هي جوهرةٌ لكن يخونني التعبير
الشيخ مظفر علي الركابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ مظفر علي الركابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هناك أشياء يمكن أن توصف ، وقد تحتويها الكلمات ، وتصوغها العبارات ، وتستطيع خلجات النفس أن تسلط عليها الأضواء ، وربما تعكس صورةً عنها وتستجلي معانيها .
وهناك أشياء يظيق فيها الوصف ، ولا تطاوعني الكلمات في احتوائها ، ولا العبارات في استيفائها ، ولا حتى خلجات النفس في سبر اغواريها ، بل ربما يعجز الشعر والنثر في استكناه حقيقتها .
نعم إنها جوهرةٌ قدسية ، وتحفةٌ ربانية ، وصياغةٌ علوية ، تميزت بصفائها ونقائها .
إنها أمرأة جللتها يد الرحمة الإلهية ، ورفعتها يد الأقدار إلى الأماكن العلية.
نعم إنها الخالدة بخلود السنين .
والمضحية بكل ما تملك لأجل الدين .
زوجة وصي سيد المرسلين.
أعني مولاي أمير المؤمنين.
خادمة الحسن والحسين.
سيدتي ومولاتي أُم البنين .
فهل تراني أُطري عليها المديح وهي أكبر من المديح.
أم أصفها ويعجز الوصف عن وصفيها .
حيث تتلعثم الكلمات على فمي ، ويخونني التعبير ، وتهرب من لساني معاني الألفاظ .
نعم يقف القلم إجلالًا لأم الوفاء .
وما عساني أن أصفُ أمرأةً اتشحت بالشجاعة ، وتدثرت بالوفاء ، وتبرقعت بالنبل ، وتجلببت بالكبرياء ، وغذت لها اولاد بلبن الحرية ، وربتهم على أجلى معاني الفداء ، فكانوا النجوم والأقمار في أرض كربلاء.
أيةُ أُم هذه التي ليس لها مثيل في دنيا الوجود بعد المعصومات أن تقدم أولادها لإمام زمانها ولا يهمها أمرهم ولا تسأل الناعي عنهم . بل تسأل عن من ملك كيانها ، وأحبته وقدمته حتى على نفسها .
حقاً أنها امرأة لا تتكرر ، ولا يجود زمان بمثلها .
إنها اصبحت القدوة لكل النساء ، بل لكل الرجال في التضحية والفداء .
فإذا اردنا أن نضرب مثالاً للتضحية ، كانت أم البنين .
وإذا أردنا أن نضرب مثالاً للوفاء ، كانت أم البنين .
وإذا أردنا أن نضرب مثالاً للإثار ، كانت أم البنين .
وإذا أردنا أن نضرب مثالًا للمواساة ، كانت أم البنين .
نعم لم يكن اعتباطًا أن حصلت على مقام أن تكون باب الحوائج .
لم يكن ذلك أمراً عفوياً .
بل شاءت يد السماء أن ترفعها
وأن تجعل لها قدرا
فثمة هناك علقةٌ بينها وبين فاتحة الكتاب، والصلاة على النبي وأله الأطياب .
فما من عقد زواجٍ إلا كانت الخاتمة مع فاتحة الكتاب .
وما من واسطة نقلٍ إلا كانت المثنى بها مع الصلوات بعد غلق الباب
فكانت الوسيلة لبر الأمان
وكانت الوسيلة كذلك لحل ما أشكل ، وسبباً لتفريج الهموم ، وكشف الغموم .
وما عساني أن اقول بذكرى رحيلها
إلا سلام على الطيبة الطاهرة
سلام على المضحية الصابرة
سلام علىيها ،. على من سكنت إلى جوارهم في بقيع الغرقد .
فلا حرمنا الله زيارتها في الدنيا
ولا شفاعتها في الآخرة
وعذرًا عن التقصير يا ام البنين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat