيد من الانحدار الاخلاقي والاممي المزيد من الجوعى. كل هذا يجري تحت سمع وبصر (البابا) ولا يُحرك ساكنا بل يُشرف شخصيا على مباركة هذه التفاهات والتشجيع عليها لا بل الحث عليها وهو يعلم علم اليقين انها لا علاقة لها بيسوع المسيح الذي يسكر ويُعربد اليوم بإسمه ربع العالم.
وعندما اكتب لأبين الحقيقة يستجيب لي المسيحيون ، ولكني اتعرض إلى لوم وتقريع من بعض المسلمين الذين لا علاقة لهم بهذه المناسبة لا من قريب ولا من بعيد فيُكررون القول لي في كل سنة ( يا اختي مالك وللناس دعيهم يحتفلون ويفرحون).
واقول لهم : وما دخلكم انتم ولماذا تُقحمون انفسكم في امور لا تعرفون اهدافها ، امور تجري فيها عملية تحلل من كل القيم والاعراف التي أمرت بها السماء وجاء بها الإنبياء لا بل تطلبها النفس الانسانية لكي تنعم بالسلام.
اقول لهؤلاء ، أن يسوع المسيح أسس لمناسبة حزينة باكية ولم يؤسس للفرح ، إنما الذي اسس للفرح هم من قتله وفرح بقتله والتخلص منه . القديس الحسين بن علي اسس مناسبة حزينة ، وأعدائه الذين قتلوه جعلوا من مقتله مناسبة فرح يوسعون فيها على العيال يرقصون ويشربون يفرحون يتزينون. فهل تُشاركونهم؟ .
والسؤال الذي طرحته على كل الآباء المقديس والذي لم يُجيبوا عليه طيلة سنوات هو : (إذا كانت الاناجيل كلها لا تذكر سنة ميلاد يسوع المسيح لا بل تختلف في تفاصيل ميلاده ، فمن أين جئتم بهذا العيد ؟ ولماذا تم استبدال شخصية يسوع المسيح بشخصية (بابا نويل او سانتا كلوز)؟
هذا العيد لم يكن حتى عهد قريب بهذا الحجم او هذه السعة ، ففي منتصف القرن التاسع عشر صارَ الأهتمام مُركّزاً على الروح التجارية التي تعتمد على المظاهر البراقة للأحتفال في هذا العيد.
المشكلة التي لا يعيها العالم المسيحي أن دائرة معارف الكتاب المقدس نفسها تقول عن هذا العيد بأنه وثني ولكن لا أحد يسمع ، حيث تقول : (أسس الحاكم الروماني يوليوس قيصر، ألاول من يناير كانون الثاني كعيد لرأس السنة في 46 ق م. وكرسَ الرومان هذا العيد للاله يانوس، اله البوّابات والأبواب والبدايات. وشهر يناير كانون الثاني سمّي بأسم يانوس الذي كانَ له وجهان: ، الواحد ينظر الى الأمام والاخر ينظر الى الوراء،. لذلك فان اصل عيد رأس السنة الميلادية هو عيدُ وثني).
منذ عشرات السنين والبروفيسور في علم اللاهوت (أندريه فواسي) يُحاول اصلاح الأمور ومنع الناس من الانغماس اكثر في هذه الرذائل وهو يصيح إلى ان ينشق حلقه ويقول لذوي الشأن وللناس : (إن المسيحيين الحقيقيين؛ أولئك الذين يسعون بإخلاص إلى نيل رضا ربهم، فيتركون هذه الممارسات بمجرد أن يروا نور الحقيقة) .
فعلى مرّ التاريخ سعى أناس مخلصون مؤمنون إلى ازالة كل المظاهر الوثنية التي تم الصاقها بالدين فكان عيد الميلاد احد اهم الاشياء التي أثير حولها النقد ومن المسيحيين انفسهم واستمر هذا النقد والاعتراض إلى زمن انشقاق إنكلترا عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، حيث تعالت الدعوات بكل قوة سعى لإزالة العناصر ذات الأصول الوثنية في عيد الميلاد، وتدخل البرلمان الإنكليزي فقام بحظر الاحتفال بعيد الميلاد معتبرًا أنه مهرجان دون مبرر من الكتاب المقدس واعتبره أيضًا هدر للوقت وإسراف في الأموال وتخلله ممارسات غير أخلاقية،(1) وكذلك كان الحال في بعض مستعمرات إنكلترا في أمريكا الشمالية، حين حظر الاحتفال عام 1659. لا بل حتى زمن قريب وفي نوفمبر 2009 أيدت محكمة الاستئناف الفيدرالية في فيلادلفيا حظر إحدى المدارس غناء أناشيد عيد الميلاد فيها.
وفي المملكة المتحدة يُصرّح السياسيين علنا في مجلس برمنغهام بإسم عيد الميلاد الحقيقي فيطلقون عليه ( احتفال الشتاء Winterval) وفي سنة 2009 قامت بلدية دندي احتفالاتها تحت عنوان (ليلة الشتاء) وليس ليلة الميلاد ما أدى إلى احتجاجات ومسيرات مناهضة من قبل عامة الناس الذين كانوا ينتظرون هذه المناسبة للحصول على الخمور المجانية من الكنائس.(2)
إنجيل يوحنا 8: 31 ــ 36 (إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي فإن احرركم فبالحقيقة تكونون أحرارا).
المصادر والتوضحيات:
1- Why did Cromwell abolish Christmas? . Oliver Cromwell. The Cromwell Association
2- April Mitchinson 2009-11-29 Differences set aside for Winter Night Light festival in Dundee. The Press and Journal. 2009-11-29.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat